أين كنتَ أيها الظلّ المنفلت..!
سأذر على مقاعد الليل عينينا,
كما كانت الأبواب تجمع حظينا في ثقبها.. يتسع لبؤبؤنا..؛
لأراك تتكثف فوق لوحاتي كضباب لندن!!
لربما ظهرتَ في الحِيل السحرية,
كأرنب رمادي يستحيل نظارة شمسية, وحَمام شِعر,
أو انفجرت حنينا في الألعاب النارية وقت كان مهرجان الدموع..
أو جئت لتسأل الليل عني, تغسلني بالخطأ مرة أخرى,,,
مرّة واحدة لتعيد إليّ قداستي...
في ذاك المنتزه الجميل, أصوات ضحكاتنا حملت الفرح لكل الناس الموجودين والعابرين, أحاديث متنوعة , في الحب والسياسة والصداقة, وفي كل شيء ,لم نترك حالة إلا وأخضعناها لتقييمنا, لرؤيانا الخاصة وتعليلنا وتحليلنا, مر الوقت كحلم . وأعلن الفجر بداية صباح جديد, وكأنه يقول لنا هلموا انصرفوا كل إلى عمله, سؤال أخير ظل معلقاً بهامة الفجر, كيف الوضع في مكان خدمتك الإلزامية, آه تأخرت إلى اللقاء, نتكلم في إجازتي القادمة أراكم بخير. وهمسها بأذني أراك بخير حبيبتي ومضى, زرع برعماً للفرح بقلبي ومضى. بت أشعر أن هذا البرعم ولدي, أحبه وأعتني به على أمل اللقاء في الإجازة القادمة,
إنّه هناك الآن، يشعر بوخز طفيف في زاوية قلبه لأنّه لم يسعَ فعلًا إلى البقاء. لكنّ الاستمتاع بالوقت يمرّ بلا تساؤل أو سؤال أنساه ذلك الألم العابر.
إنّه هناك الآن، ينظر إلى حيث أقف ويقول في نفسه: إنّي الآن في موقع جيّد، بعيد ما يكفي كي لا أسمع، وقريب ما يكفي كي أرى ما يجري حولي.
وأنا هنا، أترك الأرض تمتدّ بيننا مسافات من القلق والبرودة والصمت وأقول في نفسي: إنّي الآن في موقع جيّد: بعيدة ما يكفي كي لا أزعجه، وقريبة ما يكفي كي أسرع إليه.
سأخرب جسدي المنهك , وأعطِّـل مفاتيحه وأقطع أوتاره الصماء وأنثر إيقوناته من لحم ٍ ويباب على تلك المدينة التي أراها دائما ً تركض ُ مع الآلاف في هزل ٍ وجد داخل مضمار جسدي .
إليك أيتها الريح ُ الملونة بأطياف الأسلاف والغابرين سآتي وأخرِّب أيضا ً مجراك ِ.. كما أن هناك عناق ٌ بيني وبين الحاضر كسَّـر لي أضلعي . وخنجرٌ في خاصرتي يؤلم غيري .
الجميع بخير
يهدونك السّلام، يتمنون لو ترافقنا لحظة
أنهيتُ عاماً من السّفر، والتّشرّد والمهانة
كفرت خلالها بكلّ الأشياء
أغادر إلى منزلي الآن.
أعدّت لي الوحدة حفل استقبال
ستكون نجم لياليها، وراوي حكاياتها
فتحت الرسالة وقرأت: سيدتي ذات الغرة على جنب: أنا لايعنيني الشعر والأمسيات والأدب, ضحكت أكثر فماذا يعنيها إذاً فضول تملكني لأعرف أكثر عنها. أرجوك وأحذرك أن لاتتعاملي مع زوجي بمجال الأمسيات والندوات والمحاضرات, فأنا أغار عليه, استغراب أكثر تملكني إن كانت بأمسية شعرية لاتأمن جانب زوجها فلم تقاتل, ترجو وتتوعد, لم أعرف رقم هذه السيدة, وزال الفضول وبت أشفق على هذاالنوع المتعب من النساء, وفكرت أن أرد لها الرسالة برسالة وفي زجاجة أيضاً, لكن خطر ببالي خاطر ,
من بيت لحم بفلسطين، إلى دير المحرَّق بقلب مصر فى أسيوط، ارتحلت العذراء المُطوَّبة «مريم»، أطهر نساء العالمين، تحمل طفلها، وتمتطى حماراً، ويسير جوارها الشيخ يوسف النجار دليلاً وحامياً لتلك العائلة المقدسة التى طوَّبت أرض مصر من شرقها إلى جنوبها: رفح - العريش - الفرما - سيناء - تل بسطا - الزقازيق - مسطرد - سمنود - البرلُّس - سخا - وادى النطرون - المطرية (شجرة مريم) - عين شمس - الفسطاط (بابليون) بمصر القديمة، (حيث أقفُ الآن) - المعادى - قرية البهنسا - سمالوط - جبل الطير - بلدة الأشمونين - ديروط - القوصية - قرية مير - ثم دير المحرَّق،
كانت ملابسي الرياضيّة الخفيفة وسيلتي لكي أقول لك كم أنا مشتاقة ومستعدّة، ولن أدع الملابس الأنيقة تعيق انطلاقي إليك ووصولك إليّ.
كصلاة صباحيّة، أحببت دائمًا أن أبدأ نهاري بك، فأكون مطمئنّة طوال اليوم إلى أنّك معي.
كطعام فطور شهيّ، أحببت دائمًا أن أبدأ نهاري بك، فأكون قادرة على مواجهة الحياة.
حين كنت أخلع ملابسي وأندسّ قربك، كنت أعرف أنّك استعددت لاستقبالي بحمّام صباحيّ،
كتلك الحرب العنيفة, فترتكب الشفاعة بالقربى..
كأنك السِلم........ ما كان,
وكأن عناوين غاباتي كلها "احتراق".
قررتَ بعد "أخاف" طويلا, وحشوتَ ثقبك المؤلم بورقي؛
ليمتص عنك جمر العنف...
أنا لم أحترق به, بل بالظلمة التي خلفتها وجهي.. برماد المعمورة.
بالهدوء الذي أطلقته بعد الصافرات, كـ ميّت حديث عهد بالمفارقة...
بالأحزان التي مشطتها في ليلي النائم..
حلمٌ عند الضحى يغتسلُ معكِ ويرشف نورَ الجسدِ المنعكس إلى ثمر الأشجار المتشابكة فوقكِ كأن بها تغطيكِ ستارة من ظلٍ وارف يتحرك ويميل..!
الآن ...
قبل جفاف الأوراقِ والشجر
والمشهد فوق جسدكِ الموقد ... يغلي في الماء
كأن قِدراً يرتاح إلى جمر ٍ يتأجج كعيون ذئابٍ جريحة في ليلة صيف هادئة فوق التلة !.
على باب الماء ِ ....