يأتيكَ الاسمُ من حيثُ لا تدري ، وآنَ لا تدري..تغمغِمُ في سِـرِّكَ ، فينفتحُ نعيـمٌ . هاهي ذي " رادسُ الغابةِ " ملتفّةٌ بأشجارِها وظِلالِها العميقةِ. نوافذُها تكادُ تَخْـفَـى من متعرِّشٍ ومتسلِّقٍ . خضرةٌ ذاتُ أفوافٍ وتدرُّجاتٍ وندىً. لَكأنَّ تونسَ العاصمةَ خلعتْ جُبّـةَ القاضي ، أو بِزّةَ الشرطيّ
ولدنا برغباتٍ غريزيةٍ تحكمُنا . جميعُها هامةٌ . ومن أهمِّها غريزةُ الجنسِ . هو رغبةٌ وحاجةٌ ضروريةٌ من أجلِ استمرارِ الحياةِ ، وهنا نحن نرغبُ بالجنسِ ونحتاجُهُ أيضاً . لكن في لحظةٍ ما . تتطورُ رغبتنا هذهِ لتصبحَ شهوةً لا نستطيعُ إيقافَها . فتسيطرُ علينا ونكونُ عبيداً لها . لا نتمكنُ من ضبطِها . إنَّها الشهوةُ التي سيطرتْ علينا ، ونظرنا إليها وكأنّها حاجةٌ لنا . وبابُ الشهواتِ لا حدودَ لهُ فليسَ هي شهوةُ الجنسِ فقط ، بل شهوةُ المالِ والسلطةِ والجمالِ وعدِّدْ ما شئتَ من الشهواتِ التي تعرفُها والتي لا تعرفُها ، ويجري العملُ على تسويقِها في مرافقَ تستطيعُ الحصول عليها بأساليبَ متنوعةٍ ، وإذا عرفنا أنهُ لا يمكنُنا القضاءَ على الرغباتِ
تقديم: نظمت مجلة ( ماغازين ليتيرير ) مناقشة أدبية رفيعة، دعت إليها كتاباً مهاجرين أو منفيين (سيان!) لمقاربة موضوع : (الكتابة بين الهجرة والمنفى) .وقد تكفلت( مدينة تاريخ الهجرة) بطبع انطولوجيا تضم خمسين أديباً يعرضون فيها آراءهم حول الهجرةِ ؛تحت عنوان :( أوديسات جديدة ) .ضمت على سبيلِ الذكر مثلاً :( أوليفيي أدام- أندري ماكين –يمينة بنجيجي- فرانسوا شانج-أغوتا كريستوف-الطاهر بن جلون-ادواردو مانيت-عتيق رحيمي..الخ). وفي هذه المناقشة، يستعرض ثلاثة من هؤلاء الذين تجمعهم جائزة( الغونكور) الشهيرة آراءهم انطلاقا من كتاباتهم وتجاربهم في المنفى الباريسي
هكذا، أجزم أنّ المرأة حينما توغل في التفكير تزداد ينابيعها غزارة، فلا يعود الجسد فقط هو مصدر المياه..الحياة..الخلق..الخصوبة والتجدّد..اللذّة والمتعة، بل يتولّد مصدر جديد لخلق آخر، مختلف، ألا وهو التفكير، وهذا التفكير يؤنْسِن أنوثة المرأة فتبتعد هذه الأنوثة عن كونها مجرّد غريزة طبيعيّة، عمياء، مُنْفَعِلة، لتصبح مقرونة بالإرادة والاختيار والحريّة، وتليق تالياً بالمرأة..بالإنسان. وقد يعترض مٌعترِضٌ بالقول: إنّ تفكير المرأة يعرقل حريّة جسدها (وخصوصاً في الجنس) وعفويّة أنوثتها الطبيعيّة طالما أنّه يتدخّل في هذه الأنوثة! ربما يكون الردّ الأمثل على مثل هذا الاعتراض نابعاً من "تفكيك" تلك النَّظرة إلى الرّوح والجسد التي تقولبهما في ثنائيّة يتبع أحد طرفيها الآخر
بينما تتسع دائرة الحب بالحب وترتكز على الحديث القدسي " كنتُ كنزاً مخفياً فاحببتُ أن أعرف فخلقتُ الخلق". فيتلقف الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الأندلسي, المعنى ويحط ّ الرحال في الشام ويبني منظومة عشقه الإلهي في وحدة الوجود في دائرة الحب الأسمى ليعلن "إن دين الحب ديني وإيماني" الحب الذي يشيّد أساساته بمقولة "إرحموا منْ في الأرض يرحمكم منْ في السماء". وإن المحبة هي سبب الخلق, أو مايروى عن رسول المحبة السيد المسيح في مقولة بحق الأطفال الذين أصبحوا أهدافاً عسكرية سواءاً في تلعفر أو في قندهار يقول فيها " لايدخل ملكوت الرب من لايعرف أن يضحك كما يضحك الأطفال"
أزعُــمُ أني قرأتُ إريك هوبسباوم ، في غالب أعمالِه ، وأقولُ صدقاً إن الرجل اعادَ ثقتي بالتاريخِ عِلماً ، وبالمؤرّخِ عالِـماً ، بعد أن صار الـمَحْــوُ الأداةَ الفضلى في النظرِ، والتنظير. هوبسباوم يقدِّم لك جرعةً شافيةً كافيةً من الحقيقة والمعلوم، تجعلُكَ على بيِّنةٍ من الظاهرة، آنذاك يدخل، هو، حذِراً، متوجِّـسـاً من القطعِ برأيٍ، ويأخذ بيدِكَ
ما الذي يعنيه اختزال شخص، مجتمع، شعب، وجود....ذات ما؟؟ إنّ اختزال ذات ما، يعني اختصارها، أي تحويلها من وجودٍ مركّب..متنوّع.. خصب، فكراً، نفساً، شعوراً، عاطفة، جسداً، روحاً...إلخ، من وجودٍ لا مجال لرسم حدوده كونه مفتوحاً على تغيّرات وإمكانيّات لا حصر لها تستحدث باستمرار عناصر ومركّبات جديدة، إلى وجودٍ بسيط (والمقصود بالبساطة هنا، ابتلاع التكوين الخصب والمتنوّع العناصر للوجود..أي وجود، أوّلاً، وردّه تالياً إلى عنصر واحد، وحيد) وتبرز دوغمائيّة الرّديّة أو الاختزاليّة كمفهوم، عند التعاطي مع الوجود..أي وجود،
نحن نسأل أفراد الشعب : هل إن العلمانية في خطر ؟لقد صورت بعض الجهات : أنصار العلمانية " الذين تظاهروا في أنقرة و إسطنبول على نحو خاطئ ، و كألهم يعكسون حقائق الصراع المؤسساتي بين " التأسلم و العلمالنية ". و الواقع أنهم جزء و غلاف للصراع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي ، و هذا أمر مشروع في جو ديمقراطي يسود بين مختلف المحاور الاجتماعية..
يقدم الكاتب القرغيزي الشهير تشينغيز إيتماتوف في روايته "المعلم الأول" انموذجاً يحسد عليه في رسم صورة المعلم الأول، الإنسان البسيط و الطيب، الفتى الكولخوزي الذي لا يتقن من القراءة و الكتابة إلا اليسير، الانسان العنيد و الدؤوب عاشق الكلمة و الحرية "ديوشين" الذي أخذ على عاتقه مهمة تدريس أطفال القرية الفقيرة "كوركوريو" وعمل لوحده على إعادة تأهيل اصطبل قديم ليصبح مكاناً متواضعاً و أول مدرسة في القرية لم يُلقِ ديوشين بالاً إلى استهزاء و سخرية أهل القرية منه بل عمل مواظباً على جمع أطفالهم يومياً وأخذهم إلى المدرسة ذهاباً و إياباً و تلقينهم القراءة و الكتابة و فتح أمامهم بوابات إلى عوالم أخرى لم يكن هؤلاء الأطفال قد سمعوا بها من قبل أو رؤوها
إن الحديث عن مفاهيم ومصطلحات كهذه مهما حاولنا الاجتهاد فيه فسيبقى ممجوجاً , لأنها أشبعت دراسة وحوارات وألّفت فيها المجلدات الضخمة وأكثرها حيوية في العصر العباسي في القرنين الثالث والرابع الهجريين خصوصاً حينما كانت تعقد الحوارات بكل حرية واطمئنان وسكينة حتى بعضها كان في قصور الولاة , فتلتقي رجالات الفرق الكلامية عامة من المعتزلة والدهريين والمتصوفة والأشاعرة وحتى الزنادقة منهم والملحدين و.. الخ وكانوا يخرجون ليتابعوا أبحاثهم ودراساتهم وندواتهم دون تكفير بعضهم للأخر وإقامة الحد على طرف أو سواه, وكتبهم ورسالاتهم بقيت تتناقل بين العباد والبلاد وتكتب بها ولها الردود بكل حيوية ذهنية ..