لكن هذا لا يعني أن سلطة الاستبداد تقتصر على عين السلطان و رسالته. بل يذهب مونتسكيو إلى تعيين " حقل دلالي " يزخر بإشارات السلطة : إيماءة السلطان . إنفراج ملامح وجهه أو انقباضها . إشارة اليد أو الحاجب. و أخيرا صوته الذي يسود في صحراء من الصمت . إذا كانت الطاعة العمياء تدخل في دلالات النظام الاستبدادي . فإن الدول الاستبدادية لا تكون إلا مساحة في الامتداد الصحراوي. و هذا يعني أنها تحتل موقعا شفاف. لا يضمر السر. مشرعا لعين السلطان الشاملة و الثاقبة. و كل صحراء حالة من الصمت لا يطيق الصخب لأن الصخب يفقد إشارات السيلطة بعض دلالتها.
وفيما يتساءل سعدي يوسف عن مصداقية وجوهر المعاني التي سيقود إليها (الربيع العربي) الذي يطلقه (الفتيان) الآن، برائحته تلك التي تشبه تلك المنبعثة من ليبيا حتى هذه اللحظات، لا يخفي أيضا عدم تثبته بأنه يمكن للجائعين والمدقعين صناعة مثل هذا التغيير، على نقيض التيزيني الذي بدا مندفعاً إلى أقصى نهاياته (السياسية) سيما وهو يضع (ثورات الشباب العربي) جنباً إلى جنب مع الأحداث التاريخية الكبرى التي أحدثت انعطافات هائلة في التاريخ البشري،كتلك التي سميت بكومونة باريس أو الثورة البلشفية أو الدعوة المحمدية.
إن هناك تناقضا كامنا في قلب الطبقة العمرية المراهقة – الشيبابية يبرزه فحص مصطلح " الطبقة العمرية " نفسه الذي استعملناه عمدا. فالعمر يرد إلى الفرد الذي سيصبح راشدا و يعرف ، بصورة ما ، أنه سيصبح راشدا ، من جهة ، و لرد الطبقة ، من جهة أخرى ، إلى بنية. و نحن نعتقد أن للشباب وعيا مزدوجا من جراء هذا الالتباس نفسه و أنه حين ينتصر أحدهما ينام الآخر ، و لكن لا يفنى. و هكذا ، فإن الطلاب الذين قرروا ، في أيار 1968 ، متابعة ثورتهم مضحين بامتحاناتهم يجب أن يكونوا قد تجاوزوا ، في ذاتهم ، ما كانت تعنيه الامتحانات ، أي مسلك فردي في المجتمع ، ،
عيبٌ والله!
أحسنتْ مصرُ صنعاً ، رئيساً ( أعني حسني مبارك ) وشعباً ...
وأحسنتْ تونسُ صُنعاً :سمِعْنا وأطَـعْـنـــا .
لقد قرأت مصرُ الرسالةَ .والتوانسةُ قرأوا الرسالة.
أمّا طرابلس الغرب فإنها تتلقّى الحقيقةَ بالقنابل :
معنى الربيع العربيّ.
راسلني صديقي الشاعر الرائع سالم العوكلي يوما وكان متابعا نهما لأحداث 25 يناير يقول بأسى " كم نفتخر جدا بثورة مصر هنا ونهلل ونرفع أعلامها في شوارعنا ولا أتوقع بمثلها في ليبيا ليس لشيء غير أننا ارخص الشعوب " كم مؤلم جدا هذا - لذا صارت القضية لهم قضية حياة أو موت ولا بديل - فلا عجب أن يتجاوز عدد الشهداء عشرات الألوف وان يخرج مدويا غضب النساء والفتيات والأطفال للميادين والشوارع لإنتزاع حقهم في الحياة ،
تقاسيم زمار الحي مجموعة مقالات جمعها الباحث والروائي الفلسطيني فيصل حوراني، من بين مجموعة مقالات كتبها في الصحافة عبر تاريخه الطويل .. اخترنا هذه المقالة من الكتاب، لشبهها ببعض كتابنا الذين يتحولون ليس من اليسار إلى اليمين فهذا أمر فرغنا منه، وإنما يتحولون عن مواقفهم ومبادئهم من أجل الشهرة والمال وأشياء أخرى ربما كانت حلما في وزارة ما!!!!!!!
ألف
هل الثورات التي تجري اليوم في العالم العربي هي ايضاً ثورات نساء؟ في هذا المعنى، هل هي ثورات حقاً؟ ربما من المبكر، والمتسرّع، إصدار حكم قاس حول ذلك. لكنّ الأكيد أن البشائر التونسية والمصرية لا تعد بالخير، وأننا ما زلنا بعيدين عن التخلص من احتكار الذكورة للحياة العامة والخاصة.
في ظل الأنظمة العربية (الساقطة منها وتلك التي لا مفرّ ستسقط) القائمة في معظمها على تجاهل حقوق النساء وانتهاك كرامتهنّ، متى تنتقل المرأة في العالم العربي من لازمة
ويناقش المؤلف في كتابه سلوك الطغاة وسلوك الناس وطاعتهم المختارة للطاغية. ويرفض لابويسيه دور الدولة الحديثة التي تسحق الجماعات ولا تترك لها حرية أو استقلالاً في تصريف أمورها بنفسها.
وظل الكتاب مثارًا للاهتمام في أوروبا وفرنسا بشكل خاص مع قيام الثورات ضد الملوك من أجل تحقيق الحرية.
ونظرًا لأهمية هذا الكتاب الفريد قام الدكتور مصطفي صفوان بترجمته وكتابة مقدمة وهوامش ضافية وصدر باللغة العربية عن مكتبة مدبولي عام 1990م.
وصارت الحقيقة الواحدة التي يعيشها الناس مجموعة أكاذيب على لسان إعلاميين كل همهم أن يسهروا مع المسؤول الفلاني أو المسؤول الفلاني، إعلاميون وإعلاميات بات همهم الأكبر مقدار الغلة السنوية، وفي هذه الأجواء المسمومة، ماذا يمكن أن يفعل صحفي جريء أمام رئيس تحريره في اجتماع سنوي، ما دام هذا الصحافي يعرف مسبقاً أنه خاسر سلفاً وبالضربة القاضية أمام هذا المسؤول الذي صار رئيس تحرير، من يحمي الصحفي الذي لا ينتمي لأي حزب،
إبراهيم العريس
فهل نحن في حاجة الى أكثر من هذا لكي نرى في هذا الكتاب الاستثنائي وصية سياسية من الكواكبي؟ فالكواكبي الذي ولد لأسرة من الأشراف المثقفين في حلب في عام 1855، سيموت مقتولاً بالسم (على الأرجح) في 14 حزيران (يونيو) 1902 في القاهرة، أي في العام نفسه الذي انتهى فيه من نشر مقالات هذا الكتاب على حلقات في صحيفة «المؤيد» المصرية لصاحبها علي يوسف، وكان نشر قبله كتابه المهم الآخر «أم القرى»… وهما الكتابان الأساسيان اللذان تركهما لنا، اضافة الى عدد كبير من المقالات والرسائل، الى جانب النصوص الضائعة.