يدفعنا كتاب "الشيخ والمريد" إلى التفكير من داخل النسق الثقافي للسلطة العربية بحكم أنها كسلطة مرجعية متعالية لا تقتصر في إنتاج وإعادة -إنتاج سلطتها المعرفية على ما هو سياسي وديني وسوسيولوجي ونفسي . . ولكنها تعتمد أيضا على ما هو انتروبولوجي في فرض وإعادة فرض قوتها على عقول الأحياء ووجدانهم. ومن تم يتعين التفكير من داخل ثبات النسق الثقافي للسلطة العربية بغية اكتشاف الأواليات العميقة التي تتحكم في صيرورته .
قرأت رواية رضوى عاشور الجديدة (الطنطورية) قبل الثورة بشهور قلائل، وأردت الكتابة عنها، ولكني وجدت نفسى حينما شرعت في ذلك مدفوعا للحديث عن انشغال الكاتبة ببلبال العالم من حولها، وبما يدور في واقعها من أحداث، فما أن بدأت الكتابة حتى بلغني خبر تحويل مدير جامعتها لها (جامعة عين شمس في القاهرة) للتحقيق، إثر الأحداث المؤسفة التي كشفت عن تردي الجامعة، وتعيين صنائع جهاز أمن الدولة رؤساء لها. إذ حولها وقتها مدير جامعتها للتحقيق بشكل فج وغبي بمناسبة مطالبتها، مع مجموعة من أساتذة الجامعة من «جماعة 9 مارس» المعروفة،
تحاول هذه الزوجة الفنانة أن ترسم ملامح زوجها الشرقي بكل قسماته وسحناته من أجل أن تقنع زوجها بتلك الصورة التي رسمته له.بيد أن الزوج لم يقتنع بتلك الصورة، وتنكر لها جملة وتفصيلا؛ لأنها لاتعبر عنه، ولاتحمل صبغياته الهوياتية، ولاتلتقط ملامحه الحقيقية التي تتناساها في تلك اللوحة ، حيث رسمت فيها شخصا آخر غير زوجها الحقيقي. لذلك، تحوي هذه القصيصة ملفوظات حجاجية مباشرة وغير مباشرة، وما سؤال الاستفهام الإنكاري- في الحقيقة- إلا حجاج للرفض والاستنكار والسخرية.
هذا المنطق الغربي تلمسه عبد الله إبراهيم حين أشار في معرض تحليله لفرضية التجربة الاستعمارية التي نهضت على تبرير استحواذ ممتلكات الشعوب المستعمرة، بما يشمل ذلك الطبيعة، وتوظيف الأيدي العاملة لصالح الغرب، مما أحدث عطباً في الطبيعة وانفصال الإنسان عن وعيه المحيط، فالطبيعة تعد مركزاً من مراكز مفهوم الهوية التي استلبت، وأعطبت عبر التعبية والاستعباد (ص 242). هذا النهج أسهم في انطلاق مفاهيم التوتر والكراهية والحروب، ما أحال التاريخ إلى ساحة للنزاع. وبما أن الكتابة تشكيل معني بصوغ تجربة الآخر،
والحقيقة هي أنّ مفارقة أطروحة التقلص مستندة على أوالية، متضمنة بناء تحليلياً، من حيث العلاقة بين العلمانية والمسيحية، وهذا ما سوف يعود بنا وراءً إلى الثقافوية والتراثوية، ومجازهم الخطابي المشترك، بشأن عودة الدين إلى الشرط الأولي للنقاء، النقاء المحض غير الملوث بالعلمانية والحدثة، بكون ذلك لحظة الصحوة والوضوح التي تزيل أوهام التغيير- بما في ذلك التعبير عن هذا في التطورات السياسية المصرية و التونسية الأخيرة، وهو الأمر الذي يعيره طارق رمضان تناولاً كبيراً في لا مبالاته وربما في بعض الأحيان الابتذال المنزلق المتعمد.
ه
ولذلك فإننا نرى صراعات فكرية مستمرة بين هذه التيارات, وغياب الرؤية السليمة والتقييم السليم للأفكار المطروحة. وقد ضرب محمد شاويش مثلاً على "سوء التقييم" هذا أو بالأحرى "سوء الفهم" من خلال تعامل التيارات الفكرية مع أصحاب "التيار التأصيلي" المدافع عن هوية المجتمع والداعي إلى تفعيل السلوك النهضوي, فقد صنفه دعاة "غربنة" المجتمع مع "الإسلامانيين", بينما يعتبره الإسلامانيون أنه تيار متغربن أو علماني, وقد حصل هذا مع كتّاب كثيرين, حيث تمّ تصنيفهم بطريقة خاطئة نتيجة "سوء فهم" أفكارهم, وعدم فهم الأسلوب الذي يكتبون به([15]).
لنظرية تطور الأجناس عدة ”نظريات ” ايضاً ومنها نظرية أوجنست كونت Auguste Comte الذي نظرَ إلى الواقع أو واقع الإنسان بالتحديد إنطلاقاً من نظرية التطور ومن فلسفته الوضعية فاقترح قانون المراحل الثلاثة:-
المرحلة اللاهوتية.
المرحلة الميتافيزيقية.
المرحلة الوضعية .
من هنا شكل الحلم بؤرة ضوئية تتجمع حولها الأحداث والمواقف التي تعلنها الكاتبة دون مواربة , خاصة في المجموعة الأولى " ورود شائكة " والتي احتل فيها الحلم , معجما وموضوعا, حيزا كبيرا حيث لا تكاد تخلو قصة منه , وسنحاول رصد ملامح هذا الحلم , وإن كان في أغلبه حلم يقظة , يوازي الأمل أو الرغبة والتوق إلى عالم أفضل , ويفضح الإهداء مكامن كل ذلك :" إلى كل امرأة تواقة إلى العيش بكرامة وحرية "
فنتيجة الإجماع تعود إلى المنقول المقدس المعصوم من ناحية ـ بلحاظ المكشوف ـ و تعود إلى العقل من ناحية أخرى . فعندهم ان العقل يثبت ما أثبته النقل المعصوم لان النقل المعصوم ثابت لذات المنزل الذي هو صانع العقل وموجده فاتحاد المصدر بين خالق العقل ومنزل المعقول تجعل من العقل يقبل ويصدق المنقول فيما اثبت وأنكر لأنه لا يعارضه أصلا ولعدم قيام دليل مناهض ومناقض للنقل المعصوم المقدس وهذا معنى العلم الذي سبق وان قدمنا بشرحه في المبحث السابق.
من المعروف أنّ المعرّي هو أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء، التنوخي، الشاعر، من أهل المعرّة (معرّة النعمان) المولود في 27 ربيع الأول سنة 363 للهجرة، المتوفّی يوم الجمعة 13 ربيع الأول، سنة 449 للهجرة كما ورد في كتب التاريخ, منها تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. وكان حسن الشعر جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب و لسنا نعرف عالماً من العلماء اللغة منذ العصور الأولی لتدوينها أتی بمثل ما أتی به أبو العلاء. فكان فذّاً بين أدباء العرب وشعرائهم وكتابهم لم يجمع لِأحدٍ من الذين سبقوه أو جاؤوا بعده مثل ما اجتمع له من إتقان العلم وسعة المعرفة وعمقها إلی أقصی غايات السعة والعمق. ومن العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته العلمية :