كنتُ سأجلسُ على نارٍ هادئة، ولكنِّي أفضّل أن أضع مؤخرتي على موقد بدرجة الحرارة التي تصلح لسلق بيضة بلدية، سقطتْ وقت الظهيرة من مؤخرة دجاجة مشاغبة وجميلة. كنت سأضع في بطني «بطيخة صيفي»، أو أضع يديَّ ورجليَّ في ماء بارد، ولكني لن أفعل، لأنّي أعتبر أنَّ وضع البطيخ في البطن أو الأرجل في الماء
كلما سمعت أو قرأت أحدا يقول " أبصم لك بالعشرة" على أي موضوع يصيبني الحلمبص فورا. يبدأ الحلمبص في أعلى قمة دماغي ثم يسير كالنمل على القشرة بالضبط، وينزل إلى مركز السيطرة على اللسان فيتدلدل لساني، فأطمْئنُ نفسي أن هذا اسمه دهشة مع أنه نوع من الانفقاس والبله نتيجة لصدمة (تروما بالإنجليزي) سببتها البصمة ذات العشرة رؤوس التي يهديها من لا يفهم لمن لا يفهم إلا لغة البلشتة ( تعريبا لكلمة بولشيتينغ من بولشيت الشهيرة في الأفلام الأمريكية) يعني الكلام الفارغ في باطنه المليء في ظاهره.
وفي لحظات الصدمة اسأل نفسي: يا ولد يا نعيم، إيش اللي بيخلي الواحد أو الواحدة يبصم لواحد غيره بالعشرة؟ هل في الموضوع تنويم مغناطيسي؟ أم دماغ أعلن التفليسي؟
هل كل موضوع يطرح للموافقة يحتمل الصحة 100%حقا بحيث يحظى بالعشرة أصابع مع بصماتها؟
تنتهج قناة المشرق سياسة لافتة في التعامل مع ملف السينما السورية، فتعرض أفلاماً سورية «لا تمسّها الأيدي» أي دون حذف أو اجتهادات رقابية (تقريباً) لا طائل منها، سوى العبث بالمادة الفيلمية وفق معايير يُشك بعلميتها ومصداقيتها ومدى انعتاقها من براثن ذائقة الرقيب ومزاجه الشخصي..هذه السياسة الخاضعة لمبدأ الكل أو اللا شيء والتي تقضي قبول المادة كما هي أو عدم عرضها أصلاً، بدأت عربياً في محطات أرضية لبنانية يصل بثّها إلى بعض المناطق السورية مثل الـ LBC التي سحبت خيارها الرقابي الجريء على نسختها الفضائية في الفترة الأولى، فكانت تبّث أفلاماً كاملة ومسرحيات من نمط الكباريه السياسي إلى أن ارتبطت القناة بعقود تجارية ضخمة مع الشركات السعودية، فاضطرت للتكيّف مع عقلية الداعمين الجدد مصنّعةً مواد خاصة للمجتمع السعودي مثل البرامج الحوارية الاجتماعية والرياضية مثل (يلا جوول) و(الشوط الثالث) وغيرها..
خلال السبعة وعشرين عاماً التي قضاها نلسون مانديللا في السجن، كان يقتلُ الوقتَ بقراءة الأدب النيجيريّ ذي الطبيعة الشديدة الخصوصية والثراء. حتى أنه وصف متعته بقراءة رواية «الأشياءُ تتداعى» Things Fall Apart للنيجيري شينوا آشيبي، الذي لُقِّبَ بـ «أبي الأدب الأفريقي الحديث»، قائلاً: «برفقته تتهاوى جدرانُ المعتقل». وقد راهن آشيبي على روائية نيجيرية شابة، لافتة الموهبة بحق، اسمها تشيمامندا نجوزي آديتشي، من مواليد نيجيريا 1977. استطاعت تشيمامندا، عبر روايتين بالإنكليزية، حصدَ قلوب ملايين القراء من أرجاء العالم، وكذا حصد الكثير من الجوائز الأدبية الرفيعة. روايتها الأولى «الخُبيزة الأرجوانية» (2003)، فازت بجائزة «الكومنولث» لأفضل كتاب أول (2004)، ثم صدرت روايتها الثانية «نصفُ شمسٍ صفراء»، «Half of a Yellow Sun» عام 2007، لتفوز بجائزة «الأورانج»، وتبيع ملايين النسخ. هذه الرواية
"حزورة"..
في إحدى السهرات الثقافية الحالمة في (نينار آرت كافيه)، تحلّقت شلة أنس من العباقرة والمجددين في الأدب، حول سيرة الشعر والفلسفة بعد عدة كؤوس أيديولوجية مسالمة، فبدأت بقصيدة النثر وسيميولوجيا النص الشعري وإسقاطات كلمة "فسيكفيكهم" لتنتهي بالعبارة البليغة التالية: "يا أخي.. جردنا النبوءة على جنب!!".
على من ينجح في فك طلاسم العبارة السابقة وتحليل أبعادها اللازوردية، الاتصال بملحقنا الثقافي ليفوز بدعوة قيمة على سهرة كوميدية من العيار الثقيل مع شلة الأنس إياها.. فلا تترددوا!".
هكذا حين أنظر إلى بشيري قلعو اسمه الذي ينتمي إلى قلعة بناها أبواه على تلّ شرمولا. شرمولا آتية من كلمة الشرم التي تعني العار والقلعة كانت سابقا مبنيّة بالوحل وشبابيكها من الزبيب على هذا التلّ العار. نظرات قلعو تائهة تراقب جنودا مدججين بالوقاحة والأسلحة. الأرض باهتة والعالم. ثمّ حاولت أن أميّز بين المجنونين، بشيري قلعو وشوربلّو أو شيربلّو بتشديد اللام. بشير ينتمي إلى قلعو، هذه الكلمة التي ربّما مشتقّة من كلمة قلع العربيّة. الجنون أيضا نوع من الاقتلاع. ولم يتحدّث أهالي عامودا يوما عن قلعة من الزبيب وشبابيكها من الوحل ودرجاتها من الأعشاب. تحدّثوا يوما عن قلعة فقط درجاتها من العندكو. ولم يكن لعامودا سور يحميها من العدوّ والعدوّ في مركزها منذ البداية. عدوّ أصاب سكّانها أعني أكثرهم بالجنون المشتقّ من كلمة الجنّ ومنهم فقط العبقريّ أو المجنون. وبينهم شارع فقط. على الأغلب رأيت بشيري قلعو وشوربلّو أو شيربلّو. للاسم الثاني صيغتان، الصيغة الأولى مشتقّة من الشوربة وهي على الغالب شوربة عدس
حين نذكر الأسماء المستعارة، فنّيا وأدبيّا وسياسيّا وتراثيّا، تتبادر وتلمع في أفق الذّاكرة ألقاب انطبعت وطغت على الأسماء الحقيقيّة، وما أكثرها، مثل: العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، وكوكب الشّرق "أمّ كلثوم"، والأخطل الصّغير "بشارة الخوري" وأمير الشّعراء "أحمد شوقي"، وعميد الأدب العربي "طه حسين"، وأدونيس "أحمد سعيد"، وبدوي الجبل، وشاعر القطرين.
القائمة طويلة تزخر بالكثير والعديد من أسماء، تفخر بها الذّاكرة الثّقافيّة على مرّ العصور!
هذه الألقاب والأسماء المستعارة شمخت وعلت بأصحابها شأنا، وانتصبت أمام الرّيح وما اهتزّت، بل وأثبتت حضورها المشرّف والمترسّخ والمتأصّل على السّاحة الثّقافيّة والحضاريّة بجدارة، هذه الألقاب والأسماء المستعارة شمخت وعلت بأصحابها شأنا، وانتصبت أمام الرّيح وما اهتزّت، بل وأثبتت حضورها المشرّف
تستخدم هذه المفردة في كثير من العاميّات العربية، وتعني حرفياً المرأة التي تمتهن الدعارة، فهي مرادفة للعاهرة أو البغي أو المومس أو الداعرة.تمتاز هذه المفردة عن مرادفاتها في العربية الفصحى بأنها تستخدم
لا أعرف ما علاقة تدين الرجال بحب معاشرة النساء، فكلما زاد الرجل في التدين والالتزام زاد حبه لمعاشرة النساء وتنحصر نظرته للنساء بالمعاشرة، أموت وأعرف ما علاقة إطالة اللحية بالجنس.طبعا نسمع عن الكثير من الرجال الذين ما ان يلتزموا دينيا حتى يفكروا في الزواج (لو كانوا عزابا)
الحياة مسرح من وجهة نظر الشاعر الإنجليزي شكسبير كما عبر عنها في قصيدته"العالم ليس إلا مسرحا، وما نحن إلا ممثلين". أيامها كانت حياة شكسبير لا تنفصل عن المسرح. وكل يغرف من البئر الذي في ساحة بيته. تبدأ مراحل الحياة - وهن سبع وفق ما ذهب إليه شكسبير- بالرضيع، ويكون الإنسان في هذه المرحلة عاجزا تماما، ويعتمد اعتمادا كليا على العالم من حوله ممثلا في أمه ومربيته. ثم يكبر فيصبح طفلا يكره المدرسة وسيرتها، ويمشي إليها كمن يساق إلى الشنق، لكنه في المرحلة الثانية هذه يمثل فجر الإنسان وبراءته. في الثالثة يصبح صاحبنا صبا عاشقا ولهانا ضربه الحزن لاستحالة الوصال مع محبوبته، فتراه يرفع عقيرته بالقصائد الغنائية الرقيقة من مثل:
يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده