كتب لونجانيوس وهو كاتب عاش في القرن الأول الميلادي في مؤلفه " سمو البلاغة": (التضخم والنفخة هما شرّ سواءا في الجسم أم في اللغة, وهما زيف يهدد بقلب أهدافنا إلى ما يعاكسها. ويقال إنه ما من شخص أكثر جفافا من رجل مصاب بمرض الاستسقاء. وحين تكون النفخة الكذابة في تجاوز حدود السمو البلاغي تكون الحصيلة عيبا يلقّب بالسخف, وهو الطباق المباشر للسموّ البياني لأنه يمثل منتهى الدناءة والضعة. وهو في الحقيقة أحقر رذيلة يتصف بها أسلوب). ويقول في موضع آخر (يمكن القول إنّ هناك خمسة مصادر رئيسية للّغة الرفيعة, وموهبة الحديث هي الأساس المشترك الذي لا غنى عنه لكافة هذه المصادر. أما أهمها فهو المقدرة على تكوين آراء عظيمة. ثانيا الانفعال المتوقد الملهم. والقسم الأعظم من هذين العنصرين من عناصر البلاغة فطري, أما ما تبقى من هذه العناصر فهو ناتج جزئيا عن
تستوقف المرءَ على الدوام، وهو يتأمّل التجربةَ القصصيّةَ الإماراتيّة في مختلف مراحلها، ظاهرةُ الالتصاق الشديد بالواقع، والاهتمامِ العميق بالإنسان فيه. وبعيداً عن أحكام القيمة التي تستند إلى معايير قد يقبلها البعضُ وقد يرفضها البعضُ الآخر، فإنّ القصّة الإماراتيّة ـ وقد قطعت هذا الشوطَ البعيدَ كلّه في رصد التحوّلات الكبرى التي عاشتها المنطقة، وملاحقتِها أوّلاً بأوّل ـ قدّمت في النهاية مادّةً غنيّةً يمكن الوثوقُ بها في دراساتٍ تاريخيّةٍ أو اجتماعيّةٍ تسلّط الضوءَ على أحداثٍ أو وقائعَ أو ظواهرَ اعتادت المصادرُ التقليديّةُ لدراساتٍ من هذا النوع إغفالَها أو الغضّ من شأنها.
إنّ القول بأهمّيّة هذا الجانب التوثيقيّ في القصّة الإماراتيّة لا يعني إنكار الجانب الفنّيّ الذي لا نشكّ في أنّ نماذج قصصيّةً كثيرةً قد أولته عنايةً لكنّها رغبةٌ في رصد ظاهرةٍ مطّردةٍ، لم تخلُ مرحلةٌ من المراحل التي مرّت بها القصّة الإماراتيّة
إنّ الإجابة على السؤال المطروح في العنوان، هي مسألة حيوية لفهم ما وراء السطور في الرواية الإنجيلية، لا سيما فيما يتعلّق بأحداث الأسبوع الأخير من حياة يسوع، وهي الأحداث التي سنحاول بسط ألغازها في الأبحاث القادمة.
غالباً ما يحدثنا الإنجيليون عن الجموع التي كانت تتقاطر إلى يسوع لتسمع كلامه أو لتحصل على الشفاء منه : "وبينما ذهب هذان ابتدأ يسوع يقول للجموع … الخ." (متّى 11: 7). "وابتدأ يُعلّم عند البحر، فاجتمع إليه جمع كثير حتى أنه صعد إلى سفينة في البحر وجلس فيها، والجمع كله كان عند البحر على الأرض." (مرقس 4: 1). " فمضوا في السفينة إلى موضع خلاء منفردين، فرآهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مُشاة وسبقوهم واجتمعوا إليه." (مرقس 6: 32-33) . "ولما
لا تخلو معظم بلدان المشرق العربي من ظواهر عنصرية بالمعني الحرفي للكلمة، فالنظرة الدونية إلى الشعوب الأخرى وبعض الأفراد الملونين متوافرة بكثرة عند شرائح واسعة من القطاعات الشعبية والنخبوية في بلانا. على أن هذه المقالة سوف تنظر إلى العنصرية من منظار أوسع. فالعنصرية، كما نراها، رؤية قائمة على التمييز بين الأفراد والجماعات لعلة ما. ومن هنا فإن هذه المقالة تدعي أن الطائفية والذكورة هما أحد أشكال هذا التمييز بين البشر: أفرادا وجماعات. وسواء أأطلق على هذا النوع من التمييز تعبير "العنصرية" أم لا، لأسباب تعريفية وقانونوية ولغوية، فإنني أعتقد جازما أنه أحد التعبيرات التي تظهر العنصرية نفسها بها، وأن نتائجهما في النهاية واحدة.
هل تشكّل الآيات الشيطانية أو الإبليسية Satanic Verses بنية من بُنى القرآن المكّية الأصيلة، ومن ثمّ ألغاها محمد بعد زمن ليس بالقصير؟ أم أنها تقف تاريخياً على الهامش منه مثل آيات كثيرة فيه وإن اتّخذت شكلها الوجودي الحالي باعتبار أنّ محمداً أبطلها حكماً وأبقاها لفظاً(أو بالعكس) فغدت من الآيات المنسوخة؟ أم أنها ليست هذا ولا ذاك كما يروق لعامّة الإسلاميين حشرَها في زاوية من يريدون النيل من دينهم؟ ليس الهدف من إثارة هذه الأسئلة إشعال فتيل المحافظين ممّن يصرّون على حجبها أو التعتيم عليها بحجج تقفز من فوق التاريخ إلى السماء، مستخدمين أثوباً لا تلائم إلا مقاساتهم الأيديولوجية. الأسئلة هذه مشروعة تماماً من وجهة النظر النقدية، وخاصة حينما يتمّ تحويل مواضيعها إلى قضايا توضع على مشرحة النقد
ـ قراءة في نصّ (عجز المؤلفة) للإماراتية روضة البلوشي ـكيمياء النصوص: نظريّاً: عندما تتناسل النصوص فالقراءات لا بدّ أن تتناسل أيضاً. ولمّا كان (عجز المؤلّفة) لروضة البلوشي نصوصاً في نصّ، كان لا بدّ للقراءة أن تتتبّع النصّ، والنصوصَ فيه أيضاً. والقضيّة ليست في تحديد تلك النصوص، وعزلها، بل في اجتراح آليّات القراءة التي تصلح لكلٍّ منها. والخوف هنا من أن تكون الحصيلة عملاً تلفيقيّاً تتراكم فيه القراءات على نحوٍ يفتقر إلى الاتّساق والانسجام. لكنّ (عجز المؤلّفة) يحلّ المعضلة. فهو لا يجمع نصّاً إلى آخر، بل فيه. بمعنى أنّه يوحّد بينهما. (كيمياءُ نصوصٍ) إذاً. ثمّة نصوصٌ تتوالد ذاتيّاً، أي بالخضوع لقوانين يفرضها العمل نفسه، ومن الداخل. لذلك كان (عجز المؤلّفة)
صحيح إننا لا نعرف شيئاً عن شكل يسوع وهيئته وطول قامته ولون شعره وبشرته وعينيه. والسبب في ذلك لا يرجع إلى أن أحداً لم ير يسوع ليصفه لنا، على ما يقول من ينفي وجود يسوع كشخصية تاريخية، وإنما إلى التغيرات اللاهوتية المبكرة التي كانت تسير بشكل حثيث نحو تقديس هذا المعلم، وصرف الأنظار عن جانبه البشري. وهذا ما حصل من قبلُ لكثير من المعلمين الروحيين، لأن البشر لم يقبلوا حكمة الإنسان وفضلوا عليها حكمة متوهمة تأتي من عالم الغيب، ولم ينصتوا لحكيمٍ إلا بعد أن ألبسوه رداء القداسة ووضعوا في فمه كلام الآلهة.
ومع ذلك، فإن كل ما في الأناجيل يرسم لنا صورة كاملة البشرية ليسوع. فقد نشأ في
المقالة التي أعنيها نشرت في عدد 24 آذار (مارس) الماضي، وقد عنونها الجابري بـ "الشهادة والشهداء والحور العين." (1) وقصد منها أن يقدم درسا تربويا للفتيان الذين يقومون بعمليات انتحارية وفي ظنهّم أنّهم ماضون إلى الجنّة مباشرة للتمتّع بالحور العين والخمر المعين
يسود الاعتقاد لدى الباحثين في ديانة مصر القديمة، بأن الإله سيت هو أقدم الآلهة المعروفة لدينا من الفترات التاريخية. فلقد كان هذا الإله هو المعبود الرئيسي للسكان الأصليين قبل عصر الأسرات الأولى عند أعتاب الألف الثالث ق.م، وهو العصر الذي ترافق مع حلول أقوام جديدة وفدت إلى مصر من آسيا الغربية، حاملة معها معتقدات جديدة، ووضعت الأسس لأول مملكة موحدة في تاريخ مصر القديمة. وقد ترافق بسط السلطة لهؤلاء مع نشر معتقداتهم الدينية، وراح إلههم الأعلى المدعو حوروس ينافس إله السكان الأصليين سيت في كل مكان. وبذلك تم التأسيس لثنئاية سيت- حوروس التي استمرت فاعلة في الديانة المصرية حتى نهايات التاريخ المصري القديم.لا نستطيع رسم معالم واضحة لشخصية الإله سيت قبل انتشار عبادة حوروس. ولكن
يطرح التصوّف إشكالية الموروث المعرفي والحضاري القادم من خارج الحدود وخارج بيئات الوحي, وطريقة الغربلة التاريخية والسياسية له وقضية الاحتواء والتمازج مع الفكر الديني السائد, ودون تحليل هذه الإشكالية وحلّها وتفسيرها ,يغدو من الصعب محاكمة التصوف وتقييمه وفق الحدود البسيطة والمتواضعة وقياسه على ما اتفق من أمر الشريعة وما اختلف عنها, لأنه سيبدو حينذاك فكرة مارقة عن الدين أو صورة مستنسخة منه, وتاريخ التصوف وثقله الاجتماعي يأبى هذا التبسيط المخل,كما يأبى اختزاله بممارسات هي زيارة القبور والتبرك بها والتوسل إلى الأولياء وطلب المعونة منهم , كما يحلو للسلفيين أن يحصروهم في هذه الصورة النمطية . معركة التصوف بدأت منذ الفتح الإسلامي الأول, وكانت معركة ثقافي ضد ما هو سياسي, معركة موروث ثقافي ثري و متجذر زاخر بمفاهيم حياتية ورؤى غيبية ,امتص زخم الزحف السياسي والهيمنة,وغطّ في رقدة