أمي
يقول صوتك البعيد إنك حزينة
أعلم
وأذكر الان كل ماتتذكرينه
ليس لدي أطفال
لكن حضني ممتد كشجرة من العصافيرو الريحان
قبلَ أيام وجهتُ نداء عبر صفحتي على الفيس بوك إلى أصدقائي من السوريين في الإمارات أن ينقذوا حياة امرأة مصابة بالسرطان . كانت تأخذُ جرعات كيماوية في المستشفى الوطني في حمص ، وابنها الطفل الذي يحتاج لأدوية باهظة الثمن، وابنها العاطل عن العمل . هم يعيشون في ظروف قاسية . تجاهل ندائي كل أصدقائي الذين يظهرون على الفضائيات أبطالاً ، ويكتبون على الفيس بوك جملاً مبتكرة في الثورية ، ويأتيهم الإعجابُ من المئات
هو المصرىُّ الأسطورة، بروفيسور مجدى يعقوب، «ملك القلوب»، صاحب أول عملية زراعة قلب بالكامل عام ١٩٨٠، وفى عام ٢٠٠٦، قام يعقوب بزراعة قلب لطفلة، كيلا تتوقف وظائف المخ وسائر الأنشطة الحيوية لأعضائها، وفى أثناء ذلك كان يحاول استنهاض قلبها الأصلى الذى استخرج من جسدها، وشُفى القلبُ المعتلّ، فقام بمعجزة جديدة وأعاد إلى المريضة قلبَها، فيما يعدُّ أخطر عمليات القلب فى التاريخ وأشدها تعقيداً، أما الآن فيقوم بمعجزة طبية جديدة،
هنا .... تدخلتُ بشكل سافر و لطيف في الوقت نفسه : حبيبتي ما بيصير تحكي عالمعارضة و الثوار بهذا الشكل، قولي رأيك بشكل مؤدب و لا تتوتري، ثم أنت طالبة جامعية، المفروض أن تكوني واعية و مثقفة و تحترمي الرأي الآخر .... بالإضافة إلى أن المكان الذي تعملين فيه مشفى حكومي يحتوي بشر من كل الإتجاهات السياسية .... هي الحرية ..( هيك
وصلتني في آب 2011 أخبارٌ من معتقلين سابقين في حلب بأن النظام يريد اعتقال محمد عرب، فهرعتُ لأرسلُ له عبر أصدقائي أحثه على السفر خارج البلاد ريثما تهدأ الأمور على الأقل، فنحن في انتفاضتنا نحتاج عقل محمد عرب الوقاد، ونحتاج ابتسامته وتصميمه، وروحه السلمية والتواقة إلى الحرية. إلا أني كنت أعلم مسبقاً جوابه فقد رفض بشممٍ وإباء. ولا غرابة في ذلك فهذا هو محمد عرب كما عرفته، لم يتغير، ولن يتغير ... عنيد ... ولكنه عنيد وجميل ... وقبل كل شيء شجاع
المشهد الثالث:
قريباً من المشهدين السابقين،
يقف الصنم على قاعدته الرخامية السوداء الباردة، في وسط الساحة القديمة.
عالياً، ممشوقاً، شامخاً، برونزياً.
كتفاه عريضان، ملامحه حادة، نظراته ثاقبة، يداه طويلتان،
أسوأ ما شاع بعد انتصار ثورة 17 فبراير هو إلغاء كل ما تم في العهد السابق من انجازات ونضالات وطنية وعلمية ثقافية واقتصادية صحيح أن أغلبها كان مجهود فردية وبدون دعم من السلطة الحاكمة في ذلك الوقت إلا أن تلك الجهود والتضحيات هي نتاج ضمير وطني مخلص ومحب أليست لأفراد ليبيين قدموا لأجل ليبيا كل في مجاله ...؟
حفاظنا وتذكرنا لما قدمه كل ليبي عبر مراحل ليبيا إنما هو حفاظ على الذاكرة الوطنية التي نقدمها للأجيال القادمة كشهادة وفاء
خرجُ من احتمالاتي
ضفةً موحلة
يا "حسين"
يا "شبال",..يا"..."
ياااا عبد الله...
حتّى أنّ التوجه القومي لم يكن موجوداً إلا بعد أن غذى حزب البعث فكرة القومية ، وعملَ على مبدأ الوحدة العربية كي يخرج من متاعب الدائرة المحلية ، وكثرت الأحزاب القومية في الوطن العربي للقفز على الأمور الداخلية . الخطاب القومي فضفاض وعاطفي ومعدّ للاستهلاك ، وليس للتطبيق . كل الخطابات القومية في العالم بدءاً من هتلر وانتهاء بعبد الناصر زعيم الخطاب القومي .تمجّدُ الأفراد ، وتخنقُ الأقليّة . بموجب الخطاب القومي أصبحت جميع مكوّنات سوريّة البشريّة عربية ، ولم يكن أحد يعترض على ذلك في البدء . فقط يريدون أن يكونوا مواطنين يستطيعون التّحدث بحاجاتهم ، والوصول إلى حقوقهم
و تتكشف النوايا....
ضفة تزداد اسوداداً و قتلاً و جبروتاً .... و ضفة أخرى عزماً و تصميماً و كرماً ... تقدم ضحاياها قرابين طاهرة، و هي تستصرخ الحرية بكل حب ...لا تعرف القهقرى....تشيع أبناءها كل ساعة بطقوس العرس دون أن تكلّ أو تمل...
تفعل كل ذلك لتثبت لأولئك القتلة أن أبناء سورية لن يقبلوا بالذل و العار ....و سيظلوا هكذا حتى يمتلكوا مفتاح الحرية بيمناهم.