تتساءل الكاتبة والصحفية كاترين دافيد: كيف تتشكل أحكامنا الإستيطيقية (الحسية) ؟ كيف نحدد بأن وجها ما أو عملا فنيا على أنه “جميل” أو “قبيح” ؟ ألا يُعتبر القبيح ما هو عكس الجميل، حيث أن النظر يلتف ويدور؟ “خصلات شعري الجميلة أخفت قبحي، فعيني اليمنى كان قد سبق لها ومالت نحو الأفول”، كتب سارتر في مؤلفه «الكلمات». صفحات راقية من الشجاعة والأسلوب.
يعتقد محمد أركون أن التراث الإسلامي-منذ انبثاقه في لحظاته التأسيسية الأولى-لم يعالج ضمن إطار التحليل والفهم النقدي ، والذي من شأنه أن يزيح اللثام عن المنشأ التاريخي للوعي الإسلامي وتشكل بينيته. والحال أن كل ما أنتج في فترة ما يسميه أركون بالعصر التدشيني قد انصب كله على النص الديني، ففي “هذه الفترة ظهرت علوم الفقه وعلوم الشريعة...
لا يسعنا هنا أن نتكلم عن الفن والتاريخ والابتكار والجمال، هذه أمور لا تخطر للمسلح المدمّر. لا يخطر له بالطبع أن يزيل حقبة من التاريخ فالأرجح أن المسلح لا يعرف أن لهذه التماثيل تاريخاً وان لها زمناً خاصاً. ليس الزمن موجوداً بالنسبة للمسلح، انه هنا نصب أمر واحد: الموت وحده زمنه والموت وحده تاريخه. انه فقط خادم الموت وتابعه. ليس يهم البتة أن تحل الساعة فهي وحدها الزمن وهي وحدها النذير ولا يهم أن تعجل أو تتأخر،
يحاول بشارة في مجلّديه، أن يكمل ما بدأه في كتابه الاول، "الدين والعلمانية"، بدراسة أنماط التدين ونشوء مصطلح العلمنة، وتبيان أن أفكاراً علمانية عدة، تطورت من نقد الدين او محاولة تجديده، ولم تنشأ من إلحاد، لكنه يتوخى تقديم موسوعة شاملة لتطور الفكر الأوروبي في انتقاله من الدين الى العقل الى جمعهما معا ليترك نصاً مبسطاً هو مختصر مفيد لتيارات فكرية وفلسفية كثيرة،
يقولون لك، «ماذا يعني رفض القنبلة النووية الإيرانية؟ ألا تملك إسرائيل القنبلة نفسها؟ إسرائيل العدو الأبدي!؟ فلما لا يكون لإيران الحق بها أيضا؟!». كلام حق لا يخفي باطله. إسرائيل لديها القنبلة، تستقوي بها ضدنا، لتقرر موتنا أو حياتنا. إيران تريد ان تمتلك القنبلة، لتحررنا من اسرائيل. أليس كذلك؟ والدليل ان ميليشياتها تخوض الآن حرباً ضروساً معها لتحرير القدس؛ ولكن تحت عنوان «الحرب على الارهاب»،
ان المذهب الطُّهراني الذي يعقّم (كما يعقم الكحول من الجراثيم) الثقافة من الافكار واللغة من الكلمات، وهو المذهب السائد اليوم، لا يخدم الاسلام في شيء. لأنه يقوم على إبعاد الدين عن خصائصه الاصلية، وعن التصاقه بالطبيعة، وعن انصياعه لقوانين الفطرة البشرية. وهذا المذهب الطارئ على ثقافتنا العربية المنفتحة اصلا، يجد له مثيلا في تاريخ الاديان الاخرى، كالمسيحية في الغرب مثلا
علي المعذب بالتساؤلات، لا يسعد مع زوجته غابرييل، ليس لأنها امرأة سيئة بل لأنها تحديدا امرأة جيدة، تمنحه الحب والحنان والاستقرار في حين يبحث هو عن شيء آخر، عن المغامرة، عن جنون وطيش الصبا، عن العودة إلى ثقافته للتفتيش في ذاكرته،
وقد أتيح لي مرة أن أكتشف خطورة القياس الخاطئ في ندوة علمية نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة قبل سنوات، وكان موضوعها تقويم الإنتاج العلمي لمشروع «أسلحة المعرفة» الذي خطط له وموّله قيادي إسلامي معروف هو طه جابر علواني، وهو عراقي أزهري عمل طويلاً في السعودية قبل أن ينشئ في الولايات المتحدة مركزاً للدراسات الإسلامية.
وفي 1949، كان المؤرخ الكبير فرناند بروديل قد نشر كتاباً ضخماً بثلاثة مجلدات في تاريخ المتوسط، سعى فيه إلى إثبات أنّ العالم المتوسطي لم ينفصل عن بعضه البعض ولو في أحلك مراحله التاريخية، وأنّ المبادلات التجارية مثلاً كانت مستمرّة في الفترة التي عدّها بيرين مرحلة قطيعة. وقد ساهمت شهرة بروديل، ومن ورائه «مدرسة التاريخ الجديد»، في نشر رؤية متفائلة لمستقبل المتوسط انطلاقاً من رؤية غير قاتمة لتاريخه،
على الرغم من إبراز تعاطفه الكامل وحزنه العميق على مصير زميله الأميركي، جيمس فولي، والذي أعدمته هذه العصابة بوحشية، إلا أنه لا يُغفل إدانة عدم عدالة التعاطف الذي برز غربياً مع هذه الحالة، مقارنة بالصمت القائم أمام موت مئات، بل آلاف المدنيين السوريين، على “الهامش”. وفي مواجهة الجهل الطبيعي، أو المتعمّد، بأبعاد الأحداث القائمة في سورية، والذي ساهمت في تطويره جهات عدة بنشاطاتها،