بما يهذي محمد المطرود بعد أن رشف خمر اللغة من دنان سيرتها فيه ؟.إن الوقوف في حضرة نصه تحتاج رقصة مولوية والدوران على أرض الحرف في جبة الكلمة في هواء الجملة الشعرية لتمارس حجا عبر تتبع خطاه لتقنص إشراقاته ويحل بك لسانه , فتنطق كما نطق وتزيد ما شاء لك الشعر من المدد."قالت أمي: لا تغرق/ وكان النهر كبيرا/ وغريقا على فتى مثلي / ومغويا رأيت على وجهه/ صور الذين أغراهم / أحياء يتراشقون بكريستاله/ أمي كانت تمسكني بيد/ وبالأخرى تدفعني إلى جوفه/ الغامض". المطرود في نصه الموسوم" ما يقوله الولد الهاذي" يضع نفسه رهن إعادة الاكتشاف يقول في قصيدته " بطاقات عن نقص لا أتداركه" : " أنا القارة الجديدة/ القارة التي ستكتشف ( البارحة)" . هذه البارحة التي تشكل عماد مقولته في " الهنا" لا تبحث عن
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت المجموعة القصصية "مرافئ خجولة" للقاص العراقي المقيم في الولايات المتحدة "نشأت المندوي".
تقع المجموعة في 96 صفحة من القطع المتوسط. وتضم ثلاثة عشر نصًا قصصيًا. لوحة الغلاف للفنان موسى الخميسي.
تعد قصص "نشأت المندوي" مرآة واقع، يرسم مؤلفها صورة هذا الواقع، وشكل الصراع فيه وموضوع الإنسان منه.. وفي هذه المجموعة القصصية المختارة، يعيش الواقع الذي نتنفسه، ونبصر فيه شكل الصراع وطبيعة العلاقات، ونلامس موضع الإنسان.. إنها تحكي اغتراب إنسان، ووقوفه على الضفاف البعيدة شاهدًا وسائلاً ومجيبًا..
تقف تحت سماوات الصحراء، تشهق نفساً عميقاً، ثم تعود لتزفره تحت سماوات المدينة..
نسجاً على هذا المنوال تتقنن صنع الدهشة في محراب إبداعها.. تتقن رشق أسهم السؤال المخبوءة ماوراء كلماتها.. وتعشق إيصالك حالة تتقصدها من وراء كل ابتكارات حكاياها.
مابين ذاك الشهيق المقلوب زفيراً.. ثمة فضاءات شتى، مختلفة إن لم تكن متناقضة.. فضاءات أمكنة صحراوية ومدينية، ميدان يلعب ضمنه قلم (لينا هويان الحسن) يلاعبه ويجترح تفانين مراوغته..
فيشركنا- تشركنا عمداً في لعبتها.
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر ديوان شعر "سيدة العاشقين" للشاعر الفلسطيني "عبد ربه محمد أسليم". في 120 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: محمود ناجيه.
يجيء الديوان وحدة واحدة، تتمثل أهميته النوعية في صوره الشعرية الخلاقة عن القدس والمسجد الأقصى في ظل تصاعد وتيرة الهجمة الصهيونية عليه، ضمن توظيف حداثي وتقنيات قصيدة النثر وما بعد الحداثة في سياقات جديدة متجددة، فالكون غدا أعرج ضمن هذه السياقات الكونية الغائمة، وخيول المؤمنين يلمحها الشاعر في الآفاق.. في وقت يغرق فيه الجميع في صالونات السياسية التي تحلب السراب!.
في روايته" يوم رائع للموت" قدم سمير قسيمي سردا شبكيا اصطاد به سمك الواقع والمتخيل بلغة شفافة تكاد الكلمة تشف عن أختها والجملة تتمرأى بها الجملة الثانية , فأتت عمارته الروائية كجبال الجزائر بغناها الطبيعي والإنساني .
وبمناسبة دخول روايته القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية كان لنا معه الحوار التالي:
1- يقول كونديرا : مجنون من يكتب رواية وإذا كان لا بد من كتابتها ، فليكتبها بطريقة لا تروى بها ولا تقلد . سمير قسيمي عندما كتب روايته " يوم رائع للموت " التي رشحت لجائزة البوكر بنسختها العربية .ماذا كان يجول في رأسه؟.
لم يكن ثمة غير "يوم رائع للموت"، فالكتابة عندي حالة من الأنانية المفرطة،
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للقاص والروائي الفلسطيني "غريب عسقلاني" والشاعرة العراقية "هناء القاضي" كتابهما المشترك "الأميرة والنورس"الكتاب يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، ويضم سبعة نصوص مشتركة، في محاولة غير مسبوقة في الكتابة المشتركة، فالنصوص مفتوحة على فضاءات متعددة.. تنفلت من قصيدة النثر، وتتجاوز قيود السرد إلى فضاءات الشعر والرجوعيات التأملية واختبار الرغبات والشهوات غير المعلنة، والاندياح مع الذاتي إلى أبعد مدى، كمنتج للواقع المحاصر والمستلب والذي يعاني الهزيمة على أكثر من صعيد، ينعكس على امرأة حالمة تبعد عن عراقها قسرًا بفعل ما يصطرع فيه من شرور وويلات نثرتها وحبيبها إلى المنافي والمتاهات القريبة والبعيدة، ولا تملك غير مساحة الحلم لمناجاة البعيد غير المتاح والذي لا تلوح له عودة "الحبيب/ الأهل/الوطن/ التاريخ/ والذكريات"
في" شجرة الحكاية " - حيث الحكاية , حديث عن الغير على لسان القاص – يعمد عبد الهادي الفحيلي لقلب الأدوار لتصبح الحكاية حديث القاص لذاته , حوار بين الصوت والصدى , بين الذات المتكلمة والسامعة بنفس الوقت وكل هذا لينصب شركا للقارئ لكي يعترف بمضمرات نفسه عبر ضمير المتكلم الذي كان الصوت الوحيد في القصص وإن ظهرت بين فينة وأخرى أصوات لضمائر أخرى كانت تمر بمعيته وشروطه . ضمير المتكلم الذي يرخي بظلاله على القارئ سيجبره في نهاية القصة على تلمظ ذكرياته ومقارنتها بما قرأه ومن ثم مساءلة تلك الذاكرة
( لا تش ِ بي لسكان النوافذ ) للشاعرة السورية لينا شدود 1966 الفائزة بجائزة الديوان الأول 2009 التي أعلنتها ( دار التكوين ) تجربة تبحث في التقاط قصيدة نثرية معاصرة قادرة على إثبات حضورها الإبداعي و مبتعدة عن ما هو سائد و ما هو مساق , تجربة أولى في حقول جديدة للكلام الشعري و فضاء أخر أكثر أنكماشاً للغة المدللة و عوالم شاسعة للمخيلة المتسائلة دائماً عن شبهاتها , حيث الكلمات المتقرحة و الحياة الشخصية العابرة و الأمكنة الخفية المظلمة و الأزمنة الخانقة التي بلا صدى تتحول إلى مصنع هائل لاستخراج القصيدة من ظلالها الخدرة و تشييد جسور عائمة بين الرؤى الجمالية المكتشفة للتو و بين الحياة الراكضة بعنف في تراب اللغة المطمورة بإهمال لا مثيل له , نصوص تقرع نوافذ مغلقة لسكان الأرض الطارئين , لأمكنة تتبعثر و تنفجر بقاطنيها حيث الموت أجمل و أوفر حظاً من لحظات العمر المختصرة بتبادل الشوق و الألم والسأم :
قرأت الجزء الأول من رواية سلطانات الرمل ، إنه يمثل إلى حد كبير ما يشبه الوعد الروائي أو نذر الكتابة التي تسعى إلى دوزنة آلاتها الموسيقية منذ البداية ، عبر أسئلة غير ظاهرة وإن كانت شاخصة فينا بعين مواربة .. هذا المدخل السيميوطيقي لأفق النص ينبئ بروح بحث روائية فيما وراء العلامات التي تشكلت في بيئة تحاول ترويض المشاهد المكررة لشغف الإنسان بالنبوءة ، وباستدراج ذاكرة المستقبل إلى حدسه المرفود بحركة الأشياء والكائنات ، يبدو للوهلة الأولى أن لينا تفتح صندوق البدو السحري للإطلاع على تلك الأسرار العميقة المخزنة في قلق البدوي الذي لا يفتأ يتظاهر بالسكينة
دمشق ـ تهامة الجندي
"للجمال عند أهل الصحراء منطق، وأكثر من شرط، وأسرار كثيرة، لا يكفي أن يكون فاتنًا، لا بد من أن يكون جارحًا أو ضاربا. عذوبة الملامح يجب أن تسرّب مرارة غير مفهومة، كذلك لا بد للجمال من أن يكون هادئا لا ينبث ببنت شفة، وأن يكون حرّاقا بشكل ما، أيضا يريدونه مسيطرا، ويخلّف الحسّرة أينما حلّ". ينتمي الاقتباس السابق إلى رواية الكاتبة السورية لينا هويان الحسن الجديدة "سلطانات الرمل" التي صدرت حديثا عن دار ممدوح عدوان في دمشق، وفيها تفتح الروائية ذاكرة البوادي لتقتفي أثر القبائل العربية من نجْد إلى بلاد الشام، تخطر فوق الرمال الحارة، تدخل بيوت الشعر وساحات القتال، تقتحم خلوة العشاق، تلاحق الطيور الجارحة، تقرأ حروف السراب وأسرار ال