مشكلة صالح دياب في مجموعته الأخيرة ’’ ترسلين سكينا أرسل خنجرا ’’دار شرقيات 2009؛ إنه لا يبيت ملء جفونه عن شواردها ولا يسهر مع القوم جراها يختصم؛ هو يُسِفُّ القصيدة بما يعترك من الواقع في داخله؛ يصغي إلى نبضه ويترجم إيقاعه قصائد لا ينتظرها أن تأتيه وحيا منزلا وهو في برجه العاجي ولا يبحث عنها بين رفوف النظريات والقواعد؛ يخرج إليها ويطاردها كما يطارد لقمة عيشه وكسرةً لملء جوعه، يرصدها عند منعطف شارع يزدحم بالوهم، يترصد ها عند مدخل محطة ميترو في اتجاه فرح منسي، يلتقطها من بين ثنايا جورب مهمل على حاشية فكرة نال منها السوس؛ المهم إنه يقتنص الشعر من بين تفاصيل حياته اليومية وما تفرج عنه شواغل حياته كمغترب في أرض الضياع. قال في حوار أجري معه مؤخرا : ’’كنت أريد أن أروي حياتي كما هي أن أشبع القصيدة بتوتري بينما تعبرني مشاعر متشابهة أو متضاربة، مراهنا على إن الشعر يمكن ان ينبثق من الوقائعي الشخصي
تبدو مجموعة محمد ديبو القصصية "خطأ انتخابي" (دار الساقي)، فشة خلق للوهلة الأولى. تأخذك السطور الأولى في كل قصة، إلى مناخ واحد متهكم يسيطر عليك. تعتقد أنك شريك في هذا التهكم، وأن ديبو يقول كل ما تريد أنت أن تقوله. لكن تفوتك حرفية السرد التي يتمتع بها، والأدوات الخاصة التي يستعملها، من ابتكار للتشابيه، والاستعارات، وانتقاء الأسهل من المفردات، والشديد المباشرة. هو بذلك، يتمسك بكل قوانين كتابة القصة القصيرة، لكن من دون أن يقلد أحدا. الكتابة في السياسة، ليست بالعملية البسيطة، وبخاصة، حين يتناول الأمر الأنظمة الحاكمة في القسم العربي من العالم. ذلك أن الشأن السياسي العام، صار جزءا من حياة الانسان العربي، سواء شاء ذلك أو أبى. تالياً، فإن الأمر الواقع، مكتمل الصورة الى درجة تصعّب على الكاتب نسج عمل أدبي (قصصي تحديدا) انطلاقا من هذا الواقع. فالمصيبة لا تخفى على
ليست بمعارضة شعرية كما اعتاد الشعر عندما يتناطح على قمته فحلا شعر, ولا هي مديح خالص ولا تناص يجدُل روح الشاعر الأب بجسد الشاعر الابن ؛ فاللاءات كثيرة تزيد على ما ذكرناه ؛ لكنّها تتحول" لنعم" خجولة تزيد اللاءات جمالا, عندما نقول :إن نص " ضلالات إلى سليم بركات" للشاعر حسين حبش , ما هو إلا كلمة طويلة رؤيوية طول الأحرف الأبجدية , ليس عن تجربة سليم بركات فقط بل عن كل ما أحاطها والأهم أنها رؤيوية الشاعر القائل عن ذاته.سليم بركات الخارج عن اللغة العربية والخارج بها من مألوفها, كمن يتلقى الطعنة, فيجعل من الجرح غمدا للنصل , يحميه من صدأ الكلمات المرتهنة لسياقها, مهما يكن , فسليم بركات حرر اللغة من شرطها وشرطتها؛ لتصبح مقادة لمن يجيد قيادتها , هكذا تختار الفرس فارسها.
صدر لدى "دار الغاوون" البيروتية ديوان جديد للشاعر السوري المقيم في الولايات المتحدة فادي سعد بعنوان "يقطع الليل بالسكين". الديوان، وهو الثاني للشاعر بعد "مدينة سجينة"، يحاول اكتشاف شعرية الأشياء اليومية والإصغاء إلى المخاوف البشرية المعاصرة وكتابتها في قصائد تسعى إلى تحقيق توازن بين الكثافة الأسلوبية والمخيّلة المنطلقة. هي قصائد تعتمد على الواقع لتخلق واقعا بديلا خاصا بها يتعرض فيه المنطق إلى امتحان شعري سوريالي قاسٍ، لكنه واقع قد لا تزيد غرابته كثيرا عن واقع العالم المعاصر. من قصيدة "الظلّ المقتول" نقرأ:
"ابتلع رجل ظلَّه بالخطأ (أو هكذا وصل إلينا الخبر). فقَدَ ظلَّه الذي كان فيها الضوء بلا هدف. أين اختفى الظلّ؟ يتساءل الضوء الذي كان يرتدّ عن جسده خائباً يحتمي به دائماً. بات الظلُّ داخله، وخارجه، بقيت مساحة فارغة يتسكّع
كنا قد نشرنا نص هذا الكتاب (فلينزع الحجاب) في الشهر الأول من انطلاق موقع ألف وبمناسبة دخول الموقع عامه الخامس سيعيد نشر المواد الهامة لأولئك الذين ليس لديهم وقت للبحث في الأرشيف وسنقوم بين الفينة والأخرى بالعودة إلى أهم ما نشرناه في السنوات السابقة فلينزع الحجاب
ننشر فيما يلي تضامنا مع داري إيتانا وبترا، النص الكامل لكتاب (فلينزع الحجاب) لمؤلفته الإيرانية شاهدورت جافان بعد أن نشرنا تحقيقا موسعا عما حصل حوله من ضجيج ولغط. وبعد أن أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا سريا بحظر التعاون معهما. في موقف واضح ومؤيد لرجال الدين الذين هبوا مرة واحدة للدفاع عن موقفهم. ترى لماذا يسمح لرجال الدين الدفاع عن آرائهم ويمنع الآخرون من ذلك.
تتميز الحركة الشعرية الآن بوجود عدد من الأصوات الشابة التي تحاول بجرأة أن تبتعد عن كل ما هو مجاني ومستهلك في بنية النص الشعري , وتحفر عن قصد رؤيتها حول بنية القصيدة , بل وتعلن تمردها بوضوح على الأنساق الكتابية السابقة التي تجنح إلى الاهتمام باللغة التي تقوم على المجاز بمفهومه البلاغي القديم , والموسيقى العالية , واللهجة الخطابية المباشرة في التعبير عن رؤية الشاعر .ومن هذا المنطلق أصبح التعامل مع النص الشعري يتطلب النظر إليه من زاوية جديدة مختلفة تماما عن التناول التقليدي بحيث لا تفرض القراءة النقدية على النص أية أيديولوجيا أو نظرية نقدية مسبقة بل يجب استكشاف النص من الداخل ليعلن النص وحده ووحده فقط عن جمالياته لآن الكتابة الحقيقية لدى هؤلاء الشعراء أصبح لها مفهوماً جديداً حيث صارت (( تُعرف بمستواها الرفيع وبمضامينها المثيرة للجدل واستنفار
بعبارة “أين الحياة العابرة في كفك”؟، ينهي الصديق الشاعر الكردي السوري إبراهيم حسو استفسارات مجموعته الشعرية الجديدة “الضباب بحذافيره” الصادرة حديثاً عن دار الزمان في العاصمة السوية دمشق، وبكلمة بمثابة تقديم من الشاعر السوري المقيم في طوكيو، محمد عضيمة الذي يمهد للولوج الى عوالم الشاعر حسو، ليفرد له صفحات في المقدمة، بحرية تامة، هي حرية الشاعر والمقدم معاً .
فيكتب محمد عضيمة “إبراهيم حسو في “ الضباب بحذافيره “ يسعى إلى إهمال القاعدة ليعيد الأشياء كما كانت وكما هي بحذافيرها دون زيادة أو نقصان، يعني دون كذب . وكأنه يقول لا نحتاج إلى الكذب كي نعرف العذوبة، وتكفي رؤية الشيء كما هو بحذافيره لنتذوق حلاوة وجوده، الضباب بحذافيره: إذن، كل شيء بحذافيره ولا معنى
إن الوقوف على عمل شعري ما لقراءته واستكشاف آلياته هو خطوة في طريق تحديد ملامح الشعرية العربية، من هذا المنطلق فإن قراءة ديوان "حُلة حمراء وعنكبوت" للشاعرة هبة عصام، لايمثل فقط محاولة للتعرف على تجربة شعرية وحسب، وإنما هو محاولة لاستكشاف كتابة جيل معاصر انتفت فيه مفاهيم الريادة التي كانت سائدة قبلا، وحلت بدلا منها مفاهيم أخرى تجعل من الشاعر ريادة من نفسه ولنفسه، ولعل أول الملامح التي تفرض نفسها في الديوان هي كتابة الذات، وارتباطها على أكثر من مستوى بالذات الأنثوية على وجه الخصوص. 1- كتابة الذات – الكتابة النسوية:تكشف الذات عن هويتها في النص عبر أبنية اللغة، ودلالات المعنى، وما يستتبع ذلك من بناء الصورة وتنويعاتها، وعلى الرغم من القاسم الإنساني المشترك بين كل النصوص، إلا أن
الفضاء الاجتماعي الذي تتحرّك فيه حوادث رواية "سلطانات الرمل" للكاتبة السورية لينا هويان الحسن نادر، ربما لم يسبق أن دخلته الرواية العربية بهذه الكيفية. ليس معتادا أن تعيش رواية وأبطالها فضاءاتنا الصحراوية لتقدّم عوالم البدو، تاريخهم، حياتهم الداخلية، والأهم ذهنيتهم الثقافية وتكوينهم الإنساني.
الروايات، بل الآداب والفنون العربية عموما، قدّمت أعمالا لا تحصى من حياة بدو الصحارى العربية، غير أن تلك الأعمال روت الحياة الكاملة بكل تاريخها وبشرها في صور مكتفية برسم خطوط خارجيّة، ولم تستطع – وربما لم ترغب - أن "تشتبك" مع تلك الحياة في عمق تفاصيلها كي تقدّم قراءات حقيقية للبدو بصفتهم بشرا يعيشون حياة اجتماعية – إنسانية لها سماتها وفراداتها، قيمها وتقاليدها، ناهيك بتاريخها الخاص
" لا الشاعر مات ولا القصيدة اكتملت" ؛ إذاً متى يُتخم هذا الزمان/ المكان؟! , فيخلي سبيل نَفَس الشاعر الأخير في فضاء من طمأنينة وتتدثر القصيدة بدفتي كتاب وينفرط عقد قبيلة الجان في وادي عبقر ليتبخرن في ألسنة النار؟!.
يأتي الجواب " الخير والشر, شريعتان من أجل الرغيف/ واحدة كتبتها أنا/ والثانية أخي" وبسبب هذه الثنائية , لا تتم القصيدة ؛ليبقى السؤال إلى أين؟ .
"الطفولة خرافة عابرة/ ستأتيك يوما" أنها الطفولة التي يحاول الشاعر استعادتها ليس من التاريخ - فالطفولة دوما كانت خارج رحاه التي يطحن بها البشر في ثنائيات , بقدر ما عملوا على تجاوزها , أكدوها؟!!- بل من الشعر.