أقفو خطوات الذي رحلوا ...الذين مرّوا من هنا وبين أيدهم حكايات عن مدنٍ أخرى !
عن مدنٍ افترسها الجوع وصفعتها الحربُ مرتين !
عن الركام العالي ... الركام الذي يصعده الأطفال
تحت أقدامهم جماجم وفقرات وعظام أطفال غيرهم ...
مفعمات بالشرود
ذوات الأحداق الهاربة والذهن الغارب
ليس لهن أسماء
ليس لهن غطاء
لهن ملامح الغضب
و في عمق التشرد أحلامهن
يعملن أعمالا قذرة
رخيصة
لا يعرفن أجرهن
حنينٌ لهذا القصبِ ..
حنينٌ لضبابِ الصبحِ ... لباسقاتِ النخلِ والجسرِ العتيق
والجسرِ المُعلق ....
حنين..
لماء الطفولة...
ماءٌ صافٍ كعيون الديكةِ يحملُ أصوات الصيادين وضحكات الأطفال عراةً على الشواطئ يرشقون الهواء
برذاذ الغروب !
حنينٌ للعباءات السوداء الرافلةِ وراء الفراتيات
أدقّ على صدري، ألوّح بغصن الزّيتون الذي تفحمّ بين يدي من وهج الموقد، أشق ثوبي، وأرشق بعض التّراب على رأسي:
أه منك يا دهر!
كيف أعبّر عن خيبة ظنّي بك؟
اخترتَ أشخاصاً للزّمان، والمكان يشبهون الخيال.
يعتصرون ما تبقى فينا من حياة.
أبطالك صالحون لكلّ الجهات، يطلّون على زاوية شرقية قبلية، يتباهون بانكساراتهم، يصوّرونها كأشياء هم اختاروها بتأنّ وذكاء.
مسحت فانوسي السحري, فخرج مارد, وقال: لبيك أنا طوع يديك, أدهشني شكل المارد, وحجمه الذي يشي بالجبروت والقوة, فكرت بقائمة طلباتي وأمنياتي التي أعجز عن تحقيقها بمفردي. قلت له أيها المارد: مادافعك وراء إدعاء القوة الخارقة, وأنت مثلنا قد تعجز عن الكثير. أطلق ضحكته الشهيرة, وكأن سؤالي طعنة له في الصميم, مارد يأبى الإعتراف بالفشل, كيف لي أن أقنعه بأن الفشل حدث عادي, قد يمر به أي مخلوق وقد يتجاوزه بقليل من الإرادة, تابع ضحكته الشهيرة , مختالاً مغروراً بقدراته, حدثته قائلة أيها المارد أوقف نزيف بلادي, أتعبني نهر الدماء, ومنظر القتل اليومي, هلا أوقفت آلة الحرب, وجعلتني أحيا ببعض سلام.
صباح صبية الغنوة والشقاوة والمرح التى لم تطلها شيخوخة القلب ولم تلوثها تجاعيد البغضة والثرثرة الجارحة لحتى عفت عن إساءة هجو لاحقها ، فتغني أغنيتها الأخيرة أو قل رسالتها الأخيرة كمراسم هادرة لانتقالها الأخير.. فهكذا خرج لبنان في أوج وسامة الرقي وذروة أناقة التحضر وخشوع إيمانه واحترامه لفنانيه ، لبنان الذي طالما حارب قوى الظلمة وشتى الانقسامات والصراعات بفيض خصب فنونه وتراثه الحضاري الذي لا ينضب ، هكذا خرج بدبكته يحمل شحرورته على أعناق رغبتها " زقفة زقفة يا شباب " حيث السلامة لراحتها عن تعب الجسد المولع بالحياة وحين تغلبه أوجاع المطاردة بالألم ، ب
عُد إلى ذاكرتكَ واركض إلى الخروج ..!
اطرق كل أبوابها ونوافها الواطئة .... واقفز بعنقكَ كي ترى من في الخارجِ
هل الذين رحلوا مازالت ظلالهم قابعةً عند عتبات الأبواب وتحت النوافذ ؟!
هل الذين تركوكَ في جنونٍ مع نفسكَ تعضّ أصابعَ الوقتِ ندماً
أنْ أهدرتَ قلبكَ معهُ ولم يلتفتَ إليكَ بعد عثرتين ودموع !
افتح كل الأبواب ...
شرّعها وإن كان الضوء في الخارج رمادياً كغيم الخريف إن مرّ في قلبكَ ... ليسقط قبل أوانهِ
نداء
أعيش في واد على أطراف ظلم،
أسمع دقّات قلبي. . .
أخاف اللقاء في موعد الحبّ.
أبكي عليه منّي،
وأسدل شعري على ظلّه.
أكتب عمري بلون صداه،
ويصدح في الكون صوت غناء.
غيمة أنهكها فرط الهطول بفرح, تبلغ النار ذروتها, وتبلغ العاشقة ذروة رقصتها,يا لروعة الحب , تختلط الألوان وتتشكل من جديد, تصل الابتهالات السماء, وتصل الرقصة إلى نهايتها, بصوت طفل يخبر أمه عن فرحه بالدفء, والطعام الشهي بدلالة من رائحته الشهية, يلتم الأطفال حول النار لينعموا بالدفء, والطعام في زمن الحرب العنيدة,وتستقر عيناها على نقطة محددة من النار, لربما هي سر التماهي القادم, تستقر عيناها على نقطة محددة من النار لها لون الحنين, لون يحيل كل التفاصيل إلى لون الشفق, لربما في سرها تفكر برقصة الشفق,
في ديسمبر يحوم طائر الضوء النازل بدفق عري الطهارة بينما يتشوق الأردن لمعموديات العتق من النبوءة المزعجة، وأخرج من موتي وأنتمي اليك ،هنا نهر أبيض مختوم بسفر عشتار المولعة بمزامير العشق الطاعنة في خصر مطر شاهق ، يا بنات المدينة المؤجلة في ديسمبر لا يصلح رتق المسيح عاريا من براعة القرنفل بل اغمرن عودكن المستحيل في بلل العطش الثائر وحتى أناقة الصهيل اليك يا مسيح ديسمبر القي نارديني في أمسيات تدرك مباغتة سر العتق الأول ، هو ذاك المضي نحو الضوء حيث تذوب الخلايا وتتحرر من بوتقة الحيز وحتى منتهى الوجد فيك.