المرض جواز سفر إلى عالم
الأرواح. في الأحلام نحن نلمس
الحدود بأيد شفافة ،
لكن في المرض ، نحن نقفز من فوق الجدار
القصير و نسير في الحديقة ،
و لا يراقبنا غير ورود تومئ لنا ،
برؤوس ثقيلة و مرعبة.
لقاء هنري ميللر)
[شتاء 1931-1932]
تشبه لوفيسيين القرية التي عاشت وماتت فيها السيدة بوفاري. إنها قرية قديمة، بكر، لم تمسّها الحياة الحديثة بأي تغيير. وهي تقع فوق تلّة تطل على نهر السين، يمكنك أن ترى باريس منها في الليالي الصافية. وفي لوفيسيين كنيسة قديمة تشرف على مجموعة من البيوت الصغيرة، وشوارعها مرصوفة بأحجار مكورة. وتوجد في القرية بيوت كبيرة وقصور، وتتربع على مشارفها قلعة. ويعود أحد هذه البيوت الكبيرة إلى السيدة دي باري التي قُطعت رأس حبيبها بالمقصلة أثناء الثورة، وأُلقي بها إلى حديقتها من فوق الجدار المغطى باللبلاب؛ لكنه أصبح الآن من أملاك عائلة كوتي.
لقاء هنري ميللر)
[شتاء 1931-1932]
تشبه لوفيسيين القرية التي عاشت وماتت فيها السيدة بوفاري. إنها قرية قديمة، بكر، لم تمسّها الحياة الحديثة بأي تغيير. وهي تقع فوق تلّة تطل على نهر السين، يمكنك أن ترى باريس منها في الليالي الصافية. وفي لوفيسيين كنيسة قديمة تشرف على مجموعة من البيوت الصغيرة، وشوارعها مرصوفة بأحجار مكورة. وتوجد في القرية بيوت كبيرة وقصور، وتتربع على مشارفها قلعة. ويعود أحد هذه البيوت الكبيرة إلى السيدة دي باري التي قُطعت رأس حبيبها بالمقصلة أثناء الثورة، وأُلقي بها إلى حديقتها من فوق الجدار المغطى باللبلاب؛ لكنه أصبح الآن من أملاك عائلة كوتي.
وتحيط بالقرية غابة كان ملوك فرنسا يمارسون فيها الصيد ذات يوم. وتعود معظم أملاك لوفيسيين
حمامتك يا ريس حمامة السلام
نايمه يا ريس وأسأل سوزان
بص يا ريس حمامة الجيران
واقفه يا ريس فاكه الحزام
داخله يا ريس فى كل مكان
ل مكان
حمامتك يا ريس حمامة السلام
أيها الرجال الحقيقيون يا من يغذي اليأس
نيرانَ الأمَل في صُدورهم
لنفتح سوية آخر البراعم الغدوية
الشاعر الفرنسي بول إيلوار ، سنة 1938، في ذكرى حَرْق
مدينة "غرنيكا" الإسبانية بنيران القوات النازية المتحالفة مع الجنرال
فرانسيسكو فرانكو، عن ديوانه " Cours naturel "
الغيوم الرمادية الداكنة تجوب الفضاء, تسرح وتعبث في سماء مدينة يوتوبوري, تغطي صباحات الخريف والشتاء, تضفي على النفس الكآبة والحزن والإنكسار.البحرهائج, يدفع الضباب, ليسوح في الشوراع, في الجادات والممرات الضيقة, ليرسم على العام /1880/ لون قاتم, مضلل بالمرارة.استيقظ فيكوعلى صراخ الصغير/أوّلىَ/, الطفل الذي لا يتجاوزالخمسة أشهر من عمره. صراخه الحاد والمستمر, ينذر بإنه مريض جداً.لقد استيقظ فيكو مرات كثيرة خلال تلك الليلة على صوت بكاء الرضيع/ أوّلىَ/. احياناً كثيرة يشتد صراخه ليصل إلى سمع المرأة العجوز بلوم كرين, التي تقطن في الدور الأول من المنزل.نزل فيكومن سريره, راح يزحف بصمت تام, دون أن يلفت انتباه سارة ومودس النائمان معاً على السرير. تابع زحفه إلى أن وصل إلى المطبخ.جلست أم / أوّلىَ/ جانباً, وضعت طفلها الصغيرفي حضنها, راحت تهزه برفق وحنان. أخذت تمشي
كاتيوشا ، كاتيوشا،
يا سهم النار:
ليأت ملكوتك ، أليس كذلك
للأسفل أم للأعلى ؟
مخنوق أنت في نفق
مع المورفين والخبز،
أو متفحم في حطام
ـ أغلق فم الكلب ، اربط المهر في البيت ، و أغلق الأبواب في وجه الظلام.كل ليلة نستمع و نطيع تعليمات بابا ، و كل صباح نستيقظ بأمان من غير أية ذكرى عن الرعب الليلي الذي تبدده أشعة الشمس الدافئة و خبز الفطور. و لكن ماما نامت على فراش المرض ، و ساقها بابا إلى عيادة بيدي ماكبيس ليباركها بيديه. قال لـ " روي " بلهجة الآمر : اذكر دائما أن تحكم إغلاق الثغور ، و تأكد من ذلك مع هبوط الظلام . و قد سمعت شقيقي الأكبر يقول ( أعدك بذلك يابابا ) . و لكن حينما حان وقت العتمة ، تبع إلى العراء لوسي لوفدانس ، و استلم سيم زمام الأمور . و كان سيم أقل اهتماما بالتعليمات.ـ إنها مضيعة للوقت أن تقفل الأبواب . هذا يقرفني مثل التبول في النونية . و يزيد من قرفي ضرورة التنظيف في الصبح التالي .لقد ابتهلت إليه كي يستمع إلى نصيحة الوالد ، غير أنه سخر مني . هكذا كان شأن سيم . و بناء على ذلك كنت آوي إلى فراشي مع الأولاد ، بعد أن أستوثق من إغلاق باب حجرتي
نؤيد سيادتك لفترة جديدة نكمل خلالها المسيرة السعيدة
و بالمرة فيها نبيع الحديدة مفيش حاجة تانية نبيعها خلاص
*****
نؤيد سيادتك لأجل المزيد من اللي تحقق بفضلك أكيد
بقينا خلاص ع الحميد المجيد و ربك لوحده ف ايده الخلاص
*****
نبايع سيادته ولا حد غيره كفايا علينا نبرطع في خيره
يجب أن يصاب العالم بالرعب، بالهزيمة، أن يقتنع رغما عنه - دائما، دائما. العالم دائما على خطأ. وأنا الذي أقول هذا، بوحشية، بتعصّب، بتهوّر، بعناد، أعلم علم اليقين الجحيم الذي ينتظرني وأنا أحمل هذا الموقف، لكنه الموقف الوحيد، وهو صحيح، صادق وصائب.
لا أعلم تماما لماذا أفضي بهذا كله إليك - كنت أنوي فقط أن أكتب كلمة اعتذار موجزة وأبدي إعجابي بوجبة العشاء الفخمة، الخ. وهاأنا ذا، كالمعتاد، أبدأ في طَرْق موضوعي الأثير. لعلي استلهمتُهُ من خشيةٍ مبهمةٍ من أنَّ ما بدا في البداية أشبه بعلاقة عمل جيدة بيننا هي علاقة مستحيلة تماما، وأنك ستتمكن، ليس أكثر من "بينكر" في حالة لورانس، من تقديم العون لي - اقتصاديا. وما فعلته حتى الآن هو اشد ما أقدِّره منك ويقرّبك إلى قلبي إلى الأبد. لقد مددتَ يدك لي في لحظة حرجة. وكنتَ رائعا وشجاعا حين حاولتَ أن تُدركَ ما أرمي إليه. وسوف أظل عاجزا عن شكركَ كما ينبغي. وهكذا، أتصوّر، مستبقا الصراع القادم، سوف يتوجّبُ علينا أن نتطلّع