يندُبْنَ حولي أم ينحْنَ حيالي
ما للقماري الصادحات ومالي
ماذا ترون بفتية طبعت على
حرية الأقوال والأفعال
لم يكفكم منها إضاعةُ حقها
حتى عقلتم عزمها بعقال
الحر يأبى أن يبيعَ ضميرَه
بجميع ما في الأرض من أموال
ولكم ضمائرُ لو أردتُ شراءها
لملكت أغلاها بربع "ريال"
نَزَلَ الغزاةُ من المَغِيبْ
خَشَبُ الصَّليبِ يَئِنُّ في عَرَباتِهم
والتُّرابُ المَسيحْ
يا مَريم الشَّام، اتْركي صَنْدُوقَكِ في النَّهْرِ
وانْتبذي قَصِيّا في القَصِيّ..
وانْتطري..
ها هُنا نام العراءُ، وعَوى دَمُ اللَّيلِ، ها هنا أصْطَادَ الغزاةُ بسهامِهم كَبِدَ السَّماءَ
هاهُنا انهالوا على آلهةِ الأَطفالِ بالبَلْطات، ودَحْرجوا الأَقْدارَ مِنْ قَبْرٍ إلى قَبْر.
مرت اللحظة الأخيرة،
و ها أنا لا أستطيع نسيان و لو سنتمتر واحد منها،
كان يجب أن أطبع قبلاتي على الوجنتين،
على الشفاه،
على الجبين،
كم أفتقد لابننا،
أحن للرطوبة الرقيقة
التي لبشرته، أتذكر كيف عانقته
و كيف فيما بعد لم
أوقظه من النوم.
أبرمت معك الوعد بتوفير الضوء
و تيار الماء الجاري،
ارتجال وطن
حلمي القديم:
وطن محتل أحرره
أو ضائع أعثر عليه
حدوده تقصر وتطول حسب مساحته وعدد سكانه وأنهاره ونشاط عصافيره
والمغتربين من أبنائه
والعابرين في طرقاته
والمزوّدين بالوقود في أجوائه
وطني حيث يشرب المارة
ويشفى المرضى
وتزهر الأشجار العارية
حتى قبل وصول الربيع إليها
كانت ودادُ صغيرةَ النهدَينِ
أصلَبُ من سفرجلةٍ وأجملُ ، نهدُها
الشفتانِ سوداوانِ
من قُبَلي ...
وسُرَّتُها محارةُ لؤلؤٍ ؛
بيضاءَ كانتْ إذ نضَتْ عنها القميصَ
وغمغمَتْ : حُبّي !
***
ودادُ ، الدفقةُ الأولى لنبعي
الدفعةُ الأولى
وأوّلُ مَن أحِنُّ لهُ ،
وقد عصفَتْ بنا ، وبأهلِنا ، الأبراجُ
وحينما وصلوا أخيرا إلى البحيرة والتي كانت في الماضي منجما، كانت المياه الخضراء راكدة ومستوية. واعتقدت أليس أنها البحيرة تمتلك نوعا من القوة التي ستمتصها إلى أعماق الأرض وتجبرها على الاختفاء مثل حقيبتها الضائعة. أعارتها ياسنا ثياب السباحة ولكن استغرقت أليس وقتا لاستبدال ثيابها. طوت ثوبها الأزرق بعناية ثم وضعته على صخرة. كان الجميع في المياه، باستثناء السيد الملحن الذي رفض السباحة وجلس على نفس الصخرة قرب ثوبها، وهو يزرر سترته ويرتعش من البرد. وحينما التقت عيناه بعيني أليس هز كتفيه وترجم ببطء اللوحة التي هي على باب البحيرة. قال لها إنها تعني" خطر! السباحة ممنوعة". وراقبها و هي تهبط في الممر الطيني وتغوص في المياه. كان باردا ولم يعد بوسعها أن تشعر بساقيها. سبحت ياسنا وأدريانا حتى مركز البحيرة حيث هي أعمق ما تكون. وهناك عقصوا شعورهم الشقر وسبحوا بهدوء وروية معا مثل البجعات في فلتافا. وبعد فترة أداروا ظهورهم وحدقوا بالسماء.
عند انحناء سياج المزرعة
عند انتهاء طريق وحدتي
أصل المنتهى
نهاية الوجود
نهاية المعتقدات الباطلة
نهاية الضحكات العقيمة
نهاية النهاية.
أنا الذي لا أبدّل نسمة رقيقةً بكل هذه الدنيا
من نجمة إلى نجمة، و من شمس و ربيع و ورقة،
و تقريبا زهور ناطقة و صوتها هو الصمت،
و في المروج الشائعة، تقفز بذور الحياة.
و الآن الزنبق يتفتح، و الوردة
يطلق الصيف سراحها من قبور غير ضارة
و هي، من قرون عميقة الغور، هي في الهواء الذي نتنفسه،
و في أرضنا و ترابنا، و في خبزنا اليومي.
و الأبعاد الداخلية و الخارجية تمسك
الأشكال الحية، و لكن ليس قوة الحياة:
فالشجرة المقدسة في الداخل
عندما علقتِ في شراكي
التي نصبتها على دربٍ
تأخذ اتجاهاً معاكساً لبيتي
كي لا يخطر ببال أحد
أَنها شراكي
معلّقاً بداخلها
لحماً حياً
وفاكهة طازجة
ليس لك وحدكِ
بل للجميع دون تفرقة
لَستُ أَنا من
يميّز.
* الموسيقى
ثمّةَ شيءٌ سماويٌّ يتَّقِدُ فيها.
كم أحبُّ أن أراقب
أسطح هذه الجوهرةِ العجيبة إذ تنمو.
إنها تتحدث معي في نوبات القَدَر الكثيرة
حين يخشى الآخرون الدنوَّ منها