منذ أن قدّم آل باتشينو دور التاجر اليهودي «شايلوك» في فيلم مايكل ريدفورد «تاجر البندقية» عن النص الشكسبيري الشهير عام 2004، يمكن القول إنّ «آل» كممثل غاب عن المشهد السينمائي الذي يليق بموهبته الفريدة (بعض التصنيفات تعدّه أفضل ممثل في تاريخ السينما)، فهو من القلائل الذين حازوا على جوائز تاج التمثيل الثلاثية: الأوسكار في السينما (عطر امرأة)، التوني في المسرح (هل يرتدي النمر ربطة عنق؟) والإيمي في التلفزيون (ملائكة في أمريكا). نتاجه اقتصر منذ ذلك الحين على بضعة أفلام تجارية لم تضف لرصيده ما يُذكَر هي: «اثنان من أجل المال» 2005، «شلّة أوشن الـ 13» 2007، «88 دقيقة» 2008 و«قتل بالحق» 2008 مع روبرت دي نيرو.هذا العام عاد مايكل كوروليوني في «العرّاب» و سني وورتزيك في «عصر يوم حار» بفيلم تلفزيوني لصالح شبكة HBO المشفّرة بعنوان:
لم يأل الإخباريّون جهدا - خاصّة أثناء وضع السيرة في صورتها النهائيّة- في صناعة التاريخ على أحداث إمّا وهميّة وإمّا مقتبسة من حضارات أخرى، فهم لا يكتبون لنا تاريخا كائنا بل يكتبون التاريخ كما يجب أن يكون، يكتبون الدين تحت اسم التاريخ، لتقديم صورة مقبولة -إن لم نقل أسطوريّة- عن النبيّ وتعميمها في نواحي الإمبراطوريّة الإسلاميّة الصاعدة، فاختفتْ الأحداث التاريخيّة الحقيقيّة تحت طبقات من الأصباغ البرّاقة وصارت (هذه الأصباغ الوهميّة) هي الأحداث الصحيحة التي تقوم عليها سيرة النبيّ، ممّا أدّى أحيانا إلى تناقض المعطيات في الحادثة نفسها.يذكر المدراش [المدراش هي كتب التفاسير اليهوديّة] قصّة معراج موسى إلى السماء، ونكاد نجد نقلا حرفيّا لبعض المواضع من هذه القصّة في معراج النبيّ، كما أنّ المدراش مكتوب قبل الإسلام، وفيه أنّ موسى صعد إلى السماوات السبع وزار الجنّة والنار، فرأى عذاب أهل النار ثمّ زار الجنّة ورأى فيها ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، وعندنا التراث الإسلامي في وصف الجنّة - كوصف النار- يتشابه مع ما رآه موسى، فيرى أربعة أنهار من عسل ولبن وخمر الخ..(1) وليس موسى فقط
يبقى العالم العربي متخلفاً – وببساطة - لأنه ينفي مفكريه ممن تحدث عنهم البريطاني هويتهد ويمارس ضدهم كل أشكال النفي!..يبقى العالم العربي متخلفاً لأنه يسوّق نسخاً كربونية مشوهة كبديل عن عمالقة الشعر الصافي الحقيقي الذين لن يكونوا إلا مفكرين في النهاية وعلى خطى إنسانية طاغور.. يبقى العالم العربي متخلفاً لأنه أضاع إحساس النساء, وعزلهن, وحولهن إلى مصارف لشيكات الشهوة, وقتل كشفهن القلبي ( العرفان) وما كانت زرقاء اليمامة إلا المثال..لماذا لا نبقى متخلفين عن الركب الحضاري إذاً, والكمّ لدينا هو الرباّن الذي احتجز الكيف في خزانات السفينة السفلية! لماذا لا نبقى متخلفين ولم يتبق منّا جميعاً سوى أناس عاديين طبيعيين 100% بمقياس بنود اللائحة التي أعدها ( جافيتس) بطل كويلو!!
تخطفني كتابات علوية صبح ومنذ كتابها الأول - نوم الأيام - وأنا انتظرها. الكتابة الإبداعية الصحيحة هي عملية مضادة للبشاعة والظلم وهي بالتالي عطية لي / لنا. الكتب الجميلة، أشعر أنها كتبي وكتب علوية من هذا الطراز. حين بدأ الأمريكان باحتلال بغداد عدت ثانية لروايتها الساحرة مريم الحكايا. كنت أريد انخطافا ودويا أكثر مما حصل لي. كان ألم علوية هو تحرير لألمي أنا. ألمها موجود غير مخترع أو مفبرك ولذلك كنت أتعكز عليها وأنتحب لأنها أهدتني شبابها. روايات علوية هي شباب الكتابة العربية والشباب أمر غير ناجز لأننا لا نعرف ماذا نفعل بالشباب إلا الارتماء به. مرت بباريس قبل اسابيع من اجل الاشتراك بنشاطات الأيام اللبنانية والتوقيع على روايتها - مريم الحكايا - الصادرة عن إحدى أعرق وأهم دار نشر فرنسية / غاليمار / والاحتفاء البديع الذي رافقها بالصحافة الفرنسية. تواعدنا لكي اصطحبها لشقتي وكانت مريضة جدا لكنها وافقت.
بلغة مرتجة يعرض الشاعر السوري جوان تتر في مجموعته الفائزة عن ملتقى قصيدة النثر في القاهرة مجموعة صور تختنق و تتداخل على هيئة لوحات ناطقة و مستنفرة منذ الأسطر الأولى و متناغمة في التماعاتها الخادعة التي لا تنطفئ إلا في خواتيم الجمل السردية البطيئة المعذبة , لغة جوان مصنوعة من هشيم خيال صامت في طباعه الكتيمة و في انسلاله الرخيم , لغة تمحو الأمكنة و الأزمنة و تبقي على ذلك الهواء المتثاقل العالق في ذاكرة تسلخ المعاني من احتمالاتها المسترسلة , خيال هذا الشاعر القادم متمهل إلى درجة الضجر الحلو , يقارب الحقائق في بطلانها و وجوبها، و يباعد ضرورات اليومي في اهمالاته القصية موضحاً ما لا يوضح ولايغتفر , فثمة دائماً غمز خفيّ بين الكلمات العامرة الدسمة التي تثمر رويداً رويداً في القراءة اللغوية الثانية أو المراجعة الذهنية المتأخرة ليستوضح بعد ذلك هيكل المفردة الثقيلة و
غالباً ما يجد العلمانيون في البلدان الإسلامية أنفسهم منساقين إلى تأييد مطالب الأقليات الدينية في تحصيل حقوقها الدينية والثقافية. ويتأتى هذا بالدرجة الأولى من فهم العلمانية للعلاقة بين الدولة والدين، ومن ضرورة حيادية الدولة ولعبها دوراً إيجابياً في حماية حق جميع الأفراد والجماعات في ممارسة عقائدهم وثقافاتهم. ولأن الأكثرية غالباً ما تميل، بوعي أو من غير وعي، الى فرض ثقافتها وطريقتها في العيش، فإن العلمانيين يميلون إلى الانحياز إلى الأقليات، خصوصاً عندما تؤدي ممارسة الغالبية إلى تهديد وجود الأقليات وثقافتها وحقوقها الأساسية.ولكن العلمانيين سيجدون أنفسهم في حيرة عندما تمارس الأقليات اضطهاداً فكرياً واجتماعياً على أعضاء جماعاتها، بسبب من الرغبة في حماية كيان الأقلية أحياناً وحماية نفوذ رجال الدين ووجهاء الأقلية. ولدينا هنا مثالان أود أن أطرحهما للنقاش.
لا يخفى علينا أنّ السيرة النبويّة، بصحيحها وضعيفها، مكتوبة بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة النبيّ محمّد، اعتمد فيها الإخباريّون على قناة شفويّة تمرّ من جيل إلى جيل، عبر قال فلان وقال فلتان وحدّثني علاّن.وهذا النوع من الأخبار يدخل في باب الموروث الشعبيّ والإشاعات والأساطير أكثر ممّا يدخل في باب الحقائق التاريخيّة، ولا يُعتدّ بمعلومات كهذه في الأبحاث العلميّة التي تقوم على الأركيولوجيا أو على أقلّ تقدير تبحث في تنوّع النصوص. فينبغي ألاّ نعتمد على السيرة العربيّة وحدها، وأن نبحث أيضا في النصوص الأجنبيّة اليونانيّة والسريانيّة وغيرها، المعاصرة لتلك الفترة، حتّى يمكننا المقارنة بين الروايات واستخلاص بعض الحقائق التاريخيّة التي قد تتجاهلها السيرة العربيّة، بسبب الدوافع الدينيّة والسياسيّة، فتقدّم لنا مثالا أو صورة عن النبيّ محمّد كما ينبغي لها أن تكون وليس كما كانت حقيقةً.
إن مصطلح الأغنية قد ضم في مفهومه الكثير من الضروب المحدثة عبر تاريخه وتنوع بشكل يدعو للتشتت بحيث نستطيع أن نقاربه بالكثير من الجهات الأفقية والعامودية .
وهذا أفرز الكثير من التساؤلات وخاصة مع ثورة الميديا والعدد الهائل من وسائل الاتصال التي تخصصت به حصرا وخاصة التلفزيون الذي جمع الصورة والصوت وكل ما يكتنفهما مما جعله أرضا خصبة للاستثمار من قبل رأس المال وما فرضه هذا الاستثمار من تحويل الأغنية ببعدها الاجتماعي والفردي القيمي والإبداعي والوجداني إلى الاستهلاكي البحت في كثير من الأحيان.
فهل هذا حقا أضر بالأغنية أم زادها غنى ؟!. الرأي السائد يقول : نعم أضرها
(يقف) الشاعر الفلسطيني فايز حمدان بمريوله الأبيض ( أقف بمريول أبيض 2010) على مرتبة موائمة من سطح الشعرية السورية رافعا بمباضعه الجراحية في اضماد أرواح كائناته المصنوعة من الكلمات والأشياء والتفاصيل (يوميات طبيب أسنان),
شعرية تقترح إحداث مستويات جديدة ومغايرة للمعنى الشعري, وعلى الرغم من بساطة الطرح وسهولة الوصول إلى القاع الشعري واستخلاص المتعة اللغوية منه والبصرية من خلال تشكيل جمل تنتظم على شكل بورتريهات ولوحات تتناغم لغويا وتتناسق صوريا , شعراء على شاكلة فايز حمدان قلما تجدهم في الشعرية السورية أو ربما لا تصادف قراءتهم على الصفحات الثقافية المحلية، أو الأصح قلما تجد قراء هكذا النموذج الشعري , ذلك وأنت تنتهي من قراءة فايز تجد صوتاً
غُصّةٌ تشرخُ الحلقَ كلما سمعنا عن كارثة تضربُ أية بقعة من بقاع الأرض، فتجرحُ طفلاً أو تخنقُ طائرًا، أو تكسرُ زهرةً نحيلةً على عودها. ثم نقولُ للطبيعة في شراستها شؤون! قبل خمس سنوات، سبتمبر 2005، ضرب إعصارٌ ضخمٌ اسمه "ريتا" سواحل خليج تكساس ولويزيانا بأمريكا، فحطّم ما حطّم، وشرّد مَن شرّد، وقتل مَن وما قتل. وقبل أيام ضرب إعصارُ "فيت" الشقيقةَ سلطنة عُمان. وأحاول الآن أن أرصدَ التباينَ في شعوري لحظة استقبال الخبرين. ثمة حزنٌ اعتمرني، واعتمر العربَ جميعًا، وشيء يشبه الغضب من تلك ال"فيت"! ثمة وجلٌ وقلق على أصدقائنا هناك، مَن التقيتُ بهم، ومن لم ألتقِ إلا عبر كتاباتهم. ثمة خوفٌ على بلد أحبّه ولم أزره، رغم تجوالي في كثير من طرقات أرض الله الواسعة، العربية والغربية. فماذا عن "ريتا"؟ أعرفُ أنني كتبتُ يومها قصيدة عنوانها "ريتا" صدرت في ديواني الخامس "هيكل الزهر". صوّرت فيها أمريكا كطفلة شقيّة تلعب الهولاهوب، وقد علّقت في ساقها حبلا في نهايته كرةٌ خضراء،