فماذا لو كان يسوع متعدّداً؟ وماذا لو كان المسيح الذي أتى، لم يحمل بطاقة هوية واحدة؟ وماذا لو أن مكان ميلاده غير محدّد، (بيت لحم أم الناصرة أم أنه جاء أيضاً من شبه الجزيرة العربية؟).
تختلف الأمور كثيراً، عندما تنقلب المعتقدات لدى احتكاكها بالواقع، وعبر الإضاءة عليها من خارجها من خلال كتب المؤرخين، وصلات الجغرافيا وتعاقب الأزمنة. قد تنجلي أكثر، إذا قورنت بين الكتب المقدسة، وظهر من خلالها، المختلف والمغاير والنقيض...
لأحلامُ رَحِمُ المعنى.
الأحلامُ سَحابةٌ أخرى للعبورِ إليكِ.
بينما فَيضٌ من القلقِ يُرتّلُ رغبتي.
وينزلقُ سُلالاتِ قَصَبٍ ونُواح ٍ.
في رحلةِ التيهِ هذه
الطفولةُ قدْ غادرتْ عالمِي قبْلَ أنْ أعيْشَها ، تنمو . . تكبرُ في فلكٍ آخرَ لا تريدُنِي ، لاتُحبُنِي ، تتهرَّبُ منِي . . . أعاشِرُ الكبارَ ، أتحدَّثُ معَهُم ، لا أفهَمُ أحياناً أحاديْثَهُم . كلماتُهم تَسْرُقُ النَّوْمَ مِنْ عيْنِي ، أفكارِي تبحثُ دوْنَ جدوى عَنْ عالَمٍ ، عَنْ مرْفَأٍ ترْسُو فيهِ أحْلامِي . أنَامُ بيْنَ أحضانِ النجومِ السابحةِ في فلكِ الليلِ .
في المدرسةِ وبيْنَ جُدْرانِها الباردةِ كانوا يُهيئونَنَا ، أنْ نكونَ جنوداً للمُستقبلِ
و نقفُ كصفوفِ الضباطِ كشجرةِ السنديان لا تهزُّهَا العواصفُ. حتى الكتبُ تنطوي بين صفحاتها ،تاريخُهُ أغانِي الأطفالِ كانتْ تداعبُ بطولاتِهِ ، وفي المنزلِ لا يستطيعُ الناسُ أنْ يتكلموا عنه بسوءٍ حتى في سرِّهم . ينظرونَ إلى صورهِ المعلقةِ على الجدرانِ ، ويهمسون خوفاً مِنْ أنَ الصورةَ قد تسمعُهُم.
ثمة بيت شعر للمتنبي يقول فيه "الظلمُ من شيمِ النفوسِ ... فإن تجدْ ذا عفةٍ فلعلةٍ لايظلمُ" . فهل الظلم الذي تتصف به النفس البشرية – إذا سلّمنا بالقول سالف الذكر- والذي يؤدي للعنف يؤكد ملازمة العنف للبشرية في طريقها الذي ليس له نهاية؟. أو كما قال شكسبير واصفاً الحياة, على لسان مكبث الذي يقول " وغداً وغداً وغداً وكل غد يزحف بهذه الخطى الحقيرة يوماً إثر يوم حتى المقطع الأخير من الزمن المكتوب, نرى أماسينا وقد أنارت الطريق للحمقى والمساكين طريق الموت والتراب, ألا انطفئي ياشمعة وجيزة ما الحياة إلا ظلٌ يمشي ممثل مسكين يستشيط ساعته ويتبختر على المسرح ثمّ لا يسمعه أحد
هذه الطبيعة المغلقة للأديان الشمولية هي التي قادت إلى حروب دينية لا نهاية لها، سواء بين طوائف الدين الواحد أم بين الأديان المتخالفة. ولقد درستُ تاريخ الإنسان السياسي والحضاري منذ العصر الحجري القديم إلى أواخر الألف الأول قبل الميلاد، ولم أعثر على خبر واحد عن حرب قامت لأسباب دينية، وغالباً ما كان القائد الغازي يقدم فروض الولاء لآلهة المدينة التي تفتح له أبوابها دون قتال، أما إذا أقام الغازي في الأراضي المفتوحة فإنّه سرعان ما ينسى آلهته ويتحول إلى عبادة الآلهة المحلية.
السماء. والرمالُ الحارةُ لا تفي بالغرضِ المطلوبِ من سادةِ الجنِّ المنتظرين هفواتِ آبائِهم. خَاْطِبْهُم أولاً واطلبْ ودَّهم، فأنتَ مجبرٌ على طاعةِ ما لا تراهُ وما لا تدركه الحواسُ المستسلمةُ لمربّعِ المادة. قد سِيقَ من قَبْلِك كلُّ الخليقةِ فأبدتْ امتناناً منقطعَ النظير. ما عليكَ إلاِّ أنْ تجثو وتقدم القرابينَ المختلفةَ الألوانِ والأطوالِ..
قيلَ لي: الأزرقُ لونه المفضل!. وما شأنكَ أنتَ في اختياره؟ ربَّ قائلٍ لا جدالَ في الأذواقِ فكيف بالأقدارِ؟
باختصار نحن أمام كم كبير من الرداءة والتدني، وزاد في الأمر شيوع ما يسمى بالقصة القصيرة جداً التي ادعى أبوتها كثيرون والحقيقة أن الأب الحقيقي لها هو ميخائيل نعيمة في مجموعته (كرم على درب) وأترك ذلك للنقاد ومؤرخي الأدب، لكي يكف الآباء المزورون عن تزوير التاريخ الأدبي، فلقد أفرزت هذه التجربة، وأنا لست ضدها وإنما ضد الكتاب الرديئين فيها، كماً هائلاً من الأسماء المطفأة وأنصاف المواهب الذين استسهلوا هذا النوع من الكتابة، كما جرى في قصيدة النثر، فقد كتبها الآلاف، وأغلبهم ممن لا يفرق بين البحر الأحمر والبحر الطويل في العروض، ولم تفرز إلا قلة من المواهب المسلحة بالثقافة والوعي العميق لمعنى الحداثة والجنس .
كان الكتاب الأول لمؤيد الراوي " احتمالات الوضوح " الصادر في العام 1977 ، علامةً هامّةً ، وإنْ بدتْ مـنسـيّةً ، في نشوء قصيدة النثر وتطوُّرِها.كان من سوء حظ الشكل ( الجديد عربيّاً ) أن تناهبَه أشخاصٌ معنيّون بالصحافة المحترِفة أوّلاً ، قبل أن يكونوا مَعنيّين بالشِعرِ فنّاً ومنطلَقَ حياةٍ شجاعةٍ .ربما لم يكتب أحدٌ عن هذه المجموعة الرائدة ، فالقومُ عاكفون على تبادل المدائح بينهم ، وليس من همِّهم أو صالحِهم الكتابةُ عن الشِعر الجادّ ، أصلاً
خفَّة في الدراما الأبدية للشعب الفلسطيني قبلَ يومين من إسْدَالِ الستارِ على فعالياتِ مهرجانِ كان السينمائي عرضَ المخرجُ الفلسطيني إيليا سليمان فيلمَه (الزمنُ الباقي سيرةُ الحاضرِ الغائبِ) الذي شاركَ به في مسابقةِ المهرجانِ الرسميةِ .ولربما يمثلُ فيلمَ (الزمن الباقي) أنضجَ أفلامِ إيليا سليمان من حيثُ الاشتغال على البياضِ/الصمتِ وتأثيث الفيلم بشريطٍ صوتي تمَ تركيبه فوق هذا الصمتِ الذي تقابلهُ (باروديا) تنتصرُ على تراجيديا العذابِ الفلسطيني في الداخلِ والشتات.
الحبُّ ليس من حقِّ النساءِ . هو وقفٌ على الرجالِِ . الرجلُ فقط هو من يقولُ أحبُّكِ. على المرأةِ أن تقبلَ . أن تقبلَ فقط وينتهي الأمرُ . مادامَ يحبُّها عليها أن تكونَ سعيدةً بحبّهِ كائناً من كانَ . إذا ما تكلمتِ المرأة عن الحبِّ ، أو الجنسِ فهي امرأةٌ غاويةٌ أو مغويةٌ تدعو إلى الفسقِ والفجورِ . الكتّابُ والشعراءُ ، ورجالُ الدينِ يتحدثونَ عن الجنسِ والحبِّ . يصفونَهُ بالتفاصيلِ المملّةِ . تفاصيلُ جسدِ المرأةِ بينما هي تغطي عورتَها التي تتمثلُ بكل شيءٍ يخصُّها حتى صوتها . عليها دائماً أن تعلنَ عن فرحتِها لأن رجلاً أحبّها ، وتحكَّمَ بحياتِها كما يشاءُ . لأنَّهُ يحبُّها يمنعُها من الخروجِ . لأنَّه يحبُّها يمنعُها من الدراسةِ .