جرجي زيدان المفكر المسيحي العربي ورؤيته للإسلام وحضارته / إميل أمين «ولما كنا في حيفا الصيف الماضي كان هذا الغور معروضاً للبيع وقد احتج أعيان الوطنيين على الحكومة لما بلغهم عزمُها على بيعه لبعض الأجانب أو اليهود فتوقفت الحكومة عن بيعه مؤقتاً وشاهدنا في يافا مستعمرة إسرائيلية اسمها تل أبيب شادتها شركة يهودية لسكنى اليهود». هكذا تحدث جرجي زيدان، ويمكن تلخيص حياته بالقول انه ذلك الرجل المسيحي الديانة الإسلامي الثقافة والذي استطاع من خلال رواياته أن يقدم التاريخ الإسلامي بسهولة ويسر، وأن يضع يده على عناصر التسامح والعقلانية في التاريخ الإسلامي، فكان بذلك جسراً في التواصل الحميد بين الشرق والغرب.وإذا كان التاريخ الإسلامي يعد المصدر الأول للرواية التاريخية الإسلامية والذي لجأ إليه الكتاب،
مع نهاية كلّ عام تقوم بعض المنابر باستطلاعات للرأي عن أكثر الرجال أو النساء تأثيراً خلال العام المنصرم، وبخلاف الأهداف الإعلامية التي تسعى إليها المنابر فإنني أعتقد أنّ امرأتين هما الأكثر تأثيراً عبر التاريخ البشريّ؛ حواء ومريم العذراء، إذا أخذنا بالاعتبار العدد الكبير من أنصار الديانات التوحيدية، أو ما يشابهها من حيث المبدأ، فصورة أمّ بوذا مثلاً مشابهة جدّاً لصورة مريم العذراء وما يروى عن حملها من الإله ينطبق على ما يقال عن حمل مريم بالمسيح. فصورة المرأة الجنسية، في الجوهر، هي المعيار، وما تزال مشدودة بين قطبين: حواء التي تسبّبت بالخطيئة الأولى، ومريم التي أنجبت بلا جنس (بلا خطيئة) نبيّاً أتى ليخلّص العالم من الخطايا أو من الخطيئة التي تسبّبت بها المرأة الأولى!.تنظر الثقافة الذكورية إلى النساء كأهداف جنسية أوّلاً، وكأمّهات ثانياً، والنظرة الرائجة
عبر التاريخ الطويل للبحث في العهد الجديد ظهر تيّار ما زال له مؤيدون في الوقت الراهن، يقول إن يسوع المسيح ليس شخصية تاريخية، وما أحداث الإنجيل إلا أسطورة تكونت ببطء ونسجتها مخيلة اللاهوتيين على مدى قرن من الزمان إلى أن اكتملت بالطريقة التي وصلتنا بها. إننا لا نعرف شيئاً عن أسرة يسوع ولا عن حياته قبل ظهوره الفجائي وهو في نحو الثلاثين من العمر، كما أن سيرة حياته التبشيرية كما دونها الإنجيليون مليئة بالتناقضات التي لا يمكن التوفيق بينها على أي صعيد. ويبدو أن هؤلاء الإنجيليين الذين كانوا يكتبون باللغة اليونانية، لم يكونوا على معرفة مباشرة بجغرافية فلسطين وبيئتها الطبيعية، وأن أحداً منهم لم يرَ يسوع شخصياً ولم يسمعْ منه، بل ولم يرَ من اجتمع بيسوع مباشرة وسمع منه. إننا نعرف مثلاً لون بشرة النبيّ محمّد ولون عينيه وطول قامته ومزاجه وطبائعه وأدقّ تفاصيل
أولاً: مثولوجيا الموت Eschatalogy Mythمثلما تميّز المندائيون بأساطير الخليقة الخاصة بهم فأنهم تميّزوا أيضاً بأساطير الموت والنهاية والفناء. فهم يرون أن عالم النور هو العالم الأساسي الوحيد في هذا الكون أما العوالم الأخرى فيعتريها الفساد والموت والفناء. وينسحب هذا على كائنات هذه العوالم. فالنور هو الذي لا يتفسخ ومنه صنعت كائنات النور أما كائنات الظلام فمصنوعة من الماء الأسود الآسن والطين واللحم..إلخ كذلك كائنات الأرض مصنوعة من اللحم والعظم والدم وهذه كلها موادٌ آيلة إلى التفسخ والموت. الإنسان يحملُ في مادة جسده الفانية نسمة النور (نشمتا) وهي
على هذه الدروب، سار المخاطرون، بصحبة الأدلاء: الابنُ الذي انفصل عن أسرته ولم يجد في القطاع من يؤويه، والزوجة التي وجدت نفسها دون معيل أو حام، والطامحُ في الحصول على فرصة عمل على الجانب الآخر، ومن في حكمهم. وكان على العازم على التسلل أن يبحث عن دليل، وأن يساومه حتى يتفقا على المبلغ المطلوب. ثم كان على هذا المتسلل أن ينتظر الليلة المناسبة للتسلل. وأنسب الليالي هي، بالطبع، أشدها ظلمة. والحقيقة أن كثيرين لجأوا إلى هذه الوسيلة، إلا أن قليلين منهم فقط بلغوا الطرف الآخر. فمن المتسللين من اعتقل هنا أو هناك أو في الوسط، ومنهم من تاه إذ تاه دليله وسط الظلمة، ومنهم من هلك واختفت أخباره. بالرغم من ذلك، بقي أدلاء وبقي متسللون، وإن ارتفع السعر حتى صار دفعه تضحية حقيقية.كنّا، في أسرتنا، ونحن الراغبون في الالتحاق بشطر الأسرة الذي لجأ إلى دمشق، نتابع الأنباء عن المتسللين باهتمام خاص، فنتفاءل حين نعلم أن أحدهم حقق مأربه،
لقد خاطب يسوع الناس على قدر أفهامهم بمن فيهم تلاميذه، على ما بيّنا في الحلقة الماضية من هذه الدراسة، وما سقنا من شواهد إنجيلية. وهذا يستدعي بالضرورة أنه قد بثّ في تلاميذه نوعين من التعاليم، الأول ظاهريّ والثاني باطنيّ. وهذا هو مؤدّى قوله في إنجيل لوقا: " ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. " (لوقا 10: 22). أي إنّ يسوع لم يعلن الحقائق الخافية بخصوص الآب إلا للقلّة التي يختارها من تلاميذه. وقد أكّد بعض آباء الكنيسة هذه الحقيقة، ومنهم كليمنت الاسكندري الذي نشط في أواخر القرن الثاني الميلادي، والذي كشف في إحدى رسائله عن وجود إنجيل روحاني لمرقس لدى كنيسة الاسكندرية يحتوي على تعاليم ليسوع لا يعرفها إلا الخاصة، ولا يجوز كشفها لغير الساعين إلى كمالهم في الدين (راجع ما أوردناه عن هذا الموضوع في دراستنا السابقة عن إنجيل مرقس السري). على أنّ بعض جوانب تعاليم يسوع
"دروب المنفى" كتاب من خمس مجلدات هي "الوطن في الذاكرة" "الصعود إلى الصفر" "زمن الأسئلة""الجري إلى الهزيمة"أين بقية الحكاية؟" ويعتبربمجلداته الخمسة شهادة الكاتب الفلسطيني فيصل حوراني الملحمية التي رسمت بلغة الأدب صورة شاملة للحياة الفلسطينية المعاصرة ومحيطها العربي. مؤخرا، صدرت المجلدات الخمسة في طبعة جديدة منقحة في رام الله، ومن المتوقع أن تصدر في طبعة جديدة في الخارج. بإذن من الكاتب سنقوم بنشرفصول مختارة من الكتاب ونبدأ بنشر هذا الفصل من زمن الأسئلة ألف لا بد من أن ما وقع في العراق وما تبعه في سورية، في العام 1963، معروف لديك بإجماله إن لم يكن بتفاصيله. ففي الثامن من
يقدم لنا الشعر العربي بعض النماذج المبكرة االتي يمكن اعتبارها من فصيلة ( الفرسان ) ، أو الرموز الحاملة لقيم وجودية أصيلة . و من بين هؤلاء الملك الضليل امرؤ القيس ، فهو خير من يرسم صورة العلاقة الغريبة و المضحكة بين الإنسان و السلطة من طرف ، ثم الإنسان و ذاته الغائبة و الغامضة من طرف آخر. و الفتى القتيل طرفة بن العبد الذي حمل لواء التمرد و العدمية. كان طرفة بأضعف تقدير البطل الغائب في رواية ( آباء و بنون ) لتورغنيف ، ثم إنه الصورة المبكرة لجو من العنف و التدمير الموجه نحو الطاقة الذاتية ، الطاقة التي يرادف نشاطها أساليب التحويل و الترميز ، و حيث تكون خبايا النفس هي الواقع الموضوعي ، و دائرة الأحلام و الرغبات.
الزواج الكاثوليكي بين المثقف والسلطة، استبعاد العامة:
ثمّة اعتقاد دوغمائيّ عند الفصيل الأكبر من المثقّفين باستحالة التغيير دون مساندة السلطة. أقول اعتقاد "دوغمائي"؛ لأنه نتيجة تراكم تراث طويل ممتدّ من تقسيم الناس إلى "خاصّة" و"عامّة"، حيث لا يسمح بتداول المعرفة "الحقّة" إلا بين "الخاصة"، بينما يترك العامة لعقائدهم وتصوّراتهم المريحة. يكفي للتدليل على هذه الحقيقة التاريخية ما كان يدور داخل قصور "الموحّدين" في الأندلس من نقاش فلسفيّ حول حدوث العالم وقدمه، بينما لا يسمح، خارج أسوار القصر، إلا باتباع العقائد القائمة على أساس الفهم الحرفي للنصوص الدينية.
في هذا التصنيف التمييزيّ بين البشر، يتّفق كلّ من "أبي حامد الغزالي" و"ابن رشد"، رغم البون الشاسع بينهما في مواقفهما اللاهوتية
لقد خاطب يسوع الناس على قدر أفهامهم بمن فيهم تلاميذه، على ما بيّنا في الحلقة الماضية من هذه الدراسة، وما سقنا من شواهد إنجيلية. وهذا يستدعي بالضرورة أنه قد بثّ في تلاميذه نوعين من التعاليم، الأول ظاهريّ والثاني باطنيّ. وهذا هو مؤدّى قوله في إنجيل لوقا: " ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. " (لوقا 10: 22). أي إنّ يسوع لم يعلن الحقائق الخافية بخصوص الآب إلا للقلّة التي يختارها من تلاميذه. وقد أكّد بعض آباء الكنيسة هذه الحقيقة، ومنهم كليمنت الاسكندري الذي نشط في أواخر القرن الثاني الميلادي، والذي كشف في إحدى رسائله عن وجود إنجيل روحاني لمرقس لدى كنيسة الاسكندرية يحتوي على تعاليم ليسوع لا يعرفها إلا الخاصة، ولا يجوز كشفها لغير الساعين إلى كمالهم في الدين (راجع ما أوردناه