يفترض وجود دولة واحدة محدودة وجود دول متعددة , أو أن يحرض على تشكيلها عند الضرورة , من الطبيعي تماما أن الأفراد الذين يجدون أنفسهم خارج هذه الدولة و الذين تهدد هذه الدولة وجودهم و حريتهم , يجب بدورهم أن يجتمعوا ضدها . لدينا هنا الإنسانية و قد مزقت إلى عدد غير محدد من الدول , الأجنبية , المتعادية و التي تهدد بعضها البعض .ليس هناك حق عام , و لا عقد اجتماعي بينها , لأنه إذا وجد مثل هذا العقد و الحق , ستكف الدول المختلفة عن أن تكون مستقلة بشكل مطلق عن بعضها , و ستصبح أعضاء متحدين في دولة واحدة كبرى . ما لم تشمل هذه الدولة الكبرى كل البشرية , فإنها ستجد في مواجهتها عداء بقية الدول الكبرى , المتحدة داخليا . لذلك ستكون الحرب هي القانون الأبرز و الضرورة الداخلية لوجود البشرية نفسه .
تستطيع مرام مصري تلقين أي أحد درساً في الإنسانية. هي ليست مجرد شاعرة استثنائية تكشف عنها القصائد. إنها طفلة في الأربعينات، تعيش الحياة بالشغب الذي ينبغي. في شعر مرام ما هو جارح في الصميم، وفيه أيضاً ما يبعث على الانتشاء، ويحرض الخيال. إنها امرأة بمثابة ثورة وفي سيرتها كثير من الألم والقصائد المثخنة بالجنون
في الثمانينات نشرت أولى أعمالك الشعرية "أنذرتك بحمامة بيضاء" مع شاعرين هما أخوك منذر مصري والراحل محمد سيدة. لماذا لم تنشري ديواناً خاصاً بك وقتها؟ هل كان الشعر آنذاك فعلاً قابلاً للتشارك ثم انتقل ليصبح مضماراً للاشتغالات الفردية؟ لم أنشر قصائدي في هذه المجموعة المشتركة، وإنما كانت المجموعة "هدية غياب" أثناء
تحمل نصوص مجموعة ( متسول الضوء ) لسامر محمد إسماعيل مستويات فنية متنوعة , وبنية شعرية كثيفة , أنتجتها مخيلة قلقة محيّرة من أسئلة الحداثة و الوجود و إشكاليات الذات مع محيطها وعلاقتها مع الآخر ( القارئ) ,
وهي نصوص تستقرئ الواقع و تكشفه على جمالياته , لتغوص في تناقضاته و تقلباته الدائمة التي لا تتوقف عن التشابه أو التحايل بين الحضور و الغياب , بين العقل و السؤال الأبدي عن ما يناقضه أو ينفيه , ثنائيات متذبذبة , تواجه مقولاتها في ( الحلم ) و ( الواقع ) أو الرؤى المؤجلتين على طول ظهور البشرية و اللتين دائما تعبران عن الخيبة و اليأس و انكسار الطموح , ( متسول الضوء ) تعيش على جعل التفاصيل ( الحياتية ) تنبثق من معان جديدة , وقد تخلصت من نفاياتها و تجردت من استهلاكيتها و عدم جدواها في محاولة لتفاوض مع اللغة البسيطة ,
من المعلوم أنّ الرواية هي سابقة على السينما، ولكن في الوقت ذاته ليست السينما ناتجةً عن الأدب ولا ناتجةً عن الرواية.
لكن إذا ما حاولنا التقريب بينهما فحينئذٍ ماذا سنعتبر السينما، رُبّما نستطيعُ القول بأنّ السينما هي إنجازٌ للصور والأحداث المتناوبة التي كنت ستنجزها من خلال الرواية والتي ستخلقُ نسقاً يشكّلُ ما عرفناه في السينما فيما بعد بالمشاهد.
في الحقيقة، وبعد أن تحولت السينما إلى صناعةٍ مستقلة وعملاقة، حيث تطورت العدسة والموسيقى متضافرةً مع الإضاءة والسيناريو الذي أخذ شكلاً خاصاً منفصلاً عن الرواية والقصة فهو أي السيناريو يحمل طابعه الخاص الذي يفصله عما سواه. خاصة بعد أن خرجت السينما من إطارها الصامت (عصر السينما الصامتة) .
قليلون هم الحكام الذين استعانوا بالمفكرين والمبدعين ، ولعلّ السبب يعود إلى أن السياسة هي نقيضُ الإبداع والفكر، فهي لُعبةٌ من الألعاب، ومكيدةٌ من المكائد ، فإذا مازجت الأدب والفكر والفن ، فإنها تشوه هذه الفنون الإبداعية ، وإذا خالطتْ السياسةُ الإبداعَ، فإنها تقضي عليه بالضربة القاضية.
لذلك ظلَّ كثيرٌ من المبدعين والفلاسفة يرفضون أي منصب سياسي ، لأنهم حين يقبلون المناصب لن يفقدوا إبداعهم فقط ، بل ستشوِّهُهم السياسةُ أيضا .
ولو مارس المفكرون والمبدعون السياسة لقلَّ نصيبهم من الشهرة ، ولعدموا الإبداع ، لأن نقدهم للسياسة والسياسيين كان من أبرز إبداعاتهم
في خبر ليس بجديد دوما، وليس بمفاجئ، علمنا بمنع كتيب «تابو البكارة» في معرض القاهرة للكتاب، وهذا الكتيّب الصادر عن دار بترا ضمن إصدارات رابطة العقلانيّين العرب، يجمع المقالات التي نشرها موقع «الأوان» في ملف: تابو البكارة اليوم وفي ديارنا. كيف يمكننا أن نحتفي بثقافة الآخر، ونطلب منه التعرف إلينا، في الوقت الذي نحجب فيه ثقافتنا عنا وعنه، كيف نستطيع إذن أن نتقدم بثقافتنا إلى الآخر، إذا كان لايزال شق كبير منها، وهو الشق غير التقليدي، وغير الموالي لأنماط الكتابة التقليدية، ممنوعا. فأن تكون المملكة المتحدة ضيفة شرف في مهرجان القاهرة للكتاب، وأن يتم الحديث عن استضافة عدد من الكتاب والشعراء الأجانب لمناقشة استلهام الكاتب من الثقافات الأخرى، وأثر تعدد هذه الثقافات في الإبداع، وفي الوقت ذاته الذي تستمر فيه عقلية حجب ومنع الكتب، أجد في هذا تناقضا وتفاوتا كبيرين في حجم المعلن عنه، والمتاح، كما لو أن الرقيب هو الذي يحدد ليس فقط صلاحية ما يقرأ العربي، بل أيضا صلاحية ما يطلع عليه الضيف الأجنبي.
في البدء كانت الكلمة.. ومن ذلك الوقت وأعداء الحياة يحاولون خنقها في مهدها خوفا من أن تقض عروشهم المبنية على القمع والإرهاب.. لقد دخل المال السياسي بكل ثقله إلى الإعلام فبات الإعلام واجهة لمساحيق التجميل وعلب المحارم والبطاطا والعلكة والأغاني الهابطة دون ان يجد في نفسه او نفس مموله مكانا للكلمة الحرة أو شهادة الحق في زمن العبودية، وكل ذلك بهدف تطويع الكلمة وجعلها إحدى حلقات النفاق والتسبيح بحمد أولياء النعمة أو النقمة حتى بات الإعلامي القابض على كلمة الحق كالقابض على جمر النار ليس له إلا المنفى قرارا يتنقل من فضائية لأخرى ومن زاوية إلى عمود ومن بلد لآخر حتى إذا أقض صوته وقلمه رقدة النّيام لا يجد سوى الترحال طريقا إلى الشقاء والغربة .
من الكتّاب عشرة أوهام.. ومن الاتحاد مئات التوضيحات
((تأتي هذه المقالة بالتزامن مع المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب، أما أهميتها فتكمن، ربما، في إنهاء الكثير من اللغط حول الأدوار الإبداعية والريادية لاتحاد الكتاب، وهي أدوار لم يدع الاتحاد يوماً بأنه معني بها كثيراً، وهو ما تنص عليه صراحة بنود النظام الداخلي التي مازال معمول بها حتى تاريخه.
عندما نشأت السينما تلك النشأة الكيميائية المتواضعة في فرنسا، لاقت الرواج الأعظم ما بين الناس المتعطشة لهذا الفن العظيم ،ولم يكونوا يتخيلون أنها في يوم من الأيام سوف تحتل العقول والقلوب أيما احتلال، وستعود على الدولة بأرباح اقتصادية وسياحية لا حصر لها .
العقل البشري بالطبع كان السبب في ظهور الفن السابع المعتمد على البحث العلمي الدقيق عن مكنونات الأمور وسرّ تفاصيلها الحيوية،
لا تزال العلمانية الدريئة الأساسية التي يطلق عليها جلّ المفكرين الإسلاميين والقوميين والشعبويين سهامهم النظرية، استسهالا للوصول إلى قلوب "الجماهير" لتحقيق مكاسب غالبها سياسي. ومؤخّرا صدر لمفكّرين إسلاميين واحدهما يساري والآخر راديكالي دراستان نشرتا في مكان واحد (1)، وتناولتا المسألة العلمانية بتقريع مهذب، مرده اعتقاد الرجلين أن العلمانية قد هزمت تاريخيا، وأنهما يسلكان سلوكا تربويا مترفعا، للإجهاز عليها.
فأما الدراسة الأولى فللكاتب الإسلامي اليساريّ حسن حنفي، الذي يعود مرة أخرى إلى السجال التاريخيّ الشهير بين ممثل الفكر العلماني فرح أنطون والإمام محمد عبده. وهذه المرة ينتقي حنفي زاوية جديدة لنقد فكر أنطون بعد مرور مائة سنة على السجال التاريخي. وهو يرى أنّ الرجلين متفقان "من حيث الهدف والدعوة، إنما على خلاف في الجهة المصدر." وبذلك، يحيل حنفي السجال، بدلا من اعتباره سجالا بين اتجاهين