أما عن موقفي المقبل من استئناف الحوار فأقول بإنني لن أشارك به إذا بقيت المعارضة الراديكالية في الداخل على موقفها من رفض الحوار. أما المعارضة الخارجية فلا تهمني في شيء، لأن هؤلاء المعارضين الذين حملوا الجنسيات الأوربية و الأمريكية منذ زمن بعيد و اندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة لا يحق لهم التدخل في الشأن السوري بالطريقة التي يفعلونها. يضاف إلى ذلك أن الحوار لن يكون مجديا إذا لم تشارك به قيادات حركة الشارع ، لأن المعارضة بشقيها المعتدل و الراديكالي ليست في واقع الحال إلا تجمعات لنخب مثقفة لا تمثل حركة الشارع
حتى الآن لم يقدم الإخوان رواية شفافة عن نشاطهم المسلح آنذاك، وعلى رغم مرور الوقت الكافي للمراجعة، إلا أنهم مروا سريعاً على هذه المسألة في منهاجهم الذي صدر عام 2004 واتخذ عنوان «المشروع السياسي لسورية المستقبل». يذكّر المشروع بأن الجماعة لم تلجأ إلى العنف قبل انقلاب البعث الذي مارس القمع ويخلص إلى الآتي: «بما أن الدولة القمعية لا تنتج إلا معارضة عنيفة، فقد أفرز عنف الدولة هذا عنفاً مقابلاً له عند المعارضين بلغ أشدّه في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عندما اندلع نشاط معارض مسلح ضد السلطة شارك فيه الإخوان المسلمون قمعته السلطة بوحشية ونتجت من ذلك خسائر باهظة دفع ثمنها أبناء الوطن
ولا يقتصر التابو على كونه شخصاً أو جماداً أو نباتاً أو حيواناً، بل إن هناك تابو الكلمات. إذ يمكن لكلمة ما أن تتحول إلى تابو، فيحظر التلفظ بها، كما يحدث معنا في الحياة اليومية إلى الآن، حين نخشى التلفظ بكلمة (جني) أو (الجن)، فنقول: دستور، أو حتى حين يتطرق الحديث إلى مرض خطير كالسرطان، فنتهيب من التلفظ باسمه، ونستبدله بقولنا: الملعون، أو: اللي ما يتسمى...!. وإنما يحدث ذلك معنا لما نحس به إحساساً غامضاً، من قدرة بعض الأسماء على الحضور والتحقق. ودعونا هنا نتذكر.
الشاعر الحقيقي بطبيعته هو ثائر في المقام الأول ، يسعى من خلال نظرته الكلية للكون أن يغير ما يعكر صفو ونقاء هذا الكون من الظلم والاستبداد وتفريغ الإنسان من إنسانيته ، وهو لذلك يصطف دائماً مع الشعوب المطالبة بحريتها وكرامتها الممتهنة من قبل السياسي كحاكم والمجتمع كرقيب والمنظومة الدينية التي_ تتعسف في تفسير النصوص والأحكام وتحرفها عن وجهتها السامية _ وهي بنتاجها هذا تقف من حيث تدري أو لا تدري مع الحاكم المستبد الذي يستند إلى مسوغاتها الدينية الهشة المشوهة . لهذا كله ينبغي للشعر كمنتج معرفي بالدرجة الأولى
لماذا لا يقول العرب للنظام السوري بكل وضوح بأن هناك تخوفاً لدى المجتمع الدولي من أن انهيار السلطة قد يؤدي إلى صعود التيار الديني المتشدد ليسيطر على الدولة؟ لماذا لا يقولون له إن التدخل الإيراني في الشؤون السورية والشؤون العربية غير مقبول ويجب إيقافه، وإن عدم اتخاذ موقف هو رغبة منهم في عدم انتشار الفوضى في المنطقة؟ لماذا لا يقولون له إن الحل العربي هو الذي سيخرج سوريا من أزمتها الحالية؟ لماذا لا يقولون له إن استهداف المعارضين لا يمكن أن يستمر طويلاً؟ لماذا لا يطلبون منه أن يتعلم من أخطاء من سبقه، ويوضحوا له أين وصل عناد القذافي وأبناؤه بليبيا
التجارب العربية السابقة كانت مضمونة بالنسبة الى واشنطن، فتونس وليبيا بعيدتان عن خط المواجهة، وتيارات المعارضة المصرية أكدت جميعها التزامها معاهدة السلام مع اسرائيل، أما سورية، فقد يؤدي التغيير فيها -وفق مخاوف واشنطن- الى احياء جبهة الجولان، على رغم ان المعارضة ستكون مشغولة لسنوات طويلة بإعادة بناء المجتمع المدني والإحلال التدريجي للديموقراطية بعد اربعة عقود من التسلط. وإلى ان تستطيع اطراف المعارضة السورية الاتفاق على رؤية موحدة لموقع دمشق ودورها الاقليميين، ستظل المواقف الاميركية
تواصل المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, اصدار بياناتها و نداءاتها التي تدين وتستنكر وتطالب بإيقاف دوامة العنف المسلح ونزيف الدم في سورية ,الا ان السلطات السورية مازالت مصرة على استعمال القوة المفرطة والعنف المسلح, في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية والاعتداء على المتظاهرين السلميين ,حيث أدى ذلك القمع الى سقوط المزيد من الضحايا ( بين قتلى وجرحى)خلال اليومين الماضيين(30تموز-31 تموز2011),
ان البعد الاقليمي والدولي في الازمة السورية الحالية امر حاضر، غير انه قليل الفاعلية والتأثير في الازمة، التي اساسها ومكوناتها واطرافها الاساسية داخلية، وهـي التي يمكن ان يشكل توافقها واتفاقها اساســاً لحل المشكلة ومعالجة تداعياتها، لكن لايمـكن القول، ان العوامل الخـارجية ســتظل محدودة التأثير رغم اعلان حركة الاحتجاج والمعارضة السورية رفضـها التـدخل الخارجي، بل العوامل الخارجية يمكن ان تصعد في ظل حدوث امرين اولهما تغييرات في مواقف كل من روسيا والصين، وفي ظل تصعيد خطير في مواقف التشدد المناهض لسياسة دمشق
لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. ( 2 ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد. ( 3 ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت
لكل ذلك كان ينتظر للأغنية ورنيم نصها الموقع الشعبي، أن ينتشر وينتشر، أن يتسع ويكبر، وأن يفيض تحدي ممارستها العفوي عن نطاق محيط الساحة إلى مدار الشوارع والبيوت، وإلى معارج الحارات والمدن.. ومن يدري ربما لتغنى من قبل الأطفال المهرولة في الأزقة للعب على طول البلاد وعرضها، هذا إذا لم نتحدث عن الأمهات المنحنيات فوق المهد للغناء أو أثناء شعيرة تلقيم الثدي.. إلى أن تنسرب في الذاكرة الجمعية.. لكل ذلك كان لابد من إبادة القاشوش المغني، والقضاء على احتمال ممارسته الجمالية الغروتسكية من وجهة نظر المتسلط والسلطوي..