برغم تصوير ليسينغ لمشاهد الإحباط والتفتت في مذكرات شخصياتها، إلا أنها تُبقي باب الأمل مشرعاً، وتفسح المجال للتفاؤل بالدخول إلى عالمها، بحيث يتداعى الجدار تحت ضغط الأمل، وربما تود من مسعاها تعميم نوع من البشارة بأن الغدَ سيكون أجمل، لكن دون أن تتناسى صعوبة الوصول إلى تلك الجماليات المأمولة. والنجاة التي تتحدث عنها تكون خلاصاً من نيْر الجنون المستفحل، كما تكون فرصة لمراجعة الذات بعد اختبار عسير تتعرض له إثر الأحداث العاصفة التي شوهت الكائنات، وأغرقت المدن في تشوهاتها.
يوحي الجدار العازل الغامض بين العالمين بأن هناك الكثير من العوائق التي يضعها المرء بينه وبين نفسه،
قبل هذا التاريخ المشار إليه، أي الثامن عشر من يوليو، وكان قد مضى على هذه الحرب الهمجية المدمرة نحو ستة عشر شهرا، كانت الطائرات المقاتلة من طراز «ميغ» لم تستخدم بعد في العمليات الحربية وكان استخدام سلاح الجو يقتصر على المروحيات وليس على نطاق واسع، كما كانت المدافع الثقيلة لم تظهر في ميادين القتال إلا في حالات قليلة ونادرة، وكذلك الأمر بالنسبة لراجمات الصواريخ، وكان الشائع في الاستخدام هو مدافع «المورتر» (الهاونات) على مختلف أصنافها وأنواعها، وكانت سياسة الأرض المحروقة لم تتبع بعد بهذه الطريقة الوحشية.
أنجز الفنان الإيطالي ريناتو بيرتيللي هذا التمثال سنة 1933. ويبدو أن العمل لاقى استحساناً من قبل الزعيم، مما جعل الحزب الفاشي يترك له المكان الأبرز في ردهة مقره المركزي. وتكرر مسلسل نسخ هذا التمثال-الرأس لآلاف المرات طوال حياة ديكتاتور ايطاليا باستخدام مواد مختلفة كالرخام والحجر الغرانيتي الأسود والخشب.
يتبدى التمثال المعدني الأصلي، كخوذة عسكري متحولة إلى تدويرة هامة الدوتشي، تدويرة ملساء تماماً ومتعالية على أي تغضن بشري، وبملامح فنية تمثل جوهر التيار المستقبلي، دون أن يغيب عنه المؤثر الديناميكي
وقت الجزائر : تقول في ديوانك رجل مشحون بالندم: (سأقيم في الكلمات حيث الزمن والألم يخلق الأمل) هل يعتبر هذا هربا من واقعك إلى عالم الكلمات؟ وإلى أي مدى يبقى عالم الكلمات محصنا من ضربات الواقع؟
محمد عبيدو: خصت الشاعرة عناية جابر قراءتها لمجموعة رجل مشحون بالندم بعبارة كتابة ظلال الأشياء وهذا تماما ما أرغب به شعريا، هذه العزلة التي ترشح من كلماتي هي حالة عصيان شخصية ومجتمعية، ومحاولة اختراق يائسة
والوضع المستعصي للثورة اليوم متصل على نحو وثيق بهذه المسائل الثلاث. إذ يبدو أن إسقاط النظام لن يقود بطريق مستقيم إلى حياة سياسية أكثر عدالة وحرية، هذا حتى لو لم نقل شيئاً عن أن الحرية بحد ذاتها أشق بكثير من العبودية. والارتباط بين المسألة السياسية والمسألة الدينية يفتح باباً لمخاوف إضافية في بلد يبدو أن السلطة المطلقة دين البعض فيه، والدين المطلق سياسة بعض آخر، وأن السلطة كدين تجرد السوريين من حرياتهم السياسية المفترضة، فيما يحتمل أن يجردهم الدين كسياسة من حرياتهم الاجتماعية من دون ضمان جدي للحريات السياسية. ثم إن الغرب الذي ننوس بين طلب عونه وبين تأنيبه على حقده الذي لا يرتوي من دمائنا،
لقد كنت عضوا في مجلس الأعيان في عام 2005، وفي نحو منتصف نهار ذلك اليوم ذهبت لأحضر من سيارتي المتوقفة في الخارج بعض الأوراق، فسمعت من مذياعها ذلك النبأ المفزع بأن رفيق الحريري قد تم تفجيره بعبوة ناسفة تقدر بمئات الكيلوغرامات، في منطقة فندق «فينيسيا» الشهير ببيروت.. وهكذا، وعندما عدت وأخبرت من كان هناك من زملائي بهذا الخبر المرعب، كان جوابي التلقائي ردا على سؤال مَنْ مِن الممكن أن يكون الفاعل؟ هو «حزب الله والمخابرات السورية».وأنهي هنا وأنا أستعرض هذا الشريط الطويل، بعد جريمة اغتيال وسام الحسن يوم الجمعة الماضي،
في ما يشبه المقدمة، وعبر فصلين، حملا عنوانين: «قصة هذا الكتاب» و»اللقاء»، يروي رفيق سرداً ذاتياً مهماً، لا يتعلق فقط بالحكاية الموازية لظروف تأليف الكتاب، بل حكاية تضحية الكاتب بالعالم المادي، إيماناً بالكتابة. ففي هذا الفصل، يحكي الكاتب كيف قدّم استقالته من العمل في شركة الأدوية العالمية للتفرغ للأدب، وكيف انهالت عليه المصائب لاحقاً، ليخسر في سنة واحدة، كل ما حصّله مادياً من منزل وسيارة ومدخرات مالية، فالحياة الأدبية ليست وردية، على الأقل في بدايتها. ظن رفيق أنه سيعيش من مدخراته إلى أن يحقق حلمه الأدبي، لكن الديون تراكمت عليه، وبدأت حياته تنهار أمامه
أعلنتم شروطاً لانحيازكم الى الثورة، منها أن يتقدم «الخطّ السوريّ الوطنيّ العربيّ، الحليف لفلسطين وللمقاومة الوطنية اللبنانية» الهم التغييري في الثورة. ليس هذا هاجس الثورة في سورية. انها حقيقة ساطعة. وليس ذلك لأن الشعب السوري عميل، بل لأن جلاده اليوم ليس اسرائيل. ألا تستقيم هذه المعادلة في وعيكم؟ ثم إن ثمة ما يُضاعف المأزق، فـ «حزب الله»، أيقونة المقاومة وأيقونتكم، يقف الى جانب الجلاد في سورية، وهذا ما يجعل مهمتكم أصعب. فإذا أراد سوري ان يقف اليوم وسط دمشق وأن يُطلق،
وقبل إقرار هذه العقوبات الجديدة، كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد تناولوا طعام الغداء مع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، فلم يفلحوا في تليين عريكته (كما يُفهم من التصريحات العلنية)؛ لكنهم فهموا منه أنّ روسيا تأخذ بعين الاعتبار الجدّي مختلف التطورات على الأرض، السياسية والعسكرية، السورية والإقليمية والدولية (كما أشارت بعض التسريبات الصحفية). أمّا بعد الغداء، وبعد الاجتماع، فقد أصدر الوزراء ما أسموه 'استنتاجات' حول الوضع السوري، بدا وكأنهم لا يكتشفون، متأخرين، تحصيل الحاصل في مضامينها، فحسب؛ بل يتابعون الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ذلك الاكتشاف
أحس نحوكما ما دام لي رمتي
شوقاً الى سمر أحلى من الثمر
فواصلاني ولو بساعة لطفت
فساعة الوصل لم تحسب من العمر
بحق من سحرتني يوم "كاظمة"
بناظر كامل بالسحر والحور