الموضوع الأخطر هو موضوع التمديد،وعدم فتح المجال أمام الآخرين ، وخاصة ً عندما يمدد لأناس ٍغير مختصين، وغير أكفاء ، بينما المختصون لا فرصة لهم في قيادة الدفة الثقافية ، وتبقى المناصب الإدارية حكرا ً على طلابها ، وليس الأكفاء ؟ . هل هناك أسباب ٌ لذلك ؟ يقال إن مبالغ كبيرة تدفع من قبل المتقاعدين ليستمروا في مناصبهم ، من خلال بعض المتنفذين في وزارة الثقافة ، وخارجها . والأمثلة على التمديد لا تقف في اللاذقية عند السيدة مدير المسرح القومي ، بل تتعداها إلى حيز ٍ قريب ٍ جدا ً من السيد وزير الثقافة في دمشق .
كان أرسطو الفيلسوف الأوّل الذي وضع ترتيبا للإلهيات يجعل منها مبحثا منفصلا في كل شيء، من حيث المقولات والمنهج والمقاصد، منفصلا عن مباحث الطبيعيات والرياضيات، فهي أي الإلهيات، تبحث في أسمى الموجودات وأشرفها كالله والعقول المفارقة، ويسمّيها أرسطو بالفلسفة الأولى(1)، وهذا المبحث ذو المقاصد النظرية الخالصة فصله عن مبحث الأخلاق وضمنه السياسة، وهذا واضح في كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخوس"(2)..غير أنه يؤكّد على علمية علم الإلهيات لأن هدفها هو الوصول إلى الحقيقة، وبالتالي فهي مستقلة عمّن يدرسه.
إنظروا مرة أخرى إلى مشاهد العنف الوحشي من قبل أجهزة الأمن ضد المتظاهرين العزل ولا تتعبوا أنفسكم كثيراً في البحث عن جماعة "طائفية" أو "عرقية" لتجاهروا وتقولوا: ألم نقل لكم! لا..بل تفحصوا مرات ومرات في "آليات السلطة والخضوع" في بيئة حاضنة، وعندها ربما سترون مثلي بأن "المساعد جميل" قابع في القمقم المسكون فينا، وستعرفون بأن العنف لا دين له ولا طائفة ولا مذهب..إنه الاعتقاد الجازم، غير القابل للنقاش بأن ما نفعله هو في "مصلحة الوطن" ومن "ضرورات الأمن" و"التصدي للمؤامرات" وهذا كافٍ إلى حد بعيد حتى نتحول لقوم "لا يُمَيزون الجَمَل من الناقة"..والسلام عليكم
مطالبين بالتغيير وبإسقاط الطبقة النخبوية المثقفة، متزامنين بذلك مع هتاف "إسقاط النظام " في الشارع، متربصين بكل من صمت أو نطق، منتظرين اللحظة المناسبة ليعلنوا الحجر عليه ويرثوه حياً، متهمين إياه بالتواطؤ مع الحكومة والتنصل من واجبه التاريخي بمساندتهم. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تجرأ البعض ليوصل الأمر إلى الاتهام المباشر بخيانة الإرث الثقافي خاصته، ومن أبرز من طالتهم هذه الاتهامات هو الأستاذ فراس سواح، أورده مثالاً باعتباره شخصاً متفقاً عليه على فكره وعقلانيته بما قدمه لنا من نتاج فكري ساهم بشكل كبير في تشكيل وعينا .
من الممكن أن نقول إن " الديمقراطية المحكومة " كما عرضها الأستاذ جورج بوردو هي نموذج لما نعنيه " بالاستبداد المتحضر ". فها هنا نظام ديقراطي كامل الشكل و المواصفات التقليدية ، يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه ، كل ما في الأمر أنه شعب زائف. يطبق هذا النظام على شعب حقيقي واقعي مناقض في خصائصه و مصالحه و إرادته للشعب النمطي الزائف. و فيه تسند إرادة موهومة لشعب زائف إلى إرادة غائبة لشعب حقيقي. و لما كان الموجود حقا هو الشعب الحقيقي لا يكون من العسير أن نتبين في الديمقراطية المحكومة أداة استبداد بالشعب الحقيقي
من مركز "الجهل الاستبدادي" يقع إنتاج الهامش والطوق، والعمل على إدماجه إن أطاع أو استئصاله إن بقي في ضلاله. وتمتدّ أسلحة الاستئصالية الجهلية إلى كل ما هو لامتماه مع منظومتها وخطّ سيرها. لا تعترف إلا بمكاييلها وموازينها فهي لا تخرج من الإسقاط إلا إلى إسقاط أفظع. بل إنّها تعتبر ألعاب الأوّلين وطواطمهم وأساطيرهم ومقدساتهم رجسا وجهلا وضلالا، وتدعو لمحو آثارها وتطهير العالم من شرورها، وبذلك تتألّق "الجاهلية الدكتاتورية" لا فقط بخروجها عن السياق التاريخاني بل ايضا بالإدبار عن كل استئناس انثروبولوجي لفهم مجتمعات الماضي المندثرة
و إن خلا من تماثيله السابقة. هذا يعني أنَّ انتهاء الثورة من رموز الحكم هو ابتداء الصراع مع قاعدته الطبقية. و لعلّه سيكون الصراع الأصعب ، إذ لن تفيد معه فقط وسائلُ المعارضة الشارعية الناجحة في إسقاط نموذجيْ الطغيان المطلق، كما وقع في القاهرة و تونس المرحلة الراهنة من تاريخ ثورتيْ هذين البلديْن ، سيكون لها عنوان واحد هو الحيلولة دون إعادة إنتاج مركب الاستبداد / الفساد ، و ذلك بالتصدي الاجتماعي و الثقافي ضد أية سلطة قائمة ، ظاهرة أو خفية ، سوف تفرزها شبكياتُ الفساد لحساب مصالحها الفئوية
هل بالفعل تحولت السلفية تحت مظلة النظام السعودي الى مشروع قطع آذان أو قبض على كتاب أو تجسس على المواطنين؟.
هل تحولت الى خطاب قمع للمجتمع و تزكية للقائمين عليه؟ هل تطورت السلفية على يد الوهابية الجدد إلى سجالات حول الاختلاط و الخلوة و التي كان آخرها ما اتحفنا به أحد الرموز الجديدة و التي تحرم الخلوة بين الأب و ابنته، حيث أنه أتته أخبار و العياذ بالله والزنا بالمحارم قد ضرب أطنابه في مجتمع " البيدوفيليا " تفيد أن الجزيرة، و ذلك لسبب وجيه و هو أن بنات العصر الجديد يلبسن القصيرة، /.
وأمام كثرة اللاءات والمحظورات والممنوعات التي مارسها النظام العربي الرسمي ، لم يجد المواطن أمامه سوى اللجوء إلى الجوامع والكنائس والجمعيات والحركات والمدارس الدينية، ليس لأنها تؤمن له الغد الأفضل المشرق، بل لكونها فقط المجال الوحيد المتاح أمامه الذي يستطيع دخوله دون أن يعاقب أو يلاحق . فيدخل المواطن إلى تلك الجمعيات والمدارس الدينية، وهو يجهل امتلاكها لأية آفاق سياسية، أو تصورات ذات قيمة، أو أنها تتحلى بفكر حديث، ورؤى عصرية يمكن التعويل عليها في حل المشاكل التي يعانيها أو حمايته من الأخطار التي تهدده .
الشكل أصبح أهم من المضمون
الكتاب بوصفه منبع العلوم والمعرفة الذي تناقلته الأجيال، يعاني الآن فوضى حقيقية تظهر ملامحها بوضوح في نماذج عدة من الكتب، يرجحها المختصون لتغير أسلوب الكتابة بتغير نمط الحياة وعدم فهم بعضهم أساسيات الكتابة . وهذا ما يدفع بالكثيرين إلى التساؤل عن نظرة الكتّاب تجاه تلك النوعية من الكتب، وإن كان دور الرقابة على الكتب يرتكز على المضمون أم الجودة، في ما يبقى القراء عبر تفاعلهم مع الكتاب يجهدون للوصول إلى الكتب الجيدة و .