أكتبُ الكلمات، ولا أبوح بها لغير الورق
أوراقي ستبقى شاهداً حول مآسيكم. ستنتصرُ كلماتكم يوماً.
أقولُ لكم سرّاً أرجو أن تقبلوه : تعوّدتُ أن أقولَ المختلفَ من الكلام. لم أنمْ ليلة أمس. بكيتُ على الشهداء الذين راعني منظرهم،والثقوبُ في قلوبهم، كما بكيتُ شبيحاً. في مقتبل العمر، ربما لم يقتِلُ خلال مسيرة حياته أحداً، ذهبَ ضحيّة تجهيل النّظام له. لم تلده أمّه من أجلِ أن يقتلَ. أنتم أيضاً لم تلدكم أمهاتكم من أجل هذا المصير.
و الرجال!!
حسرتي عليهم ....سّمدوا الأرض بأجسادهم,
ناموا و عمّقوا في شقوق الأرض العطشى ...
و بكى مطر السماء,
شقّتْ سيوله عيون الكون,
و جرى دفّاقاً.. دفّاقاً ...قاني احمرار
لي في جامعة حلب ذكرياتٌ، آخذها معي في حلّي وترحالي، من أيام الدراسة والمعيدية والتدريس. ولكنني الآن، وبقلمٍ وَجِلٍ، أسطّرُ في دفتر مذكراتي ركاماً من الألم والدماء: الخميس الثالث من أيار 2012 - سقط خمسة طلاب بعمر الورد داخل "حرم جامعة حلب"، وتم تهجير طلاب المدينة الجامعية، وتم إيقاف النشاط الجامعي الأكاديمي بكل أشكاله، ليثبت لنا كل هذا كيف أن الاستبداد "يخشى" الكلمة الحرة إن اجتمعت بالمعرفة. ولكن جامعة حلب ستنهض من جديد،
بينما لا يضمُّ فى قائمة «الرذيلة»: السرقة، والرشوة، والخيانة، والكذب، والطمع، والحقد، والبخل، والدناءة، بل الكفر والإلحاد! الرجل «مشغولٌ جداً» بالمرأة، فلا يبرحُ بصرُه ثوبَها! هو ذات الرجل الذى يريد أن يُغطى أجساد «التماثيل» بالشمع، لأنها عورةٌ وأوثان! تماثيل مَن؟ أرقى حضارات الأرض، أجدادنا الفراعين الذين دوّخوا البشريةَ بعلمهم وفنّهم وحضارتهم الفائقة! يا لضَيعة الجمال والحضارة فى زمان القبح والانحطاط! زمان العيب
لمن ترتكب كل هذي الاحتفالات..؟
لمن نقيم صلاتنا في السرّ..؟
كيف نضع بين خاصرة الكأس وخاصرة الوجع كل تلك الذاكرة.. كي لا نموت..؟
هل عاديون نحن عندما نقطف من أرواحنا.. كل الخطوات التي اعتدنا على تنفسها ساعة تتبعثر الكلمات..؟
ولمَ جنون الكلام.. يصبح نبيذ الغائبين عنا..فتتدلى من جيوبنا.. فكرة الجنون المطلق..؟
أيها الشاعر
لا أنتظر قصيدتك كماقال درويش
’إني انتظر البراري القاحلة في صهيلك
أظافرك العالقة منذ زمن على المرآة ,
وحدة الأنثى في قلبك
بمناسبة النور
لن أشتل الشمع بل
سأضغط إسفنجة قلبي قليلا
ليستفرغ عصير المرارة
و آخر الليل
يجبُ أن تقوم لجنة مدنية منتخبة من بابا عمرو وكل مناطق سورية من المبدعين الذين شاركوا في الحراك الثوري. بفرزٍ هذه الأسماء الملهمة إلى كاتب أو فنان أو مطرب أو عالم..
من تبقى منهم على قيد الحياة. يقود المرحلة المقبلة.
الخبرة غير ضرورية.
علينا أن نلغي خبرة خمسين عاماً ، ونكتسبُ خبرة عامٍ واحد
كثير ممن كتبوا قصيدة يتيمة، أو وضعوا شيئاً ما و بالمصادفة عن الثورة أو ما يخصها، أو قالوا و لو همساً، أو بينهم وبين أذنهم أنهم مع الثورة، يعتقدون أنهم صاروا منهم و فيهم، و يحق لهم التدخل و عرض عضلاتهم السخيفة التي لا تقوَ على كش الذباب عن وجوههم.
لمثل هؤلاء أقول مايلي: لا يحق لأمثالك و لا لأمثالي أن يتبجحوا و ينفشوا ريشهم و يتبختروا بخيلاء الطواويس و كأنهم فتحوا أبواب الجِنان لأولئك الثوار .
وبعد ألف عام، احترقتْ منصة الإعدام، وجفّتْ بُقَعُ الدم المسفوك، وها هي مدرسة العشق الأول تمضي ...
فصرخنا نحن بهم: لبيكَ يا وطني ... يا محبوبنا ... يا أنتَ الذي هوَ نحنُ ... يا أنتَ الذي هوَ في قلوبنا ... يا أنتَ الذي نحضنهُ ... ونسافر منهُ، وإليهِ، ونحن نلثمهُ ... ونحملهُ، ونغني له، ونرقصهُ ... ونحلمُ بهِ، ونبكيهِ، ونَضْحَكُهُ ...
يا وطني يا أغنيةً أسكرَتْ كؤوس الخمر، والحديد، والسنابل ... وتَمَرَّغَتْ في ترابه أجسادنا قبل الولادة، وعند الحضور، وساعة الرحيل والذكرى، وبعد الممات