يرى المُترجم الصحفي أحمد ليثي أنّه لا تُوجد إجابة مُعينة بخصوص لماذا يُترجم، ولكن يرى أن المتعة يجدها عندما يُترجم، وفي هذا الصدد يقول:
” أجد لذة واستمتاع عند التقاط المفردة المناسبة، ومتعتي الأكبر، هي في نقل نص من عالم لآخر،نص لم يكن يعرفه ولن يقرأه قاريء ما في لغته الأصلية، ودراستي الأولى حيث الفلسفة لها علاقة بالترجمة أو بالادب أو على نحو أعم بالكِتابة.
وتتجلى براعة عبدالقاهر الجرجاني عند تفسيره لهذا الغموض، فهو غموض لم ينجم عن سوء التأليف، وتعمد التعقيد، والتعمية، أو عن تلك القيود التي تحدق بالشعر والشاعر، وإنما هو غموض نابع من طبيعة التجربة الشعرية، ومن لطافة المعنى، ومن تلك اللغة الشعرية ذات الخصوصية، والمباينة لغيرها، التي لا تقف بك عند الصورة الأولى، وإنما تشدك لتأمل ما وراء هذه الصورة من بناء ثان يكون هو المقصود والمراد. يقول عبدالقاهر: «هذا، وليس إذا كان الكلام في غاية البيان، وعلى أبلغ ما يكون من الوضوح، أغناك ذاك عن الفكرة، إذا كان المعنى لطيفًا، فإن المعاني الشريفة اللطيفة لابد فيها من بناء ثان على أول، ورد تالٍ إلى سابق»[
" لا يوجد الآن ولم يوجد من قبل ما يعرف ( بالعرق اليهودي)..إن الشخص الذي يدين بالعقيدة اليهودية ويمارس طقوسها هو شخص يهودي من حيث الدين، لكن هذه الحقيقة لا تفيد شيئاً في " عرقه ". فالديانة اليهودية ليست في حال من الأحوال علامة على أي عرق مهما كان. وبالنسبة لليهود فمن المحتمل أنهم يرجعون إلى مصادر متباينة أكثر من أية جماعة أخرى معروفة في العالم. إن اليهود ليسوا أي شيء شبيه بالكيان البيولوجي المتجانس ولأهم عرق أو جماعة سلالية.
في كتاب “مفهوم الشر في مصر القديمة” لمؤلفه الدكتور علي عبدالحليم الذي حاول أن يقدم دراسة عن أفكار المصريين القدماء وتصوراتهم عن الشر والفوضى وكيفية التخلص من كليهما، فقد ذكرت نصوص عديدة كراهية المصريين القدماء للفوضى واعتبروها انتكاسة في الخلق وعبروا عنها بكلمة بليغة هي كلمة “إسفت” التي تعني جميع أنواع الشرور والفساد، كما عددت تلك النصوص وسائل التخلص من هذه الفوضى سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي أو حتى المستوى الكوني.
وثلاثة أشياء من أفعال المتواضع: أولها: أن ذله لا يشغل بطلب المعذرة لأن في المعذرة إيقاع الذل عن نفسه ومد العز إلى نفسه، والثاني: لا يغضب على أحد بهوى نفسه لأن الغضب من فعل الجبارين، والثالث: إذا عمل عملاً من أعمال البر في السر فلا يظهره، فإن في إظهاره عزاً، وإذا طلب العزّ ترك التواضع، ولا يكون الرجل متواضعاً حتى يكون ذاكراً ممن خُلق، خُلق من نطفة منتنة، ويكون ذاكراً إلى ما يصير عاقبته ومصيره إلى ميتة جيفة.
ويتوقف عند الكثير من الرمزيات العربية التي لا تزال باقية في المكان، ومنها العمارة والكتابة والزخرفة والعلم الأندلسي والمآذن والقباب والأواني الخزفية التي ما تزال تجارة رابحة للزوار ونقش عليها بالعربية "لا غالب إلا الله"، وكذلك الروح العربية في وجدان الاسبان وانتمائهم العربي في الحس الشعري للموشحات ورقص الفلامنكو وتأثرهم بالمطبخ العربي، وأسماء محال عربية باسم القدس ودمشق. وتتداخل الحكايات بين الماضي والحاضر
في الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون بعمان في 400 صفحة من القطع المتوسط، يذهب المؤلف خلال رحلته الكتابة إلى طريقة التشجير وإثراء النص وزخرفة الحكايات بالربط بين المكان والأحداث التاريخية وتصوير جماليات المكان، وذكر أسماء المشهورين الذين عاشوا في المكان حديثا وقديما مضيفا على الرحلة مخزونه الثقافي الواسع بسرد القصص ببساطة متناهية وكأنه لا يكتب، بل يحدث القارئ بحميمية ودهشة.
وقد يشير بعض قراء الدراسات إلى كتاب د. بسام قطوس: دراسات نصية في الأدب الفلسطيني (2000) ودراسة محمد عبيد الله: القصة القصيرة في فلسطين والأردن (2001). قد. ولكني أعتقد أن هذا الكتاب يختلف، عدا أنني كنت منذ نهاية التسعينات، كما ذكرت، قد بدأت أقرأ نصا واحدا وأحلله. ولا أدعي أنني أبتكر هذا، فهناك نقاد عرب كانوا يتناولون نصا قصصيا واحدا ويحللونه.
يسرد إبراهيم الجبين عبر مشاهده قصة الرسام ناجي القادم من دير الزور إلى دمشق و الذي دأب على الاحتفاظ بتفاصيل البلاد من خلال قصاصات أوراق قبل أنترمى في سلال المهملات أثناء خدمته في الشعبة الثانية ( مخابرات ) في خمسينيات القرن العشرين ، ناجي الرسام الذي أطلق النار على معارضين سوريين كثر تنفيذاً لأحكام إعدام صدرت من الشعبة ،
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا ... والبين جار على ضعفي وما عدلا
في أحيا تقديران: أحدهما، أنه أفعل تفضيل من الحياة، وتقديره إني أكثر حياة مع أن أيسر ما قاسيت، ما قتل غيري ومع أن البين أيضاً جار على ضعفي وما عدل. والثاني، أنه فعل مضارع من الحياة ثم فيه تقديران: أحدهما، الخبر، والآخر الاستفهام. فأما الخبر فتقديره كأن يقول على وجه التعجب: إني أحيا، وأيسر ما لقيته في محبة هذه المرأة ما قتل غيري! وقد أضيف إليه فراق الحبيب الذي جار علي مع ضعفي، ومع ذلك فإني مقيم باقٍ! وهذا موضع التعجب! ولعله كان به ضعف، وأما الاستفهام فتقديره أأحيا؟! وأيسر شيء قاسيته في حبها هو الذي يقتل!