في شخصية الشاعر محمود البريكان ثلاث نقاط سوداء . الأولى سيرته . فقد بدأت وقائع حياته العلنية من الصفر ، و غالبا من الصفحة البيضاء ، أو ما يسمى بلغة النقد الاجتماعي النسيان و التهميش. و انتهت بحادثة اغتياله الغامضة خلف أسوار بيته عام 2002 .
قد تكون الحياة مسرحاً كما قال شكسبير . مادام المسرح لنا ، ونحن الممثلون. علينا أن نؤدي الدور . لكن ما هو دورنا على هذا المسرح الذي هو لنا ؟ تتعدد الأدوار . بالنسبة لي : لو خيرت لكنت غنيت أغنية جميلة عن الحب تمثل حالة حقيقية أعيشها في تلك اللحظة فتأسر الجمهور بصدقها . لكنني لم أغنها ولم أعد قادرة على ذلك . أتدرون لماذا ؟ سأقول لكم : كنت مجاملة من الدرجة الأولى للتخلف . كيف ؟ كنت بكل بساطة مزيفة . أردت أن يصفق لي جمهور مزيف مثلي فرض أفكاره . أردت أن تكون صورتي لامعة أمامه - أعني التخلف - لذا خسرت نفسي قبل كل شيء ، وانتهى دوري على المسرح . بت بعدها مغتربة ومتغربة عن نفسي والمجتمع .
يذكر أن (ديغا) أفضى مرة لزميله الفنان (جورج رينولت) في لحظة تأمل للمستقبل: "ليس الغبار أكبر مخاوفي, بل هي يد الإنسان."وبالفعل كانت بصيرة ديغا نافذة جدا ,فبعد93 سنة من وفاته في 1917 يحتدم اليوم بين الباحثين في فنه جدل حول 74 قالب جصي اكتشفت حديثا و صحة كونها صنعت خلال حياته, مضافا إليها التماثيل البرونزية المسبوكة فيها. وينسب هذا الاكتشاف إلى (ليوناردو بيناتوف) الذي يدعي إيجادها في مخزن (مسبك فالسواني) خارج باريس والذي بدأ منه تجارته سنة 1980.
هل تصلنا الأشياء متأخرة؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه صيرورة طبيعية لمسيرة طويلة, كنا نظن إنها رحلة قصيرة. وهل قدمت لنا دار التقدم ترجمة رصينة لأعمال ماركس أم نسخة معدّلة وفقا لما فُرض على الأحزاب الستالينية أن تراه؟ ومن ناحية ثانية هل قدمت لنا الأحزاب الماركسية سوى الكليشيهات الجاهزة والعقول التابعة, الناشطة في مجال الفكر اليومي على حد تعبير الراحل مهدي عامل؟ تلك العقول التي قدمت لنا إداريين بإمتياز أو وارثي ألقاب النضال والتقدمية يقودون أحزابا تمر بها الأحداث الجسام وكأنها مرّت على مقبرة. تلك الأحزاب التي تجيد العزف على وتر الشعارات التي تُستبدل كما الجوارب المهترئة. ويبقى شعار الحفاظ على التاريخ المجيد هو الثابت الوحيد
يعتبر الدكتور عبد السلام العجيلي رائدا مبكرا للقصة العربية عموما ، و بالأخص في سوريا. لقد ظهرت قصته الأولى في عام 1941 ( 1 ) ، و مجموعته الأولى عام 1948 . و كان ، في كل ما كتب ، الرابط الفانتازي ، و لكن البلاغي بقوة الخيال و قوة الأداء ، بين الخرافة و العلم.
مرة واحدة التقيت محمد عابد الجابري، التقيته وأنا صحفي يحاول الخروج من بذاءة اللحظة نحو فضاء آخر.. كان ذلك في القاهرة، وبمنزل واحد ممن باتوا سفراء بعد أن تسلقوا كل السلالم:- سلالم السلطة.- سلالم الأدب.- سلالم الاناقة وربطات العنق بالغة الهيبة.
لأننا أمة لا تعرف كيف تكرم مبدعيها الكبار مر سليمان عواد دون اهتمام في تاريخ قصيدة النثر العربية عموما والسورية خصوصا. فسليمان عواد يعتبر بشكل من الأشكال أستاذ محمد الماغوط بجدارة، وقد سبقه بمراحل كبيرة وكتب قصيدة النثر برهافة وإحساس عال ولم يكن يشبه سوى نفسه. وقد تزامنت كتاباته مع بعض كتاب قصيدة النثر في سورية إلا أنه كان يملك صوتا متفردا ولغة خاصة وجديدة، وصورا شعرية غير مسبوق إليها.سليمان عواد شاعر ينتظر أن يعترف به من جديد. حتى ولو جاء هذا الاعتراف بعد موته بزمن طويل. ولكنه يسحق ذلك بجدارة.
خاص ألف
عميق هذا الألم أعمق من سابع سماء روحي.
يقتص مني الحلم بعد السبات يجرعني الحزن بالسخرية، يعاود الكرة في لحظة الاستيقاظ، افتح عيوني من الحلم لأجده أمامي، اهرب من تحت قدميه، من يديه، من جدرانه، وهو بكامل صحوه وخفته، يغلق الباب أمامي، بابتسامته الهازئة.
لا شريك لك إلا أنا...أنا آخر الواقفين وأول الموت ومنتهاه، أنا دينك.
الهث من تعب الهروب، ليأخذني السبات ثانية إلى الحلم، لأعود منه إلى السبات، أسير داخل... داخل جدار الطريق، أرى كل الوجوه فارغة إلا من وقع أقدامي، تأخذني رغبة
ولغات أخرى، كتباً جديدة عن إدوارد. وعلى قوائم دور النشر البريطانية والأميركية الكبيرة الآن ثلاثة كتب تلقي الضوء على شخص إدوارد وعمله النقدي والفكري، فقد أصدرت دار نشر روتليدج في الأيام الأولى من الشهر الماضي كتاباً لآرام فيزر في عنوان «إدوارد سعيد» يكشف فيه مؤلفه عن الطبيعة المعقدة لعمل إدوارد المثقف المنقسم على ذاته، الحائر المقيم على الحدود. كما تصدر مطبعة جامعة كيمبريدج في السلسلة التي تسميها «مقدمات» كتاباً في عنوان «مقدمة إلى إدوارد سعيد» لكونور مكارثي. وفي الوقت نفسه تعد مطبعة جامعة كاليفورنيا لنشر كتاب ضخم حرره كل من عادل إسكندر وحاكم رستم في عنوان «إدوارد سعيد: ميراث التحرير والتمثيل»، وقد شارك في الكتاب نعوم تشومسكي، وبيل آشكروفت
هناك محرمات مفروضة علينا في التفكير . عندما نكتب لابد أن يعمل مقص عقلنا الداخلي ، وليس مقص الرقيب . فنصنف ما نفكر بكتابته لنرى أن الممنوعات هي القاعدة العامة . مقص الرقيب سهل . لأنه يتخصص بسياسة محطة ما ، أو دولة ما ويكون لك الحرية بعدها . لكن محرمات عقلنا الداخلي كثيرة . لست أنا فقط من أخاف . كلكم مثلي خائفون مهزومون تكتبون على أنه القلم الحر ، لكنه القلم المحرم المحظور . ليس من قبل رقيب خارجي بل من عقلكم الباطن الذي أرهبه موضوع الرقيب والرقابة فأعطى لنفسه الحق برقابة ذاتية أو ربما إلغائية لقلمه هو