لم يترك يسوع أثراً مكتوباً بل تعاليم شفوية وسيرة حياة، وكانت الجماعات المسيحية الأولى تتناقل أقواله وأعماله كما وصلت إليها عن طريق تلامذته المباشرين ممن رافقوه عبر مسيرته التبشيرية القصيرة. وعندما مات معظم أفراد الجيل الذي عاصر يسوع حاملين معهم ذكرياتهم وانطباعاتهم المباشرة، بدت الحاجة ماسة إلى تدوين سيرة يسوع وتعاليمه.
وهكذا ظهرت على التتابع الأناجيل الأربعة التي عُزيت إما إلى شخصيات من العصر الرسولي مثل مرقس ولوقا، أو إلى تلاميذ مباشرين ليسوع مثل متّى ويوحنا. وجميع هذه الأناجيل دوّنت باليونانية لغة الثقافة في ذلك العصر.
هنالك إجماع اليوم بين الباحثين في كتاب "العهد الجديد" على أن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل وأنه دون نحو عام 70م. يليه أنجيلا متّى
بدأت رحلتي مع اسامة ملحم من خلال قراءتي لنتاج سوف احدثكم عنه تباعاً، سأبدأ مع "سادر" وهي مجموعة شعرية صدرت له في حيفا عام 2004. سادر حالة قلق شعري موجع وحالم، وفق أسامة من خلال القصائد التي سطرها يراعه في ادخالنا إلى عوالمه العميقة الغور التي تبدو هادئة منسابة وأنيقة تجعلك في وضعية حوار معها ومع ذاتك فرغم القلق وتفجره يبقى الهدوء الانساني فيها قائماً ولكن بلا مساومة.
الحوار مع عوالم أسامة ليس نزهة في ربيع الزيب وكفرياسيف وسمخ مع كل ما تمتلكه من سحر وجمال ومدى لعالم متخيل من العطر والرحيق، وليس تزييفا أيضا لصورة الجليل الفلسطيني في ما حباه الله من خاصية الخصب والروعة التي جلبت الآلهة إليه بقدر ما جلبت الأباليس والشياطين. بل هو هذا الصراع بين الحد الدقيق والشفاف، بين الجمال كخاصية وتجل للخير، وبين الجمال كمصدر للبطش والسرقة
لا يكفي العنوان ليستوعب حقيقة دور الرياضة اليوم , فالدور الاقتصادي لرياضة المحترفين هائل في الواقع , لكن في عالم يتخلى تدريجيا عن السياسة بمعناها الكلاسيكي و تعلو فيه الأصوات مرتفعة لنزع التسييس عن الطائفية و عن الدين و عن كل شيء تقريبا و تحاول الليبرالية فيه أن تستخدم هذه الكذبة لتعلن أنها غير سياسية أو فوق
كيف يمكن الدخول في الشعر بتجرد دون ان نشير الى بلاد مشردة بين اللغات والبلدان؟وهل يمكن الإحالة الى الذات الشاعرة دون أن نتأثر بتفاصيل جغرافية وتاريخية؟لا بد من أن تتراءى ، خلال التجربة الإبداعية، تفاصيل حيوات مختلفة عاشها الشاعر بين أمكنة قد تتسع وتضيق ولكن المعاناة ولو انتهت تترك آثاراً وندوباً على جلد القصيدة. ولعل أبرز ما يميز الشعر الكوردستاني في المهجر هو تجربة الغربة التي تتجذر من الوطن الأم حتى بلد المنفى. ويتفاوت حضور الغربة من شاعر إلى آخر، و من نص إلى آخر، بحسب التجربة الشعورية.
قصيدة الشاعر الكوردستاني بدل رفو المزوري"فاتنة بلون الغدر والرماد" تشبه بحيرة صبت فيها أغزر ملامح تجربته في الغربة.غربة بلون الغدر الساطع في معاناة مهاجرين حالمين.هل الرماد هو رمز احتراق الشاعر من أجل أن يشع
ما هي " الدايزين ( 1 ) " ؟. الدايزين هي طريقة هيدغر في الإشارة إلى كل من الوجود البشري و طبيعة الوجود التي يتحلى بها الجنس البشري. و مصدر المصطلح الفعل dasein ، و هذا يعني " أن توجد " أو " أن تكون هناك ، و أن تكون هنا ". و يتبنى الاسم دايزين فلاسفة آخرون ، منهم كانت على سبيل المثال ، للدلالة على وجود أي كائن. و لكن هيدغر يعتقد أنه من خصوصيات الكائنات البشرية. و هو أيضا يلح على جذر معنى الاسم ، و بالتحديد " أن تكون هناك " أو " أن تكون هنا ". و يمكن بسهولة ترجمة Da باللغة الألمانية أحيانا بكلمة " هناك " و أحيانا " هنا " ، بالاعتماد على السياق. ( و يقترح هيدغر في بعض المناسبات أن " هنا " ( hier ) تعني حيث أكون أنا ، المتكلم da هي حيث تكون أنت ، المشار إليه بكلامي ( انظر كتاب هيدغر xx. 343 ) ( 2 ) . و لكنه لا يفكر بالعادة في دايزين بموقع أنت
رغم أنّ الديانة الصينية القديمة كانت حافلة بالآلهة من كلّ نوع، فإنّ الصينيين عبر تاريخهم لم يأخذوا الألوهة المشخصة بشكل جدّي، ولم يُظهروا ميلاً لاعتبار الكون مخلوقاً من قبل إله سماويّ يتحكّم فيه عن بُعد، وإنما رأوا في النظام الكونيّ ما يشبه الجسد الحيّ الذي ينظم نفسه بنفسه وفق آلية ضبط ذاتي. أما الآلهة التقليدية فلم تكن في أصلها إلا أسلافاً
بداية لا بد من ملاحظة جغرافية، فالحديث عن شرق وغرب وشرق أوسط وشرق أدنى وشرق أقصى وكل ما يرتبط بذلك من مصطلحات هو أمر وهمي افتراضي، لا يمكن فهمه إلا إذا وافقت مسبقاً أن أوربا هي مركز العالم.
كل نقطة في العالم تصلح أن تسمى شرقاً أقصى وغرباً أقصى، فالأرض كروية، وهي تدور باستمرار، ونحن بالنسبة لأوروبا شرق ولكننا بالنسبة للصين غرب، واليابان التي تبدو لنا شرقاً أقصى هي بالنسبة لألاسكا غرب أقصى، وسحر الشرق في الهند هو سحر الغرب بالنسبة للأستراليين.
ولكن في الواقع فإن علينا أن نسلم بحق المنتصر ثقافياً وفكرياً في إعلان ثقافته للعالم، وهذا ما قام به الأوربيون خلال الحقبة الكولونيالية حيث قاموا بفرض الجغرافيا الأوروبية وهو ما أصبح عرفاً سائداً في العالم.
إذا كانت الدراما بالمطلق هي أضداد وأسرار, فإنّ هذه الأضداد والأسرارمرهونتان لجنس خاص - أدبي وفني – هو المسرح, وهذه الأضداد والأسرار – في النص المسرحي -, قد شغلتا, أنتجتا, بأضداد وأسرار أخر, هي أضداد وأسرار العرض المسرحي, بكل معاييره الزمانية والمكانية, وبكل عمق معرفي وعرفاني بآن معا
كيف يستطيع المرء أن يتكيف مع التاو الجنسي الذي يمثل مفتاح السر في طريقة الحب الصينية؟ هل يتحمل الشاب هذه التقنية التي يشكل الصبر أساس نجاحها؟ لا ندري! لكن الذي يتأمل في حيثيات التاو يلاحظ انها وعد بالجنة. التاوية فلسفة تكاملت على يد الحكيم لاو تزو، الذي عاش في أواسط القرنين السادس والخامس قبل الميلاد. ترتأي هذه الفلسفة انه لا يمكن حل مشكلات العالم من دون التعامل المناسب مع الحب والجنس، وفق طرائق وأساليب بالغة اللذة والحنكة والبساطة، من شأنها إطالة الحياة. لذة الحياة تحديداً. والتاوية دين صيني شعبي من مبادئه أن يتعلم "المبتدئ" أن يتوحد بالتاو، أي الطريق الذي هو مبدأ الكون الأساسي. وتتعمق هذه الفلسفة الدينية خصوصاً في موضوع الطاقات والتأمل و"الحياة الطويلة"... الجنسية.
كانت التاوية الشائعة ديناً لسواد الشعب في الصين، وانعكست رمزيتها في الأسطورة والفن والسحر والجنس. تقول هذه الفلسفة انه "من بين
في مقالاتنا السابقة، بسطنا بإيجاز مفهوم "التاو" عند الحكيم الصيني لاو- تسو في كتابه "التاو تي تشينغ"، وهو الكتاب الذي مارس تأثيراً كبيراً على تشكيل العقل الصيني وعلى ثقافة الشرق الأقصى بصورة عامة منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وما زال موضع اهتمام من قبل الفلاسفة والمفكرين شرقاً وغرباً. فالتاو هو المبدأ الأول المحيط بكل شيء والموجود في كل شيء؛ المركز الساكن الذي تدور حوله عجلة الوجود،