أرغب أن أَضمّ سينا في يوم ميلادها. . .
أرغب أن أشكر زوجها على اهتمامه بي يوم محنتي...
أرغب أن أحمل أحفادي وأدور بهم . . .
تفرّقنا، وأصبح عالمنا افتراضياً مثلنا مثل الغرباء.
تفصل بيننا المسافات، والإجراءات، وثمن تذاكر السّفر.
ماذا أقول لك يا ابنتي في يوم مولدك؟
لا أعرف كيف أعبّر لك.
هل تعرف يا فريد أن الملائكة الذين يدوّنون السيئات غيرُ شغوفين بتدوين المزيد منها, بل ويتمنون لو أن عدل العبدُ عن سيئاته فأسقطوا كتاباتهم ! .. هذه أنا يا فريد, لا أشعر بشغف الكتابة لك, أو الاهتمام بتصفّح وجهك عبر رسائلك, وكتابتي لك الآن, هي محض خيانة من إصبع شغوف وورق لهوف, ومن قلب شارد بين فراغات رسائلك, ما زال يبحث عن كم فراغ تركت ! ولم هذا الفراغ تحديدًا ,, هل هو طور كلمة لم تخلق بفمك؟ هل هو تنهيدة ما سطّرتها فتبخّر النفَس؟
أقرأ في بعض المقالات والدراسات, وبعض الروايات والقصص, عبارة من مثل, الراسخون في الأرض, الراسخون في العلم, وهكذا سلسلة طويلة من الراسخين في تفاصيل مختلفة , اليوم خطر ببالي أن أطلق عنواناً آخر, وهو الراسخون في الحب, أولئك الذين ببساطة ينشرون الدفء, أينما حلوا, ببساطة تعرف معهم أن زمن الآلة لم يطغ وأن الروح هي السائدة, ببساطة تعرف أن للحب مكان محفوظ دائماً لايترك بسهولة للريح تعصف به,
طوبى لوهج الحرير المنزلق إلى فوهته الصاعد إلى دعوته ودلال التمايل ما بين إيماءة المرمر وإغفاءة البوح .. يبوح .. طوبى لمن يلبي للنداء .. لمن يمتطي صهوة العاصفة وبالشغف يقبض على مسرب الضوء المشتعل .. يحل جدائل الصرخة ويصنع صدعا على ركام الانتظار الرديء.. طوبى للزاهدين عن آثام العزلة ..الناسكين في هيكل البوح لأنهم يخترعون انبثاقا ..يجددون مع نسور الريح ميثاقا شهيا ولملكوت الاتساع الوردي يدعون .. بينما على سفح المغفرة يمحو الله خرس الخطايا برغوة الصابون ..نصير أكثر من الثلج نصوعا ..وأرق من المياه الكثيرة نارا ..
ويلتفان .. يلتفان ويحتضنان فراغاً بينهما فيضيءُ الصمتُ
والرهزُ بينهما دربٌ يأخذها إلى الشهقة .. ودربٌ يهبطُ إليه بمفاتنها
فينتفضُ كطيرٍ بللهُ المطرُ !...........
دهشة ... وصريرُ الخشبِ تحتهما لحنٌ أبديٌ يقدُّ خاصرة الحُلمِ ويلجُ بعيداً فيهِ !
رهزٌ .. رهزُ و اللغزُ
كلذةٍ جرحٍ للصمتِ فيرتفعُ الشبقُ
ويمتشقُ .. كعنقٍ تترقبُ مرآة تقبّلها وتوشمُ شفاهَ اللذة صكاً للذكرى !
والحلمةُ وردية .........!
خائفة من اللاشيئ الذي يكبر مع عمري . . .
في بساتين قرب العدم يزهرفيها العوسج والصّبار، وينعب البوم مبشّراً.
تتلاشى الأشياء ويبقى ذلك الصّوت يرنّ في أذني.
تغريبة أدوّنها في الرّمق الأخير من عمر الحبّ على جدران العبث.
في بلاد ترتفع فيها الأصوات هاتفة بسقوط الحياة عن الأرض. يستيقظ الموت.
ذكريات تضيع في عالم الصّمت.
يختفي اسم الفرح.
أي شوق يعتريني لعينيك سيد أجمل الصباحات وأرقاها, أرتب الروح, وأنثر ياسمين اللهفة وأمضي إليك, أحدث جنبات الطريق عنا عن هوانا, وعن ذاك الشغف المجنون, بعظمة امرأة لم يخلق التاريخ مثلها أمضي إليك, أشعر بأنني قائد يزين صدره آلاف النياشين, أولست حبيبتك وهذا يكفي ليراودني هذاالشعور, أحدث الأشجار عنك, وكذلك الأزهار, الفراشات, الناس العابرين,
هل سمعتَ بهذه الكلمة من قبل ؟ لحظة .. سأسلّم عليك ... كيف أنت؟
الفقد ليست كلمة سيئة على كل الأحوال, قد تهب عجزنا ذات وجع طلاءً يشبه نسيانا,
الفقد هو امتلاكك لمقلمة ثرية وورقة بيضاء, لكن طفولتك لم تجد ما ترسمه قلبًا , وشبابك كان مُقعدا عن ترقيم هدف ما فوق مساحة..
الفقد يا فريد هو تلك الأم التي نذرت حياتها لولدها الذي أخذ ينسل منها حقيقة فخيالا إلى أن محاها من ورقه؛ لتعودَ بيضاء.
مزيج رمادي، أحاول فصلهما ، أمد حلمي إلى هلام الكتلة المتلاعبة ليعود الأسود ناصعا والأبيض أكثر وضوحا ،ليس زئبقا لكنه رمادي والسؤال أيضا يظل رماديا بلا فهم أوإجابة لاستفهامات تتساقط عن أزقة المشردين وعن نوافذ مجروحة بالتطلع ، أكرر المحاولة دونما خريطة واضحة للطريق، وكل الطرق في شوارعنا لاتفضى إلى متكأأو عناق عابر أو لعبة مخبوءة في غبار الذاكرة ، واليوم الأجراس لها رنين اللون الباهت لذا دائما ما نقلد
ثار الرّجال وطالبوا بحقوقهم في المساواة مع المرأة، فأبدعوا، أعترف لهم ان أيّ مومس على هذه الأرض لن تصل إلى التّألق الذي وصلوا إليه، تفوّق رجال سورية على داعراتها، وربحوا من أحدث مهنة في التاريخ، "دعارة الرجال" أموالاً طائلة
لكلّ صنعة أدواتها، فأداة رجل الدين غير أداة رجل العلمانيّة، حتى ذلك الرّجل الحنون الذي عينه الله للرّجم، أصرّ أن يسامح الأب ابنته، و دعا لها أن يغفر الله خطيئتها. كم كان حنوناً!
