وهناك طرفة تتحدث عن واحد من هؤلاء الباحثين عن الجد الصحراوي المنقذ أنه صحب عدداً من طلابه إلى الصحراء محاولاً "إنقاذهم", وهناك اتجهوا إلى خيمة قريبة وصلوا إليها بعد عناء وعطش. نظر الأستاذ إلى طلابه في اعتزاز وهتف يحيي البدوي في الخيمة بلهجة خطابية: مرحباً يا أخا العرب!!! فنظر إليه البدوي في ثيابه الأوروبية "البدلة" و"الكرافات" والقميص الذي كان أبيض قبل الرحلة وإلى "الكرافات" أرخيت شدتها قليلاً فتدلت
يمكن القول إن الخوف ليس نظريا. ففي الشهر الماضي، كان على عدد من كبار رجال النظام إيقاف خطبهم عند مواجهتهم لحشد غاضب. وفي قم، تم نقل علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، بديل البرلمان، إلى بر الأمان من قبل حراسه خلال محاولة المتظاهرين منعه من إلقاء خطابه. وقد ألغى رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق قبل لاريجاني، علي أكبر ناطق نوري، وهو ملا آخر، خطابه في مدينة مشهد بعد أن أبلغه حراسه بأنه يمكن أن يتعرض للأذى على أيدي المتظاهرين.
تجاوز طه حسين المحاكمات والردود على كتابه والتي ماتزال تتردد حتى يومنا هذا,تجاوزها وأصيب ولاشك بكثير من الجراح, ولكنه تجاوزها حين رأى علي عبد الرازق يضع كتابه الانقلابي "الإسلام وأصول الحكم" فينزع القداسة عن الخلافة ووجوب قيامها, وكأنها شرط من شروط الدين, وفرض من فروضه, فيقول: إنها ليست من أصول الدين, بل هي مؤسسة سياسية يمكن للإسلام أن يعيش من دونها, وقد عاش لأزمان
كلما رأيت الموت صارخاً في أزقة الميدان ومبعثرا أشلاء الضحايا على الجدران المتعبة في داريا وكلما مر يوم وازداد عدد المجازر وحجم القتل في سوريةتيقنت أن ما كان يقال عن كبر ثمن الحرية ليس مبالغة مجازية تستدر القوافي، وليس شكلا من أشكال الرومانسية يدفع الشعراء لنظم القصائد... بل هو ثمنحقيقي وواقع محسوس تبرهن عليه يوماً بيوم ولحظة لحظة الثورة السورية...
لم أكن أصدق يوماً لا في وجداني ولا عقلي أن الثمن سيكون بهذا الغلاء، ثمن مدفوع من دموع الأحبة ودمائهم على وطن يحترق كل يوم.
تأملت المقال كمن يتعرف على صورة صديق لم يلقه منذ زمن, وتذكرت أني كنت قد كتبت هذا المقال, وذكرت أني كنت قد تحدثت فيه عن دين اسمه الزرادشتية وهو دين فارسي قديم يقوم على أن من يسير الكون إلهان, أهورامازدا, إله الخير, وهو من يأتي بالصحة والخصب والأطفال والمطر, وإله للشر هو أهريمان, وهو من يأتي بالمرض والقحط والحروب ! ثم ذكرت أني كنت قد كتبت : وقامت مجموعة من المؤمنين بالزرادشتية
ولكنْ ما الذي يُعْتقد في المجنون؟ يمكن أن نتصوَّر، جيّداً، من منظور تلك القبائل نفسِها، احتجاجاً، وأيضا ضرْباً من التمرُّد ضدَّ القدَر المَحْتوم! إن العيش على 'الشرَف المقدّس' المصحَّح و المقوَّم، من لدن الدين الجديد (الإسلام)، جعل هذه القبائل واثقة من أن احترام ذلك المقدس (Le code) والقيام عليه لا يقدِّم لها في المآل أيَّ شيْء! وانطلاقا من سلوك المجنون ثورةً حبّية، من أي طريق، يمكن أن نضع المقدس نفسه موضع السَّبَب. يمكن أن نقول إن الأمر لا يتعلق سوى بالحُبّ،
ندما بدأت الثورة فإنّها بدأت سلمية، وكان الكرد معها وهم لا يزالون على هذا الإيمان، ولكن عندما بدأ السلاح يدخلُ على الخط، فإنّ اليد التي تمنحُ السلاحَ لا تمنحها بالمجّان، بل إنّها تريد ثمناً له، بما هو خادمٌ لمصلحتها وأجنداتها، ومعركة النفوذ والمصالح، في سبيل السيطرة والنفوذ على هذه الأرض التي لن تُترك في فراغها، الكلّ يريد للمنطقة أن تبقى ضعيفة، لكي يستطيعوا أن يسيطروا عليها كلٌّ قدر ما يستطيع من دفع للمال والسلاح وتجنيد خطة المصالح،
وقفت تتحدى الموت والنظام في حمص لتقول إن الثورة هي لكل السوريين، لا تخص طائفة دون غيرها... غنت لوطن الكرامة والحرية والثورة ولا شيء سواها، تآخت ووجع الناس فهي منهم وتشبههم في حبهم وبساطتهم .. تلك المرأة هي من فدائيات سورية.
امرأة عجوز في ريف اللاذقية اختصرت كل الألفاظ والتعابير، رمت سنين عمرها الثقيلة وانحناءة ظهرها لتطهو وتطعم شبابا لم تعرفهم من قبل لأنها مع الحرية ومعهم ....تلك المرأة هي من فدائيات سورية
يمثّل الرسم والصورة المعروفة في مقدمة ألف ليلة وليلة حول خيانة زوجة السلطان «شهريار» له مع أحد الأقيان (عبد أسود وسيم). رسم المشهد بالألوان المائية مصمم رقصات الباليه الأشهر في العالم وهو فاسلاف نيجنيسكي، وقد فات كتاب المعرض (البالغ العناية في الطباعة واختيار النصوص) شرح سيرة هذا المصمم الموهوب الذي لعب دوراً كبيراً في نقل تقاليد رقص الباليه إلي باريس منذ بداية القرن التاسع عشر عندما قدّم مع فرقة «دياغيليف» الأولى
السؤال السوري الكبير لا يتعلق بنوايا النظام المعروفة منذ البداية، ولا بالمواقف الدولية والعربية، التي يسودها الالتباس: تردد امريكي في دعم الثورة يعود الى الالتزام الامريكي المطلق بدعم اسرائيل، ويتغطى بالرهاب من الاسلاميين، ومواقف عربية يقودها الثنائي القطري- السعودي بتناقضاته الداخلية، واصراره على لعب دور اكبر من حجمه عبر اندفاعه الى تجويف الجيش الحرمن خلال تقديم دعمه المباشر للمجموعات الاسلامية المسلحة، وتغذية الانقسامات داخل قوى المعارضة