عشر سنوات على رحيله
هذا الحوار ـ الوثيقة أجراه الأستاذ الروائي الطيب صالح مع الشاعر نزار قباني بإذاعة الـ "بي. بي. سي" بلندن في إ بريل 1973 عندما كان الطيب صالح محرراً أدبياً لدى الإذاعة اللندنية ، ومسؤولاً عن القسم الأدبي العربي ، آنذاك.
والحوار نَشرت مقتطفاتْ منه مجلةُ §هنا لندن§ التابعة للـ "بي. بي. سي".
ونحن هنا ننشره ـ بعد مضي 32 عاماً منذ نشره وإذاعته أول مرة ـ إذ نعتبره وثيقة أدبية تؤرخ لذلك العصر الأدبي العربي.
أخ نزار ، أنت تقول ، في موضع ما ، إنك تريد أن تحول الشعر إلى خبز يومي لجميع الناس ، وأعتقد أنه إذا كان هناك شاعر معاصر فعل ذلك فهو أنت.. وهذا واضح: فحينما تلقى الشعر ، يهرع آلاف الناس لسماعك - تفتكر ليه حصل كدة بالنسبة لك؟.
تساءل أحد أعضاء المنتدى الإلكتروني" أنا المسلم" تعليقا على قصيدة الشاعرة السعودية حصّه هلال المليحان العنزي الملقّبة بـ"ريمية" التي انتقدت فيها الفتوى الشهيرة المحرّمة للاختلاط بين الجنسين، فقال : "ألا يرى أهل العلم أن قتل هذه الشاعرة واجب.. أم أنّه جائز فقط؟ وهل تقتل بحدّ الردة.. أم تقتل تعزيرا؟أخزاها الله وكشف خبيئتها".
للوهلة الأولى ظننت أنّ الكلام السابق مجرّد كلام "منتديات" أو كلام عابر بلغة درويش،
ليست هذه مساهمة في الجدل الدائر بين الصحافي المصري المخضرم أحمد منصور وبين مثقفين سوريين استفاقوا فجأة على أن قناة الجزيرة قد أهانت الشعب السوري. ولكنني سأتناول الحادثة كمدخل لتذكر حلقة مهمة من حلقات التاريخ السوري قبل وصول حزب البعث الحاكم في سورية إلى الحكم في 1963. ولا بد من ذكر القصة باختصار. في حلقة من حلقات برنامجه الأوسع مشاهدة «شاهد على العصر»، قال الصحافي المصري لضيفه الجنرال عبد الكريم نحلاوي قائد انقلاب 28 أيلول (سبتمبر) 1961 الذي أنهى الوحدة السورية - المصرية إن الشعب السوري «قبّل أقدام» الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1958، ثم هتف لرحيله عام 1961. لست هنا بصدد مطالبة منصور، كما فعل كثرة من المثقفين السوريين، بالاعتذار من الشعب
وبداية أود الإشارة إلى أن العلمانية أصلها «العالمانية» نسبة إلى مفردة «العالم»، وليس «العلم». والإيحاء بأنها مرتبطة بالعلم، حتى لغوياً!، إيحاء مغرض ولا يجوز، وهو في أحسن أحواله يعاني من «انحياز» ايديولوجي. وإن تكن المطالبة بالعلمانية تزامنت تاريخياً مع انتشار نزعة «العلم» في أوروبا.
وفي المصطلح القرآني، والإسلامي بعامة، وردت إشارات إلى ثنائية الآخرة والدنيا، والفارق بينهما. والدنيا بطبيعة الحال مرادف للعالم. و»العالمانية»، أو كما اشتهرت العلمانية (لغة) معادل لمفهوم الدنيا، وإن كان الانطباق بينهما، من وجهة نظر إسلامية، غير وارد، لكنه مقارب.
وقد ساد في الخطاب الإسلامي الحديث، إن الإسلام «وازن» بين الدنيا والآخرة.
الشك فضيلة والأخلاق سبقت الإيمان
استضاف مركز تنوير بالتعاون مع الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية د. ابتهال الخطيب في ندوة تحت عنوان 'الليبرالية في الإطار الأخلاقي... بين النظرية والتطبيق'، وذلك بحضور مجموعة من الناشطين والناشطات السياسيين، وأدار المحاضرة عبدالوهاب المسلم وأعضاء «صوت الكويت».
يحتفي الأديب المغربي الكبير الطاهر بن جلون في روايته» حين تترنح ذاكرة أمي»، بذكرى والدته عقب مرور ثماني سنوات على غيابها، فيخط وثيقة تصالحه مع ألم وفاتها، ويستعيد تفاصيل الحياة المغربية الخاصة والعامة، التي طالما وشجت نتاجه الأدبي الطويل، ووهبت القراء مفاتيح الدخول إلى قلب العالم المغربي وأسراره الخفية، لتمنح هذه الرواية صيغة المذكرات أو السيرة الذاتية، دون أن يعني ذلك تخلي بن جلون عن أسلوبه الأدبي الأنيق وجمله الحاسمة بكلماتها البليغة الملهمة. ومما لا شك فيه أن مقاربة موضوع حساس كمرض الزهايمر الذي يتلف العقل ويلفه في ضباب النسيان، يحتاج إلى شجاعة كبيرة ومحبة عظيمة تجاه الشخص المُبتلى به ولا سيما إذا كان وثيق الصلة
السيرة التي تكشف عن نفسها هنا كجنس أدبي، السيرة الذاتية التي يجريها الكاتب بلسان المتكلم، تكف عن كونها سيرة فرد لتغدو فجأة سيرة جماعة وسيرة مجتمع. تتداخل في سيرة رندا أخبار أصول العائلة المنحدرة من العثمانيين والتي سكنت الجزائر بعدما كان السلطان العثماني عيّن جد جدتها لأبيها (رندا) باشا للجزائر، وهذا الجد يدعى أحمد باي الذي كان باي القسنطينة. هكذا حارب أحمد باي الفرنسيين الذين استعمروا الجزائر سنة 1830 إلى جانب عبد القادر الجزائري، وكاد أن ينشأ بين القائدين حلف لولا عصبوية عبد القادر العربية ضد الأتراك. كما ينحدر من عائلة رندا حمّة العمري ابن عم جدها لوالدها الذي كان مناضلاَ إلى جانب مصالي الحاج ' شيخ الوطنية الجزائرية'. وقد قتل العمري بعد استقلال الجزائر وقيل وقتها إن هواري بومدين كان مسؤولاً شخصياً عن مقتله. وهناك الشيخ مصطفى الزمرلي خال أم رندا الذي كان زميلاً للشيخ عبد الحميد
تطرح القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والقصة الومضة ومهما تتالت المصطلحات التي تلهث وراء هذا الجنس الأدبي النافر بطبعه , قضية خصائصها الحربائية التي تكاد تتنكر لذاتها بين قصة وأخرى , فما أن تضبطها في تقعيد ما حتى تثور عليه وتهدمه وتسخر منه وتتهكم عليه معتمدة على قدرتها على الاستفادة من كل جنس خطه القلم مع طموح لمقارعة الشعر والرواية والمقالة , كأنها ثعلب الغابة الذي يعيش بمعية مكره , فتارة يكون أسدا وتارة سلحفاة.
فيها تتم الخطة الحكائية على ردة الفعل , اللقطة السريعة لكاميرا القص , لتتأمل بعدها التداعيات الناتجة بسببها والتي تدخل في نسيج كلام القارئ الذي يخضع حكما لحلميتها,لحظة قراءتها لتضيع بعدها تفاصيل الحلم ليندهش ويقول: لقد حدث ذلك معي مسبقا أو بمعنى أخر لقد قراءة قصة قصيرة تتنبأ بما يحدث ؟!.
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرقّ؟ هذا عنوان بحث كتبه باحث إسلاميّ اسمه سيد أحمد مهدي، ونشره على موقع إسلاميّ هو موقع "شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي." (1) ولقد أشارت إليه رئيسة تحرير موقع الأوان السيدة رجاء بن سلامة في كلمة ذكية ومختصرة ومعبّرة. ومثل السيدة بن سلامة، عندما قرأتُ البحث أوّل الأمر، حسبته دعابة يقوم بها بعض غلاة العلمانيين لمهاجمة الدين الحنيف. ولكنني رجعت إلى الموقع، فوجدته مساحة واسعة للتحريض الديني والطائفي البغيض، ونشر الأفكار التي تثير أحطّ غرائز البشر في التكفير والتقتيل والاستعلاء.
والمقال الذي أتحدّث عنه عبارة عن نُواح (lamentation) على إلغاء
هل صحيح أن الأدب لا يعترف بالحدود، وأنه «جسر بين الشعوب» وإن فرّقت بينها أنهار الدم؟ الفكرة مغرية لوهلة. لكنّها أجمل من أن تُطبّق بسذاجة على كل أدب، في أيّ مكان وزمان. حين يترجم المقموع أدب قامعه، وحين تقرأ الضحيّة أدب جلادها، يصبح الأمر أكثر تعقيداً. وحين تُنشَر اليوم في بيروت رواية مترجمة من العبريّة، ويكون صاحبها من غلاة الصهيونيّة،