في عالم يسعى إلى قتلك – بأكثر من معنى – إلى ظلمك, أو نفيك, أو تهميشك, أو جعلك نسخة غير مصدقة أصولاً... تنهض عوالم تبدو للوهلة الأولى عوالم محنطة.. ميتة.. عوالم مومياوات من غابر السنين.. ثم ما تلبث أن تتحول بين يديك إلى حياة ضاجّة .
في فيلم كوميدي خفيف ( ليلة في المتحف) يواجه الحارس الليلي مفاجأة كبرى, إذ يتحول كل ما في أقسام المتحف إلى أحياء, وما أن تطلع الشمس حتى يعود كل شيء إلى موته المخصص له.
حين تمسك كتاباً تكون على وشك خوض مغامرة شبيهة بتلك, أو تكون على أهبة الاستعداد للسفر على متن مركبة فضائية, إنك الآن تجتاز مرحلة الإحماء والاستعداد للانطلاق.. صفحة ثم أخرى ثم أخرى, وتجد نفسك في عالم آخر تتلمس أمكنته, تتحسس أزمنته, تراقب مخلوقاته, تتجسس على حياتهم.. تتعاطف مع بعضهم أو تستاء من بعضهم..
(ملف خاص عن القصة القصيرة المعاصرة في سورية- المنطقة الشرقية أنموذجاً)
لا ندعي في هذا الملف أننا نحاول فعل أكثر من تأمل ذلك التفاعل بين النقاد، الذي يسعون لتقعيد الآثار الفنية، ومنها القصة القصيرة، وصياغة قوانينها العامة، وبين الأدباء الذين ما فتئ الكثير منهم يمارس تمرده الدائم على تلك المساعي رافضاً تسليم نصوصه لقيود النقد وقوالبه الجاهزة في اغلب الأحيان.
في هذا الملف الخاص بالقصة القصيرة في المنطقة الشرقية (الرقة- الحسكة- دير الزور)، وبحثاً عن الموضوعية، عمدنا إلى نوع منصف إلى حد ما في اختيار الأدباء فكان من الطبيعي أن تتداخل الأجيال الأدبية كما ستتداخل أيضاً الأسماء الأدبية الشابة مع تلك التي تكرست عبر عقود من النشر والانتشار إضافة إلى محاولة عدم إغفالنا للتجارب
كان و مازال محمد عضيمة شاعرا ذا خيال مهووس، و لغة مشاكسة و ضاحكة، و دائما في مناسبة أو دون مناسبة يدعو إلى الهذيان و الجنون المحبوك بالحكمة، يدعو إلى المعرفة (أساطير مثيرة و أبطال مبتسمون و أقنعة و حكايات و أسلحة خشبية) التي يصاحبها ضحك ما و صياح عابر، و أحياناً يقصد إلى الحسّية العاطفية المازوشية الذي يجبرك التعاطف معها و المضي في متاهاتها المتقاطعة التي تشبه الوصول إلى قمة الهلاك أو الهاوية (المنافي و أشياؤها، اسمي، اسمي : المنافي و أشياؤها .. و أنت يا وطني أنت ما اسمك؟ و في أي المنافي تعيش؟ و هل تعود مثلي في العام مرتين إلى الوطن؟ ) يدعوك إلى ثورات في البنية التركيبية لقصيدة النثر و قدام العالم، و استخدام جمالية اللغة طعماً للرداءة و الهشاشة، و رغم ذلك يغير عضيمة على ديار اللغة، يقصف
- لا.. لا أرجع أبدا ، أريد أن أقول أن هناك شيئاً اسمه تجربة الكتابة ، وتجربة الكتابة قابلة للتأمل من قبل الآخر. أرى أنه ليس هناك شعر بناه شاعر ، وليس هناك شعر بناه ديوان ، وليس هناك ديوان لأعمال كاملة ، وليس هناك قصائد ، أقول هناك "مقاطع" ، ولذلك الشعر هو استمرار ، عند الشاعر الحقيقي المحاولة دائمة ليس لتجاوز نفسه أو للنقض ،
ما يُجمع عليه الإسلاميون المعاصرون، بفروعهم المختلفة، هو انطلاقهم من أطروحة تطبيق الشريعة، أما اختلافهم فحول طرائق الوصول وليس على المآل والهدف. لقد ساد عندهم الاعتقاد أن المرجعية للشريعة، ليس بمعنى مراعاة أحكامها عند اشتراع القوانين والأنظمة، بل بمعنى أنها نظام شامل للمجتمع والدولة ولأفرادها، فربطوا هوية المجتمع والدولة بسيطرة الإسلاميين على السلطة. وهذا الأمر كله جديد على الإسلام، فقد كان الفقهاء التقليديون القدامى يرون أن المرجعية إنما هي للأمة وإجماعها واشتراعها.
نجح الإسلاميون هؤلاء في الترويج لفكرة تحويل الشريعة إلى قانون، بينما الواقع يقول إن تنزيل الشريعة على الوقائع يتم عبر الفقهاء، الذين هم بشر يمكن أن أن يصيبوا أو أن يُخطئوا. ثم لم يعد الفقه في الفترة المعاصرة يهتم بغير مسائل الأحوال الشخصية،
رفض الشاعر السوري علي الجندي طرق العيش المعهودة. رفضها لا ليهدمها، قدر ما أنه لم يحبّها ولم يستطع التكيّف معها. كيف يمكن لشاعر، أيّ شاعر، أن يسير بأقدام غيره وينظر عبر عين ليست عينه. تحدّى الشاعر داخل الشاعر العرفَ والعادة اللذين لا يخلّفان غير الثبات والسأم والجمود. ظلّ التحدّي، والنزق السارح البهيّ، سمتين أساسيتين لحياته التي لطفّها وحماها بروح النكتة، ومزاج الفتى الهارب إلى السهر وليالي الحبّ، أيّاً كان الثمن الذي ينبغي دفعه، وأينما كانت النهاية التي ستطويه.
التلميذ الذي درس في حلب، وأحرز المرتبة الأولى في سوريا، حينما نال شهادة "السرتفيكا" حينها، لم يحول ذكاءه وحيويته، ولاحقاً منصبه ومكانته، إلى منفعة خاصة. ظلّ محافظاً على لطفه ووسامته وأناقته وكرمه ومرحه وجموحه، ولم ينل
مهرجان العضو الذكري "هونان ساي" تقليد يعود إلى حوالي 1500 سنة وهو يرمز إلى الخصوبة والحصاد الجيّد. في الماضي، كان مقام "تاغاتا جينجا" مصدرًا للحماية الروحانية لكافة أهل المنطقة. ومع أن المقام اليوم هادئ طيلة السنة (ولا يعكّر صفوه سوى الأزواج الراغبين في الإنجاب)، يكتظّ المكان مرّة في السنة بالمحتفين بمهرجان العضو الذكري.
الغزارة في الكتابة تعادل بلاشك راسم المدهون؛ فالشاعر و الكاتب الصحفي الفلسطيني المقيم في المنفى السوري، لا يعرف السكون وهو يفتش بين أرفف المكتبة العربية و مواقع الإنترنت عن أصوات أدبية جديدة، كي يقدمها بإخلاص للساحة الثقافية؛ دون الحرج من ذلك، كما يفعل معظم "شيوخ النقد"، فهو الذي يعلن دائما، الانحياز لجيل الشباب والأخذ بيدهم. راسم الموزع بين الشعر و الصحافة، صنف نقديا ضمن تيار "النبرة الخافتة" في الشعر الفلسطيني. أما الكتابة الصحافية، فتعد بدايته العربية مع صحيفة الحياة اللبنانية عام (1991) و هو لا يزال حتى اليوم، يكتب في شتى مواقع الأدب دون أن يتحرر من الكتابة السياسية عندما يقتضي الأمر وهو الفلسطيني الذي ولد عام النكبة و نفي شابا مع نكسة يونيو- حزيران (1967)، مستعيدا فلسطين أدباً وكتابةً و (روايةً) أولى عما قريب، بعد مجموعات شعرية، هي : (عصافير من الورد 1983) و (دفتر البحر 1986) و (مالم تقله
" في قاعة من قاعات جامعة دمشق، نادى الأستاذ البجيرمي على فتاة قائلاً لها :
- اخرجي من القاعة أيتها القحباء
سكتت القاعة كلها على أمل أن يعيد كلامه ظناً منهم أنهم سمعوا شيئاً غريباً.
في أغرب دعوى قضائية من نوعها في العالم ، تقدم مواطن سوري من منطقة دوما بريف دمشق يدعى عبد الرزاق عبدالله منذ أربع سنوات بدعوى قضائية إلى محكمة البداية المدنية بدوما ضد الله طلب فيها دعوة المدعى عليه للمحاكمة وإلزامه من حيث النتيجة بتسليمه الرزق الذي خصصه به الله .
وقد جاء في حيثيات الدعوى كما رواها صديق لي كان حاضراً عندما تقدم السيد عبد الرزاق بدعواه المذكورة إلى قاضي المحكمة:المدعي : عبد الرزاق عبدالله.
المدعى عليه : الله.
موضوع الدعوى : لقد خلقني المدعى عليه الله قبل أربعين عاماً من والدين فقيرين