"نحن حبات البذار..
نحن لا ننمو جميعاً..
عندما يأتي الربيع..
بعضنا يهلك في هول الصقيع،
وتدوس البعض منا الأحذيه،
ويموت البعض منا فى ظلام الأقبيه.center>
إن الديمقراطية هي أبعد المفاهيم السياسية عن الطبيعة وهي وحدها تسمو في المقصد على الأقل على شروط المجتمع المغلق، إنها تنسب للإنسان حقوقا لا يجوز انتهاكها ولكي تبقى هذه الحقوق مصانة توجب على الجميع أن يخلصوا لواجبهم إخلاصا لا يتبدل."[1]
ظلت الأنظمة التي تزعم الديمقراطية منذ بداية المجتمع الانساني مجرد ديمقراطيات زائفة والإنسانية إلى اليوم مازلت تبحث عن دولة ديمقراطية بالمعنى الحقيقي للكلمة تجمع بين النجاعة والعدالة وبين السيادة والمواطنة وبين السؤدد والمجد وكأن النظام الديمقراطي لا يناسب هؤلاء الخطائيين من بني البشر الذين يصعب علينا أن نتصور شعبا يظل مجتمعا دون انقطاع متفرغا في مناقشة الشؤون العمومية" [2]،وبالتالي فإن شعب من الآلهة هو فقط بإمكانه أن يحكم نفسه بطريقة ديمقراطية".
يولد الإنسان ومعه دافع طبيعي إلى التساؤل، وما أن يتفتح وعي الطفل حتى يأخذ بطرح عدد من الأسئلة حول أصل العالم، ووجود الخالق، وصلة البشر بخالقهم، والغاية من الحياة ومصير الإنسان، وطبيعة الآخرة والحياة الثانية. وفي الواقع فإن هذه الأسئلة الطفولية الأولى هي الأسئلة الكبرى للبشرية، وهي التي تصدت حكمة الإنسان وفلسفاته وأديانه للإجابة عليها..
في أواسط القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وخلال الفترة التي كانت فيها مصر في أوج عظمتها وقوّتها، ارتقى عرش هذه الإمبراطورية مترامية الأطراف الفرعون أمنحوتب الرابع، أو أختاتون كما دعا نفسه بعد ذلك، وحكم لمدة ستّ عشرة سنة (1369-1353 ق.م) أسّس خلالها لأوّل ديانة توحيدية معروفة لنا تاريخياً.
ثمة نظرية تقول إن المجتمع المدني يتقدم ليحتل كل مساحة تتخلى عنها الأحزاب السياسية أو الدولة. إذا كان ذلك صحيحاً في مناطق أخرى من العالم، فهو صحيح أيضاً في سورية. وتكمن أهمية المجتمع المدني، كما يقول أحد المثقفين السوريين، في أن دوره لا يتعارض أو يتقاطع مع مهام الحكومات والأحزاب السياسية، وكلما تقدمت السلطة السياسية والأحزاب السياسية في معارج الحضارة والرقي، كلما ازداد تقبلها لمؤسسات المجتمع المدني ولوجود إعلام حر يتولى توصيل ما يريده المجتمع المدني إلى السلطات المحلية أو إلى منظمات إقليمية ودولية. لا ينصب المجتمع المدني نفسه مكان الدولة، ولا مكان الأحزاب السياسية ولا مكان المدعي العام ولا مكان القضاء كي يجرم أو يبرئ ولم بهمل ظاهرة بسيطة فيها مساس في المجتمع أو القانون، كما أنه لم يطرح نفسه مسانداً ولا معارضاً للدولة وللحكومات والأحزاب.
"إن من يحب أن يعرف طريق المستقبل ينبغي عليه أن يصغي إلى الفلاسفة وليس إلى الساسة لأن ما يعلنه الفلاسفة اليوم هو ما سيصير عقيدة الغد."[1]
حصل تحول كبير في دائرة اهتمام البروفيسير أبو يعرب المرزوقي من التركيز على الفكر الإغريقي في جانبه المنطقي والرياضي والفيزيائي ومحاولة فهم التراث العلمي العربي الإسلامي على ضوء ذلك إلى الانفتاح اللامشروط على الفكر الفلسفي الغربي في ثوبه الألماني وكذلك من مجرد محاورة أساطين الحكمة عند اليونان والتعليق على أمهات الكتب والبحث عن سبل للتنظير من داخل لغة الضاد وعلى الحوافي الدلالية للنص القرآني إلى القيام بالترجمة والنقل لزبدة المدارس العلوم الدقيقة في ثوبها الأنثربولوجي والإناسي واطلاعنا على عينات من الأطروحات الجامعية التي تعكس أهم المناظرات الدائرة في ساحة الفكر الغربي بين مدارس متباينة واتجاهات متصارعة.
بعد أن كانت العرب تقيم الاحتفال عند مولد شاعرٍ، صارت الآن تقيمُ لهُ المقصلة والمراسم بأناقةٍ فجّةٍ إلى القبر، بينما نلاحظ مدى الاهتمام الذي يحيط بالكتاب الشعري والشعراء في الغرب، واحتفاء دور النشر البارزة بالمواهب وتبنيها وصناعتها كل عام، فقد برزت في الفترة الأخيرة ظاهرة مهمة جدًا تهدد ثقافتنا، وبالأخص مواهبنا الشعرية الجديدة وهي إقلاع أغلب دور النشر وأبرزها عن نشر المجموعات الشعرية، بحجة عدم رواجها وبيعها في المعارض، وانخفاض نسبة الإقبال عليها من القرّاء والنقاد.
حدثني أحد الأصدقاء أنه عاد خائبًا بعد أن قام بعرض مخطوطه الشعري على عدّةِ دور نشر رفضت بالطريقة نفسها طلبه رغم أنه تكفل بدفع مجمل تكلفة الكتاب، وأضاف بأن أحد الناشرين المعروفين جدًا والأكثر انتشارًا لم يتمكن من إخفاء
قد يكون العنوان غريبا , فالمقدس كان هو أول من صور الآخر على أنه شيطان ملعون , لكن ممارسة الشيطنة ضد الآخر ليس حكرا على أحد , ما يتطلبه الأمر هو نسبة القداسة إلى شخص أو فكر أو وضع قائم ما ثم تحريم كل من يعارضه و حتى التفكير بنقده , اليوم لا يجري أغلب النقد الموجه للأصولية الإسلامية لحساب الناس كمرجعية خارج النص و غير خاضعة لها , بل لصالح مرجعية فوق الناس هي مرجعية السلطة القائمة , بل تريد محاولة تمجيد الواقع القائم , سواء في مجتمعاتنا أو في العالم بأسره , أن ترفعه إلى ما فوق واقع لا يمكن تغييره و يحرم حتى نقده , هكذا يجري التنظير لديكتاتوريات قديمة جديدة , بعضها غير جلده و احتفظ بأنيابه كاملة و مطلقة ضد أي محاولة للاحتجاج , و بعضها استخدم بعض مساحيق التجميل التافهة لتجميل وجهه القبيح ,بالمطالبة بالحجر على الناس و تحديد الأقلية التي يحق لها التفكير و التعبير , من منطلق نخبوي فوقيو لصالح الطغم الحاكمة في مجتمعاتنا
من مصر إلى الإمارات إلى مصر مرة أخرى... ثم إلى أين؟! هذا قدر السيد حافظ. وهذه رحلته مع الاغتراب الذي سبقه إليه عابرون آخرون سقطوا سهوا من حقيبة أوطانهم، فأطالوا النشيج، لكن ما من يد انتشلتهم.
ونحن نتابع في صمت مشهدا باردا على مسرح حياة السيد حافظ، نقف هنا عند بلاك أوت فاصل بين هذا المشهد وذاك المشهد القريب منه نسبيا الذي شكلت أحداثه مسرحا للثقافة التي جرّ عربتها بدر شاكر السياب فجرّته إلى الهاوية.
فمن يتأمل تجربة السيد حافظ على أرض الإمارات يجد أنها لا تختلف كثيرا عن تجربة السياب على أرض الكويت التي رسمت الخطوط العريضة لقصيدته : "غريب على الخليج":
منذ بداية ما يسمى عصر النهضة و النخبة مستنفرة تحاول أن تكتشف أو تخلق الطريق الذي يؤدي إلى هذه النهضة , لكن الغريب أنه كلما بدا لهذه النخبة أنها أقرب ما يكون من هذا الطريق اكتشفنا فجأة أننا ما زلنا بعيدين جدا حتى عن معرفة اتجاه هذا الطريق نحو النهضة و قد تطور نتيجة ذلك اتجاه آخر في الإنتاج الفكري للنخبة , اتجاه إجباري هذه المرة , يتمثل في سعي النخبة الدائم لتبرير هذا العجز و نسبته إلى هذا السبب أو ذلك , في نفس الوقت تعتبر النخبة أن كل محاولات النهضة هذه كانت نتيجة لفعلها هي , أو على الأقل مشاركتها الضرورية , و بالتالي فإذا ما تمكنا ذات يوم من اكتشاف ذلك الطريق المؤدي إلى النهضة فهي ستكون نتيجة لهذا الفعل النخبوي , سيفيدنا هنا أن نعود إلى التاريخ لنرى كيف كان دور النخبة في الإنتاج الحضاري في الفترة التي تعتبر العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية في القرون الوسطى , لم يكن دور النخبة رئيسيا في الأحداث