يمكن الحديث عن “تدجين الإنسان”، عندما تتغلّب القواعد الفقهية المتعارف عليها مجتمعيا على رغبات الفرد الذاتية. إنّه ترويضٌ حقيقيٌّ لـ“الأنا”، بتعبير الفيلسوف نيتشه. يعتبر “الأنا الأعلى” في البلدان الإسلامية من أقسى “الأنوات” على الإطلاق. تبذل الأقلية مجهودات جبارة لتتملّص من مراقبته وتجنّب الانقياد له، وتبذل الأغلبية نفس الجهد مقابل تحمّل ثقله وطاعة أوامره.
وهذا ما فعله الشاعر حيث لجأ الى تقنية اتصالية جديدة تحمل سمات لم يألفها العقل العربي الذي لم يتخلص بعد من بداوته، والذي هيمنت عليه العنصرية السياسية، والقبلية الدينية، فالأمين عربي التربية والسلوك والانتماء، فيما تشوب المأمون شائبة من أنه لأم فارسية، وأنه تربى وقاد بلاد فارس واليا لزمن طويل، ولأن الشاعر ماكر، يلعب بأوتار مغايرة أخذ الكوميديا الى مختبره وعالج من خلالها المشكلات الاجتماعية،
ولعلّ ما يميّز يوسف الخال وجبران عن سائر الشعراء هو أنّهما كانا قادريْن على الإمساك بأثر المقدّس وتحويله إلى طاقة جماليّة، بُغية التحرّر من زمن الضّيق وتحقيق إنسانيّة الإنسان. فهما يشتركان في مواجهة صمت العالم بزرعه في نصوصهما، فإذا بالنصّ كلام يُفلت من الصّمت ويتخطّى العابر ليعانق المطلق الذي يدوم. وقد وصل تعصّب الخال الشديد للعقيدة المسيحيّة إلى درجة أنّه اعترف بتماهيه مع يسوع يقول:»
أثيرت قضية الأيروس باعتبارها قضية من قضايا المحرمات وطابو مثل السياسة ومثل الدين .. وسمى بعضهم ذلك بالثالوث المحرم.. وأرى الجمع بين هذه العناصر غير شرعي، لأن ما يبعث على الحياة لا يمكن أن يكون في مستوى عوامل اجتماعية جاءت لتنظيم المجتمع وذلك شأن الدين والسياسة. الأيروس هو الحياة وبغيره يكون الموت والتلاشي والعدم..
الدراسة استنتجت أيضا أن طبيعة الحياة العصرية جعلت الشباب يقلقون على مستقبلهم ووظائفهم ودخلهم أكثر من قلقهم على حياتهم الجنسية، والغريب أن جهازا مثل الهاتف الذكي يلعب دورا مهما في تقليل الرغبة الجنسية لدى الشباب، ذلك أن معظمنا اليوم يحمل هاتفه معه إلى الفراش ليتسلى بمشاهدة الفيديوهات ويتواصل مع أصدقاء العالم الافتراضي.
وهنا تكمن المفارقة التي تفسر ولا تبرر كيف أمكن للخليفة الأموي معاوية، ونظيره العباسي هارون الرشيد أن ينجزا مصلحة الأمة بالاستبداد في بداية تاريخها، وكيف أوقعها صدام حسين، من داخل الجغرافيا نفسها، فريسة للأمم بالاستبداد نفسه في حاضر زمانها. إنها حقائق العالم وقد تغيرت بنضوج فكرة الحرية، التي كانت غائبة بلا شك عن معظم التاريخ الإنساني،
دوماً يحتاج الناس إلى إعطاء معنى جديد للحياة. صحيح أن هناك صعوبات أمام تجديد الخطاب الديني، خاصة في ظل مواقف رسمية (لدى القلة) متخوفة من أي طرح جديد، فضلا عن ضعف راهن في مكانة المؤسسات الدينية التي لا تملك إلا هامش حركة محدودا. واليوم، بات الأمر يحتاج لعملية جراحية طارئة تبدأ بتفعيل دور المؤسسات الدينية المعنية بالفتوى، والتي فقدت الكثير من مقوماتها،
تسرد الرواية قصة النقيب «سليمان» المنحدر من جبال الساحل، وتتابع تطور حالته المهنية والنفسية، راصدة الطموحات الخاصة المعتملة داخله، وتأثيرها في تشكيل قناعاته وسلوكياته الخاصة والعامة. فتبدأ قصته مع أحداث حماه الثمانينات، مرورا بدمشق حتى تسلله للعمل داخل القصر الجمهوري. ولكي تتوضح شخصيه «سليمان» كانت شخصيه «لميس» الجذابة، الوافدة من الريف الى دمشق، لتحتل مكانها الواسع في أجواء الطموحات التصاعدية.
وطوّر هؤلاء الخانات علاقاتهم مع مصر، ثم توطدت هيمنة الثقافة الإسلامية على الشعوب المغولية على ضفاف الفولغا وتحول المغول إلى الإسلام بطريقة سلمية. وظل الإسلام يتقدم من طريق الاتصالات السلمية: التجارة وتأثير الطرق الصوفية. كما أن العرب، على رغم خسارتهم السلطة السياسية، ظلوا ينشرون الإسلام في آسيا: إندونيسيا وسنغافورة وغيرهما، وفي أفريقيا حصيلة قوافلهم التجارية، ودور أصحاب الطرق الصوفية، والدعاة الدينية.
التفصيل الأخير الهامّ في علاقة كمال بالطبيعة أثناء طفولته كان حراسته لـ»مقثى» الأسرة، أيّ الحقل المخصّص لزراعة البطيخ الأصفر والأحمر والخيار والقثاء. وكان المقثى يقع في ما يشبه جزيرة وسط النهر، وقد شهد أولى لقاءات كمال الليلية مع قطّاع الطرق الذين كانوا يتوافدون طلباً للملجأ والزاد. ولكي يعبّر عن ابتهاجه بلقائهم، كان الفتى يدفن عدداً من ثمار البطيخ في حوض مائي صنعه خصيصاً،