إن الأدب الساخر رغم رواج قارئيه , نجد أن كاتبيه قليلون وهذا فيه مندوحة لهم , فتحويل الدمعة إلى ابتسامة يحتاج لجهد كبير من الكاتب في صياغة حبكته واختيار الجنس الأدبي
الذي عادة ما يتبدى في الجنس القصصي بشكل أكبر بكثير من غيره كالشعر والرواية وتكاد تنافس المقالة الساخرة القصة على عرش هذا النوع من الأدب وأحيانا تستعير المقالة من القصة بعض خصائصها أو العكس وهذا ما سوف نجده في "سيرة الحب " لخطيب بدلة.
في " سيرة الحب " هذه الخيمة الكلامية يقعد كل من : الفقر , النحس , الطفر , نكد العيش
يتجاذبون أطراف المفارقة عبر شخصيات قد تجدها كاملة بلحمها ودمها في محيطك أو بعضا منها .
كلما ظهرت حركة جديدة أو حزبا جديدا، أو مجموعة جديدة، أعادت الماضي، وكأنه لم يمض أبدا، بما يجعل الماضي حاضرا أزليا أبديا فينا.
الأحزاب القومية، تحكي وبذات لغة الراحلين من زكي الارسوزي وصولا الى أكرم الحوراني مرورا بسامي شرف وأبو سمير سامي جمعة .
والأحزاب الماركسية مازالت تجاهر بالراحل خالد بكداش باعتباره وارث الكومنتيرن، وصاحب ستالين، وابن عم ماو تسي تونغ، والهامس الدائم في أذن كارل ماركس.
والأحزاب الدينية مازالت تتطلع الى العمرين، ابن الخطاب وابن عبد العزيز وترجو الله أن يعيد لها واحدا منهما لينصر الاسلام المندحر على الكفرة القابعين وراء أسوار البيت الابيض.
سؤالٌ يراودُني كلما طالعتُ بعضَ تعليقاتٍ عجائبية حول مقالاتي ومقالات الزملاء. يعلو وجهي الاندهاشُ حينًا، والابتسامُ أحيانًا، ثم الحَزَنُ. تتكلمُ في مقالك عن الآية الكريمة "والفتنةُ أشدُّ من القتل"، من حيث أن لها تفسيرًا شعبيًّا مغلوطًا، لكنه المستقرُّ في بعض الأذهان، فتقول: "لم تُفهمنا المعلمةُ وقتَها أن "الفتنةَ" لا تعنى "الوشاية بالآخر"، بل الشِّركَ بالله وإفشاءَ الفتنة في الأرض." فيخرج عليكَ أحدهم، مُتخفيًّا وراء اسم زائف هو " ممممممش"(!)، ويردُّ بكلٍّ صَلفٍ وثِقة وسؤدد وغطرسة قائلاً: "الفتنة فى الآية يقصد بها الكفر او الشرك وليس الوشاية فرجاء التحقق قبل الاسقاط على اللآيات وعمل مقالات كاملة." هذا نص تعليقه، وتعمَّدتُ نقلَه حَرفيًّا لتكتشفوا معي كيف أن حرصَه على الهجوم ألهاه عن أمرين: أولا إكمال قراءة المقال؛ ليعرفَ أنني سبقتُه في طرح التفسير الصحيح للآية، ثم ألهاه عن تدقيق تعليقه
هل نسمي المفردات التي نستعملها في النص الإبداعيّ طيورا تعطي البناء كل أهميته؟؟..أم نسمي الأفكار والصياغة والأسلوب بشكل عام بهذا ؟؟.. أم نحن أمام تسمية تشمل روح النص والإحساس الكامن فيه ؟؟.. وهل إن أطلقنا التسمية على هذا الجزء أو ذاك نصل إلى حلّ أطراف المعادلة الإبداعية بشكل صحيح ؟؟.. وإن كان ذلك هو الأكثر مناسبة ، فما هو السرّ الذي يجعلنا ننشد وننجذب لهذه القصيدة أو تلك ، لهذه القصة أو الرواية ، أو سواهما ؟؟.. لماذا نبقى في كثير من الأحيان أسرى خيط سحريّ يقبض على تفكيرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا ، حتى ليمكن القول إن هذا النص الإبداعي أو ذاك قد سكننا تماما دون أن يترك لنا فسحة من التفكير في كيفية الفكاك من تأثيره ؟؟.. الإبداع سر .. والكتابة المتفوقة سر .. والتحليق في مدى الروح الإنسانية سر .. هذا
العنوان قريب إلى رواية للروائي الكولومبي الشهير غابريل غارسيا ماركيز، والقصة أشبه بما جرى في تلكم الرواية، الأحداث تختلف قليلاً، والبيئة أكثير اختلافاً، الزمن وقت ما قريب، والأبطال حبيبين من بلادنا، الحبيبة أبت أن يقبلها الحبيب من فمها بذريعة انتشار الأنفلونزا، مما دفع بالحبيب إلى هجرته لها بحثاً عن من يقبلها دون خوفها من الإصابة بهذا المرض المعدي.غريب هذا الزمان، الطيور تصاب بالزكام فتخلق أنفلونزا خاصة بها، سميت فيما بعد بأنفلونزا الطيور، ولم تكتف هذه الكائنات الوديعة بذلك، بل نقلت مرضها إلى بني البشر مما أدى إلى إصابة الآلاف به هنا وهناك، تصوروا أن الحمامة، والدوري، والسنونو، وحتى الكناري باتت كائنات منبوذة في هذه الأيام. هذه الكائنات البسيطة والجميلة تحولت إلى وحوش ويجب قتلها، يا له من زمن غريب.
في كتابه (القوة الناعمة) يتحدث جوزيف ناي عن تشويش الأذهان الذي نجم عن ثورة المعلومات، ملخصاً المسألة في عبارة بليغة: ((وفرة المعلومات أدت إلى ندرة الانتباه))، ليستنتج بالتالي أن الأولوية اليوم لم تعد في إطلاع الناس على الوقائع، بل في لفت انتباههم إلى الجوهري منها..
ناي لم يكن الوحيد الذي أثار هذه المسألة، ففي مقال نشرته جريدة الشروق المصرية يتوسع الكاتب جميل مطر في شرح الأعراض الجانبية لانفجار المعلومات، مؤكداً أن عصر المعلومات الذي توَّجه الانترنت قد خلق جيلاً كاملاً من فاقدي الذاكرة.
غير أن كاتباً بريطانياً كان أكثر تطرفاً، إذ كتب مقالاً تحت عنوان حاد (كيف جعلتنا غوغل أغبياء)، يتحدث فيه عن محرك البحث الأشهر
في كل مرة كان يُقْدم فيها أدونيس على إعادة طباعة أعماله كنا نرى تغييراً في بعض القصائد، حذفاً أو تعديلاً، وكان يبرر ذلك، وخصوصاً لمنتقديه، بأن النص لا ينتهي إلا بانتهاء حياة كاتبه لذا فمن حقه أن يعيد كتابته وأن يغيّر ويعدل فيه كما يشاء.
الآن، في جميع مطارات أوروبا لافتةٌ تقول: "مَن يرى مُدخِّنًا ولا يُبلغ عنه سلطات المطار، يُجرَّمُ بدفع غرامة قيمتها خمسون يورو!" يعني ليس فقط مَن يُدخِّن سوف يدفع غرامة، بل مَن يراه، ولا يُبلِغُ، يُعتبَرُ مُشاركًا في جُرْم تلويث البيئة وإتلاف رئات خلق الله. قرأتُ اللافتةَ، ولويتُ شفتي بامتعاض، ثم أشحتُ عنها بوجهي بتعالٍ وأنا أقول لنفسي: طبعًا، فهُم لا يعرفون الآية الكريمة: "والفتنةُ أشدُّ من القتل." في المدرسة زمان، كانت المعلّمةُ تقول هذه العبارة للتلميذ الذي جاءها ليشي بزميله الذي ترك صنبورَ المياه مفتوحًا فأغرق الفناء، أو ذاك الذي أوقع زميلته من الأرجوحة فاتسخ ماريولها. لم تُفهمنا المعلمةُ وقتَها أن "الفتنة" لا تعني "الوشاية بالآخر"، بل معناها الشركُ بالله وإفشاء الفتنة في الأرض. لم تخبرنا المعلمةُ بذلك ليس لأنها قبطيةٌ لم تقرأ القرآن، بل لأن هذا
" سأضع يدايّ على رأسي حتى لا أكبر " هكذا قذفت ابنة أختي الصغيرة والتي لا يتعدى عمرها الميلادي أربع سنوات عبارتها في وجهي ؛ اعتقدت في البدء إنها تداعبني بروحها المرحة كعادتها معي ، ولكن حين أكدت لي بامتعاض حقيقي أنها لا تريد أن تشيخ أبدا كالمرأة المسنة التي صادفتها في المشفى وهي تجر بقدميها الثقيلتين أعوامها الطويلة .. فابتكرت بفطنة طفولية طريقة لذلك هو أن تضع كل يوم يديها على رأسها كي يتوقف نموها عن الكبر .. فأعييت لحظتذ أن حديثها ليس ضربا من المزاح .. !
يبدو أن كثيرا من البشر يرعبهم الزحف الزمني ؛ لأن ذاك الزحف يترتب عليه تغييرات كاشفة كالشمس .. فالبشرة التي كانت وضاءة بالوسامة يخربشها الزمن بريشته كيفما يشاء فيحفر أخاديدا بخطوط مبعثرة .. سرعان ما تتعدى حدودها تلك الخطوط الملتوية لتشمل
هناك من يستنكر ترجمة أعمال ثلاثة من رجالات الأدب الغربي والحجة بأنهم معادون للإنسانية ؟!!,وهم "جوزيف كونراد وسلمان رشدي وجون شتاينبك" ويعتبر هذه الترجمات نوعا من الهجمة الثقافية على ثقافتنا ؛وهنا نسأل : هل في عدم ترجمتهم وشطبهم من فعالية القراءة للقارئ العربي فائدة نستحصل عليها في حماية ثقافتنا من تلك الهجمة التي لا توفر بابا ولا تقرعه ؟!.
الجواب يكاد يكون قطعيا ,أننا بعدم ترجمتهم نسهم في زيادة عمى الألوان الذي يصيب الثقافة العربية من الماء للماء .
فإذا كانت الحكمة تقول: اعرف نفسك لتنفتح على العالم لأنه أنطوى بك ,فهذا يعني القبول الموضوعي بداية, للسلبيات والإيجابيات ومن ثم مجادلة السلبيات لتجاوزها وعناق الإيجابيات لتطويرها ودعمها وبذلك تتحصل على معرفة عن نفسك موضوعية/ ذاتية يتحاور فيها ما هو