قرارٌ اتخذته بعد تأمّلٍ ومعاناة: لن أتناولَ الطعامَ في مطعمٍ سوريّ! لم تسقط حشرة في طبقي، ولم أجد شعرة سوداءَ، ولم تغدر بي الفاتورة –والغدرُ سمتها- كما يمكن أن يتوهّمَ بعضُكم. القصة باختصار: التقيتُ ببعض الصديقات في بيت الياسمين.
هي صديقتي الغَزّاوية الجميلة. صداقةُ عُمر طويل. رفيقةُ دربٍ ووجودٍ وكتابةٍ وحيراتٍ وهواجسَ وتساؤلاتٍ جمّةٍ، وطبعا، لا إجابات. صديقتي التاريخيةُ، رغم أننا لم نلتقِ أبدا، وأظننا لن نلتقي! إذْ تفرّقُ بيننا أشياءُ لا أفهمُها اسمها: جوازاتُ سفرٍ، وتأشيراتُ دخولٍ، وسياسة. تلك أمورٌ أكبرُ من قدرتي على الاستيعاب، أشدُّ تعقيدًا من منطقي البسيط في تداول الأمور. منطقي يقول إن الأصدقاءَ يتزاورون حينما شاءوا، وإن الإنسانَ من حقّه أن يحطَّ على المكان الذي يريد، وقتما يريد! هذا كلام شعراء؟ وللسياسة والنظم آراءُ أخرى؟ نعم صحيح! فالفلسطينيُّ يحتاجُ تأشيرةً لدخول مصر، بينما الإسرائيليُّ والأمريكيُّ لا!! حسنٌ. ألتقي بها إذن عبر الشاشة الزرقاء. تبادرُني بزهرة "ماسينجرية" حمراءَ، فأردُّ لها زهرتَها بأحسنَ منها. تخبرني أن زهرتها جورية، وأقول إن زهرتي توليب ، فتردُّ بأنما تلك زنبقةٌ... ثم تلتفتُ كلٌّ منّا إلى عملِها. فهي صحفيةٌ في جريدة "الصباح" الفلسطينية. وهي، فوق ذلك، قاصّةٌ جميلة. نسيتُ أن أخبرَكم عن اسمها! وماذا تعني الأسماء؟
هل العالم الذي نعيش فيه سيء بالفعل , و هل نحن بحاجة لأن نعيش في عالم أفضل , يتوقف الجواب على وضعك الفعلي في هذا العالم , لم تتحرك واشنطن و لم تئن وول ستريت حزنا على الأمريكان سواء فقدوا بيوتهم أو أي شيء آخر , فقط تراجع أرباح وول ستريت وحده تمكن من تذكير بوش ومن بعده أوباما بفضائل الإحسان, لصالح كبرى الشركات تحديدا ,
كان صائغاً من صائغي الكلمات الذين فضّلوا الانسحاب من ساحة الحياة والبقاء خارج المحيط الاجتماعي، فاختار الانزواء طواعيةً إرضاءً لغروره مدعياً الحفاظ على ما تبقى من إنسانيته .. يتصنع ليظهر مترفعاًً بنفسه عن الصغائر، رافضاً أن يكون عضواً ضمن نسيج المجتمع المتخلف - حسب تعبيره- متناسياً في خضم دفاعه عن فشله إن ما وصلت إليه مجتمعاتنا من إخفاق سببها الرئيسي تخلي الفرد عن مسؤوليته والاختباء وراء مثاليات خادعة لا تنطبق على وقائع الحاضر ولا تفقه تعقيدات الحياة ومخابئها. جارنا المثقف يقضي معظم وقته في مكتبه الصغير «المتواضع جداً» جالساً على مقعده الجلدي بين الكتب والمجلات المرصوصة على رفوف المكتبة شارداً يبحث عن فكرة جديدة تغيّر الحياة وتطورها يمكث لساعات طوال يدون الأفكار والمعلومات والإنجاز الفكري للأجيال القادمة؛ لأنه
كنت قد خططت لنهاية الأسبوع العاصفة والباردة الأخيرة من شباط على هذا النحو: أن ابدأ في قراءة كتاب "احتمال جزيرة" الصادر أخيرا بنسخته العربية وان انهيه مع سطوع فجر أسبوع عمل تل أبيبي آخر صاخب ...وكنت قد خططت أيضا ان انغمس حتى النهاية بذلك الدفء ورائحته وعبث اللاشيء ومحاكاة القطط والتصفح المرضي للإنترنت بحيث يزداد عدد أصدقائي الفيسبوكيون بمعدل 250 خلال يومين ونصف وكنت قد قررت ان أشاهد (وأنا أقرأ) كافة الأفلام التي انتجتها السينما العربية على مدى الثلاثين سنة الأخيرة وعلى كافة القنوات المتخصصة روتانا، ميلودي، آرت وغيرها بالتسلسل وبالتوازي أيضا...كما أنني كنت قد قررت ان أفترس 10 كيلوجرامات من البذورات المشكلة المملحة والساخنة وبضعة أرطال من الكستناء المستوردة مجددا (من تركيا وليس من الصين) وأن انعم بالنوم حتى الظهيرة متجاهلا أوركسترا المزاريب السيمفونية وساخرا من الحاح زجاج النوافذ الذي يتوسل من أجل
*- مهداة إلى "عمرو الخير": 1966-2009 فارغة كأس الذكريات.. باهتة وتافهة وهي تبحث على حوافها فلا تجد بصمتك التي كانت صغيرة ذات يوم، وتلاشت.. بالضبط كما سبق أن تلاشيتَ مرات ومرات.. ربما بأكثر مما يمكن لقوانين الرياضيات والفيزياء، تلك التي عشقتها، أن تحتمل! فارغة عيون البحر.. زعيق النوارس.. تمايلات السرو.. ورائحة بيارة الليمون المسورة بأصداف تناثرت صدفة في طريق طويل ممتلئ بحفر الطين والماء..
فارغة كل الكلمات التي تدور وتدور.. كحمار على طاحون، أو: كأنت وأنا على نير طاحون لا تطحن ولا تذر.. ولا تترك من أثر سوى: أنت وحدك.. كما كنت دائما.. كما حاولت أن لا تكون دائما.. وكما فشلت في أن تنسى أبداً..
فهل غادرتَ الآن؟!
(80%) من معلوماتنا ناتجة عن حاسة البصر.
حقيقة علمية تؤكدها الدراسات يوماً إثر يوم، ملقية بظلالها على تنظيرات زرعت على ألسنة المهتمين بسيميولوجيا الصورة، لتضعنا أمام احتمالات خطيرة حول مدى المقدرة على الاستمرار في مجاراة الصورة في رحلة الخضوع لها أو إخضاعها .
قد يكون مستقبل البشرية مجهول الهوية بعد الآن، لأن عصر الصورة لا يعرف الحدود ويخلق مشكلات عدة وسلبيات لا حصر لها نظراً لعجز المختصين عن إيجاد حلول لمعالجة الآثار الناجمة عنها .
فالصورة ككل والسينمائية كجزء إنما تفرضان أنماطاً معينة على سلوك الإنسان وتحددان توجهه في الحياة، وتتميز الصورة السينمائية بأنها ثلاثية الأبعاد ولاسيما بعدها الثالث (العمق) الذي يمنح المتفرج القدرة على
أشعر مؤخرا أني دائماً بلا صبر... في عجالة من أمري؛ لا أطيق الانتظار. أظن أنها عادة سببها الطمع بالوقت، أو الهروب منه - لا فرق. الأكيد أني بت أحتقر الزمن، والزمن مكون الإنسان الوحيد، وأنا "ما كنت"؛ الماضي الذي أكره وأهاجم بكل صوره - الذاتية منها والأخروية، والكره أشد نقاء من المحبة وأكثر وضوحاً لأنه ليس مضطراً لأن يراعي الأكاذيب. كره الزمن، وكره النفس. وكره الماضي، وكره الصبر.
***
قالوا: التأني سمة الحكماء، والعجلة سمة الحمقى، وهي من الشيطان. وأنا أحمق لأني عجول، وشيطان لأني كاره وعجول. لكني لا أكره كل شيء فيّ ، لأن ذلك سيكون تعميماً، والتعميم استبداد، وأنا لم أصل لتلك الفضيلة بعد – استبداد الذات، فأنا لا زلت أحب أخطائي رغم أني لا
نشر ملحق جريدة الثورة السورية الرسمية "الثقافي" بتاريخ 17 – 2 – 2009 مقالة للأديب الدمشقي نصر الدين البحرة يتحدث فيها عن كافكا و انتمائه للصهيونية و إيمانه بعقيدة الشعب المختار الصهيونية..أنا شخصيا أعتقد أن هذا الموقف الكافكي من انتمائه اليهودي و تعاطفه مع الفكر الصهيوني ليس إلا جزءا ثانويا هامشيا من عقيدته و موقفه من الحياة و قضاياها الكبرى الذي عبر عنه من خلال تفاصيل حياته كما من خلال كتاباته..يجب هنا أن نذكر أولا أن كافكا عاش حياته الواعية كيهودي في أوربا الوسطى في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين , عندما كان اليهودي يعادل المكافئ الوجودي للفلسطيني في هذه الأيام , عندما كان اليهود , مثل الفلسطينيين اليوم , مهددين بمصير الهنود الحمر الأمريكان..كان تاريخ طويل من الاضطهاد الممتد من محاكم التفتيش القروسطية إلى مجازر مستمرة قادها في العادة الأمراء الإقطاعيون , قد شكل ثقافة الغيتو المنكفئة على الذات , و التي
رحلَ بعد صراعٍ مع المرض." كرهتُ هذه الجملة دومًا. ليس لأن إنسانًا رحل، بل لأنها تشي بتمسّكٍ مفرطٍ بالحياة! حتى الأمس، كنتُ أنظرُ إلى الألم بغضبٍ. وحدَه ألمُ المسيحِ مبرَّرٌ وقُدُسيٌ ونبيل. وعدا هذا عَسْفٌ وظلمٌ. لماذا على الأحياءِ أن تتألم؟ لماذا لا ترحلُ في سلامٍ كما جاءتِ العالمَ في سلام؟ لذلك خلا بيتي دائما من المبيدات والصواعق. وفي رحلتي مع مرض أمي، ظللتُ أنظرُ إلى جهاز الغسيل الكُلويّ بحُنقٍ وعداء! أليس يؤلمُها؟ حتى وإنْ أطالَ عمرَها أيامًا أو شهورًا! ولذا عاهدتُ نفسي دائما، لو ألمَّ بي مماثلٌ أنْ أُنهي الأمرَ في لحظةٍ، على مذهب رصاصة الرحمة. تغيّرت نظرتي للألم بعد تجربةٍ أمرُّ بها الآن. بدأ ذراعي الأيسرُ يفقدُ طاقتَه على العمل. وبعد الأشعّات ورسْم الأعصاب اكتشفَ طبيبايْ: الجرّاح د. هاني عيسى، وأخصائي الأعصاب د. ياسر عبد المطلب، (من نماذج مصر الشابة الواعدة، إضافةً إلى الممرضة إلهام الشناوي، التي ذكرتني "بالمرأة ذات المصباح"، فلورانس نايت-آنجيل) أن