ونعلم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يعاني من انتكاسةٍ تلو أخرى في بلاده، ويأخذ مواقف ارتجالية غير منتظمة، لا يريد الانغماس في أي شأن دولي، إذا كان ذلك يمكن أن يكلّفه أي ثمن مادي، ولو كان زهيدا، وأنه كان قد أمر بسحب قوّاته من الحدود السورية التركية، متخلّيا بذلك عن حلفائه الكرد والعرب، على حدّ سواء.
كانت حملة امريكا كبيرة ضد الصين وروسيا وفرض عقوبات اقتصادية وصعّدت من حربها السياسية ضدهما وكلا روسيا والصين فرحين الان بطريقة مساعدة ايران بتوجيه صفعات قوية ومؤثرة لأمريكا اخذين بالأعتبار أن ايران قوية وذكية اصلاً من دون الحاجة لمساعدة احد فكيف لو جائها الدعم من عملاقين بحجم الصين وروسيا.
ينهي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة التراسل عن بعد مع إيران بضربته المباشرة والقاتلة لقاسم سليماني، والقياديين البارزين في الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران، وآخرين قد يخفي قائد مليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله هويتهم الحقيقية لبعض الوقت، وهو يبتلع هزيمته ويغص بدموعه،
ليس كرد سورية جزءا من المشكلة الكردية في تركيا، ولن ينهي تهجيرهم مع من سيرحلون من العرب وغيرهم، تهديد أمن انقرة القومي، بل سيزيده . وإذا سلمنا جدلا أنه ينهي المشكلة الكردية بالنسبة لأنقرة، فإنه سيخلق بالتأكيد مشكلة عربية/ كردية في سورية، سيكون من الصعب حلها، ما دامت إعادة سكانها الأصليين إلى مناطقهم ستعني ترحيل سكانها البديلين، والغرق في دائرة شيطانية لا تحتاج سورية اليها
تأتي حرب الإبادة التي يشنها النظامين الروسي والسوري في إدلب، استكمالاً للحرب الشاملة التي بدأها النظام الأسدي منذ انطلاقة الثورة السورية قبل نحو تسعة اعوام، وذهب ضحيتها أكثر من مليون سوري، وتشريد أكثر من نصف سكان سورية، ما بين نازح ولاجئ، إضافة إلى مئات آلاف الجرحى والمشوهين والمعوقين، والدمار والخراب الذي أصاب أغلب المدن والبلدات والقرى السورية،
سيسجل التاريخ، انه وفي النصف الثاني من كانون الأول لعام 2019، قام التحالف الدموي لكل من نظام بشار الأسد في سوريا ونظام المافيا الروسية الذي يتزعمه فلاديمير بوتين، ونظام ملالي طهران بقيادة الولي الفقيه علي خامنئي بالفصل الأخير من الحرب على الشعب السوري في إدلب ومحيطها من أرياف حلب واللاذقية وحماه،
يشكّل التصعيد في منطقة "خفض التصعيد" الرابعة -التي لم تّسلم بعد للنظام السوري كما سابقاتها- نهاية لمسلسل البكائيات على الشعب السوري، وانكشاف لعمق التخلّي الذي مارسته فصائل المسار الآستاني عن دورها كفصائل معارضة، مقابل الدور الوظيفي الذي أرادته، أو رسمته، لها القوة الإقليمية التي ساندت نشأتها وتحولاتها،
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع كلّ أوراقه في السلّة السورية، مضحيا أيضا بسمعته كقائد دولي، ومتقبّلا لصورة البلطجي الدولي الذي يقدّم الحماية للمجرمين والمارقين، كلّ ذلك في سبيل نفوذ سياسي واقتصادي وممرّ على الميا الدافئة. هو أيضا اعتقد أنه حقّق انتصاره الأخير، وبات في موقع يسمح له أن يجني الآن أرباح استثماره في سوريا.
أحياناً كان الصمت والسلبية بذريعة الحفاظ على وحدة صفٍّ لم يكن موحداً أصلاً، فلا الفصائل العسكرية موحدة بهياكلها أو مشاربها، ولا هيئات المعارضة موحدة خلف رؤية سياسية. تلك الحقائق، بل أكثر منها كان معروفاً بدقة أشد مما نعرفه لدى الخارج الذي لا يُراد إضعاف المعارضة أمامه، وكأنما لم يكن له يد في تشكيلها على هذا النحو، وفي إضعافها على نحو متواصل.
عصفت أزمة الدولار في لبنان بكثير من الأموال المودعة في البنوك اللبنانية لمصلحة تجار وضباط النظام السوري، وقد أصدر البنك المركزي اللبناني قرارًا بعدم صرف أكثر من ألف دولار مهما كانت الأموال المودعة في المصارف اللبنانية، وهو ما أربك النظام السوري ووضعه في مواجهة مباشرة مع الغلاء وتذمر الناس من هذا الوضع الكارثي.