البارحة لعب أحد الأصدقاء الصغار بعقلي. على طريقة (جدي لعب بعقل تيس). قال لي: أنت تتفرج على قنوات الفتنة المغرضة، ولا تتفرج على الإخبارية السورية وقناة الدنيا.. وقال لي (النصيحة بجمل).. ووعدني بأن يرسل إلي جملاً بمجرد ما ينزل هو إلى سوق الأباعر.. سمعت نصيحته. تفرجت على الإخبارية والدنيا.. وإذا بي أمنى بمشاهدة الأستاذ الياس مراد مرتين، خلال أقل من ساعة، وفي المرة الثانية كُمعتُ برؤية ناصر قنديل على البيعة. اتصلت بصديقي وقلت له:
لن نتعانق بعدَ اليوم .
أراكَ واضحاً . أمسحُ دمعي . تظهرُ ظلالك بين الأبعاد .
فجأة تعزفُ موسيقى أغنيةٍ قديمةٍ . نبدأ بالرقص .
لم أرَك لبعض الوقت . خذني إلى مكانٍ بعيدٍ .بعيد
لا أرى إلا شجرةٌ سوداء تشبهني. تقفُ عارية .
ظلالها تلوحُ في الظلام ، ونجومٌ تتحركُ كالأحياء .
إلى روحك النقية التي ستبقى ناشطة حتى بعد اغتيالها ..بعضاً من شعر تحبه....
لأنني خشيت أن تكون كلماتي شحيحة فلا أقدر عن التعبير عمّا يجول في أعماقي من حزن مارد لرحيلك الأليم بهذه الطريقة الوحشية ...و لأنني لم أرغب بتكرار آلاف الكلمات الحزينة التي غصت بها الحناجر و الأقلام السورية من كل الأطياف..الكلمات التي دلت على لحمة السوريين وحبهم لأبناء بلدهم ...
تحية لمانديلا سوريا رياض الترك الذي لم يضرب مثلا بنضاله الطويل و سنوات اعتقاله في زنازين النظام ، بل كان مثالا و رمزا من رموز التفاني و البعد عن الظهور .. و ها هو يقف عملاقا وظلا أخضر وراء نجاح تشكل المجلس الوطني السوري في استانبول : وردة لهذا السوري العريق و حب بمداد دم الشهداء و تحيا سوريا حرّة أبية كبيرة بشعبها العظيم ...و وردة محبة لرسولنا علي الأتاسي
مازلت إلى اليوم أعتقد أن الجيش السوري جيش وطني، فيه أخي وأخوك وابن عمي وابن عمك، وهو في حالات كثيرة، وحسب اطلاعي، يُجبر على القتل وإلا قُتل.. والانشقاقات المتوالية، التي تزداد يوماً عن يوم، ربما هي مؤشر على وطنيته، والخوف يلجم الكثيرين، واعتبارات أخرى تجعل كثيرين أيضاً يرضون باستخدامهم كأدوات للقتل..
أتذكر أبي.. وأصرخ في هذا الكون.. يا ليتني لم اتعلم النطق.. وبقيت شاردة في غيابي الأبدي.. فيك.. فأنا أحبك حتى الثمالة.. وانهض.. وأموت.. وأتذكرك.. وأركض باتجاهك.. وأستلقي في حضن موتي.. وأقوم.. وأهرول.. وأمسك قلبي بكلتا يدي.. وأموت.. وأفيق.. وأرمي موتي جانباً.. وأستعير قلباً أغسله.. بعيني.. وأغفو.. وأصعد.. وأسقط.. وأعترض .. وأوافق.. وأهذي.. وأحبك.. و.. و..و.. و... و... فليكن كل شيء.. أقل وطأة.. أريد أن أنجو.. فيك
"وهل تُدهش الجماجم والحيوانات، هل تُدهش الجثث والعظام، الأطفال يُدهشون إلى أن يكبروا فيعتادون. أنا أندهش؟ أأنا حي؟ رحماك أيتها الآلهة ، ساعديني " جاست الحشود، مارت وماجت.
"أيتها الآلهة أشرقي عليّ بعضاً من نورك" ابتَهلوا
أن أكتبَ إلا ما يعبّرُ عما أشعرُ بهِ في تلك اللحظة التي ترتجف أصابعي معلنة الاستعداد لكتابة موضوع ما في لحظة ما.. ولن أركب الموجة التي ركبها اليوم أناس كانوا إلى قبل دقيقة. يرفضون كتابتي ، خوفاً أن تتأثّرَ صفحاتهم بأفكاري. لأنّها لا تخدم مواقعهم.ولا تمجدهم ، واليوم يلّحون علي أن أمتطي صهوة جيادهم.
صديق إفتراضي آخر كتب - ستاتوس - يقول فيه أنه تعيس و مريض و يتمنّى لو يموت و ينهي حياته .
في نهاية اليوم تقريباً مررْتُ بصفحته لأرى إن كان قد تعدل مزاجه و عدل عن فكرته التشاؤمية فرأيت رقماً كبيراً من - لايك - يفوق المائة ..ولكن أحد أصدقائه علّق غاضباً :
صباح جديد من آمل وآلم و
وجهك غياث مطر من تجليات سمو الروح ,آيام وأنا أتأملك بقهر يطحن نوى روحي يغسلها من من صغائرها ,أ
أي سمو لروحك للوجد وخفة الأنخطاف ..
ترمي على المطر حنو المعنى : يصير الغيث ملاذا
كم أفكر بأمك العظيمة التي ربتك ,كم صار صعباَ علي أن أفكر بالتسامح ,أنا لست أمك ولكني لن أنساك ولن أسامحهم