لماذا أستغني بسبب الإرهاب الحداثي عما أعطانيه الزمان؟ كتب قصيدة التفعيلة في خضم الصراع الشعري في لبنان حول شكل الكتابة الشعرية، وكتب شعراً ملتزماً بالقضية الجنوبية في ظلِّ نقاش محموم حول وظيفة الشعر. نشر أول كتبه 'قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا' في بداية الحرب وصعد مع صعودها لغة وأحداثاً وقضية. لكن الشاعر الذي اختار تفعيلة الفراهيدي، بدا حداثياً في سياق هذا النوع من الشعر. لم يستسلم لإغواء الصوت العالي في شعره، ولا نام في فيء القصائد التي غدت أغانيَ وطنية على ألسنة فناني اليسار والثورة الفلسطينية.
هي عقول كردية تلك التي تمارس تفكيرها النقدي، وتصنع لنا سينما ليس مثلها سينما، فترفع من شأن العقل -عقل بلدان العالم الذي نعيش فيه، والذي هو عقلنا. فكما في إيران يصنع عباس كياروستامي ومحسن مخملباف وبهزان قبادي، وهم من أصول كردية جزءاً من حياة السينما العالمية؛ صنع من قبل يلماز حميد بيوتون 1937-1984 -أيضاً هو كردي- بل أسَّس أوَّل بذور السينما في تركيا، وانتزع لها في مهرجان «كان» الخامس والثلاثين جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه «الطريق». ويلماز هو روائي وقاص وكاتب سيناريو وممثِّل، شارك في تمثيل 110 أفلام، وكتب سيناريو 53 فيلما، وأخرج 17 فيلماً، وأصدر أربع روايات، كما كتب مئات القصص القصيرة. البداية الأولى لعمله في السينما كانت في أواخر العام 1957، حين وصل يلماز بيوتون القاص والعامل في مؤسسة «دار فيلم» إلى مدينة اسطنبول،
على قمرِ الرافدين بين نخلتين على أهبة الصلاة، تتأرجح طفولةُ العراقيّ القابعِ في منزلهِ بدمشق، وهو يرنو إليها وكأنّ “غبارَ أربعين عاماً من الطرقات” لم تكن كافيةً لتطفئ نجمةً عن شعرها أو تُنقص لهفة من نزواتها، وتمنى القلبُ أيضاً بعد أن تمرسَ جرأةً أن يعودَ إلى خَجله أمام مدرسة البنات عند بيته القديم، ليسدد الأغاني التي عليه، فاتورةَ عشقٍ، فلم تعد الروح بحاجة إلى منزلٍ بثلاثين غرفة لتسكنها الوحدة، يكفيها سنتمتراً واحداً – ينظرُ بعينين فارغتين - لتحتضنَ الكونَ بأسره حنيناً، وكأنّ الله حين نفخَ من روحه في طين بغداد –بالكرخ أضاء جبلته بقمر بن زريق، فاستضاءَ الطينُ بمتاهات الحنين
عندما أقرن أريستوفانس الإغريقي ذات يوم الكوميديا بالعدالة، لم يكن يعلم أنّ السوريين سيحققون رؤيته المجازية حرفياً بعد قرون بأكثر الطرق إضحاكاً وهزلية وبساطة! فمدير المخفر بدري أبو كلبشة يجول في موقع الجريمة قائلاً بتعابيره الكاريكاتيرية المميّزة: «أنفي لا يخطئ»! عندها فقط نستلقي على قفانا من الضحك عالمين أنّ العبارة
يقول البروفيسور دينيس هول في كتابه «أيقونات أمريكيّة»: "جنباً إلى جنب، أثبت مايكل جاكسون ومادونا قوة التأثير التي تصنعها الموسيقى في العالم".
يفتح الرحيل المفاجئ للموسيقي الأمريكي مايكل جاكسون شهية الوقوف عند الأيقونات الأمريكية، وتناول عمليات الاختيار والمفاهيم التي يتّبعها صُنّاع الثقافة الأمريكية في تأليه الشخصيّات المؤثّرة في مجتمعهم، كذلك المعايير المتغايرة ما بين الأشخاص-الرموز وما يتم استثماره وكيف من أخبارهم ونتاجهم وتفاصيل حياتهم التي قد تؤثر حتى في السياسة والاقتصاد الوطنييّن. مثالنا هنا مزدوج، ومتغاير أيضاً رغم التقارب؛ فمايكل جاكسون ومادونا لا يُعتبران أيقونتين موسيقيتين في الولايات المتحدة فحسب، بل في العالم أجمع؛ لكنّهما بالرغم من ذلك مختلفان. التقارب بينهما هو في النتاج والصناعة الفنيّة، لكن الاختلاف هو في اللون، والمقصود
عندما رجعت، في أحد المساءات الوطنية، إلى بيتي، كان أحد الشبان من الأقربين يناديني. التفتُ إلى صوتِ تحيّته. ثم قال: «أستاذ.. أريد أن تكتب لي قصيدة عن «أبو عمار» في ذكراه الرابعة, لنشرها في مجلّة الجامعة، أريد أن تكون قصيدة على الطريقة المشطّرة، لا على طريقة «الشعر المنثور».
هذا الشابّ الذي التحق لتوه بإحدى جامعات قطاع غزة المحسوبة على حركة «فتح» يريد قصيدة عمودية لا أفقية، مع أنه قال لي أنها ستلقى في مهرجان سيغطي سطحَ غزة بجمهوره! الحاجة إذاً، الى قصيدة عمودية بصفتها مجسّاً وطنيّاً شعبيّاً، عن زعيم ثورة أفقية وتاريخية! فلا حاجة لايجاع الرأس بالخوض في جدل يحتلّ، منذ إرهاصات النكبة، المسافةَ الزمنية الشائخة التي تعج بسجالات أفقية وتاريخية حول حول الثورة الشعرية التي أنتجت مصطلحات متخاصمة، وإن كانت تشير إلى فضيلة التعددية،
لا عتب إذن على اليهود حين أنشأوا دولتهم على حساب الدين ثم ادعوا أنهم أمة على ذلك الأساس!في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب السوري طرح قانون الأحزاب والمجتمع المدني وإصلاح بعض مواد الدستور والقوانين يفاجئنا مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري بهذا التعميم حول تلك الجماعة، التي حاولتُ جاهداً الحصول على اسمها لكنني لم استطع، المتمثلة بالسيد (عبد الهادي الباني)
في أول حوار مع صحيفة خصّ به «الدستور» .. ربعي المدهون صاحب رواية «السيدة من تل أبيب» : حل الدولتين لا يحقق مصالحة تاريخية بل جيرة محكومة بـنكد استراتيجي
(السيدة من تل أبيب) هي الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني البريطاني الجنسية ربعي المدهون ، الصادرة حديثا ، حققت شهرة غير عادية منذ صدورها ، وأثارت العديد من الأسئلة والحوارات ، فذهب الياس خوري إلى القول إن بطلها وليد دهمان ، الذي يكتب رواية داخل الرواية ، "يقلب لعبة التأليف رأسا على عقب". بينما اعتبرها كل من حسن خضر وفاروق وادي ، "انقلابا في نمط الرواية الفلسطينية التقليدية" ، بينما رآى اسكندر حبش ، أن الكاتب "لم يسقط في السهل والأفكار الجاهزة ، ولم يقع في الخطاب الديماغوجي".
تميزت الرواية بطرحها غير التقليدي للشخصية الإسرائيلية العادية والبسيطة ،
دعيتُ رفقةَ عدد من أعضاء نادي القلم في السويد إلى بلدة "ماريافْرِد" لزيارة قبر الكاتب الألماني "توشولسكي"، الذي كان لي شرف الحصول على الجائزة التي تحمل اسمه.
في طريقنا إلى المقبرة شاهدت بناء ضخماً في وهدة محاطة بغابات مترامية. سألت مضيفي "لينرنت شفيتس" عنه فقال: هل حدسك كسجين سابق هو ما أيقظ سؤالك؟
قلت: لعله الفضول وجمالية الموقع.
قال: حقاً لقد اختاروا واحدة من أجمل بقاع المنطقة وبنوا فيها هذا السجن.
أوشكت أن أسأله إن كان سجناً سياسياً أم قضائياً، ثم تلعثمت قليلاً وأنا أعيد ترتيب السؤال عما إذا كانت القوانين في السويد تسمح لواحد
يعد الشاعر الراحل رياض صالح الحسين رغم ثورية شعره من أرقّ الشعراء الذين كتبوا في عوالم الحب والعشق والهيام والرغبة، بلغة فنية عالية المستوى، غير متكلفة، عفوية وسلسة، اجترح شعراً تغييرياً، لإحداث تغيير جذري في بنية واقع ضبابي آسن أسود، إذ يعتبر شاعرنا من الشعراء الذين كشفوا عن عورات المجتمع وعلله بلغة تنطوي على شحنات بارزة ومؤثرة للنهوض بالمجتمع من سباته الطويل المتمثل في الفقر والعدم والجهل والتخلف إلى غد مشرق يكفل الحب والحرية لجميع أفراده المنضوين تحت لوائه. باختصار.. كان رياض الحسين ظاهرة شعرية فريدة معنى ووصفاً، فلم ينج من سطوة شعره أجيال تعلمت فنون الحب والوطنية على يديه. كان تأثيره كبيراً على مجايليه من الشعراء، وعندما