"لم تُقنع الساروت إلا أهداف الثورة الشعبية كما ملايين السوريين، ولم يسعَ إلّا من أجل تحقيق أهدافها" علاقاتٍ تصبح عبرها أداةً للدول، وتنفذ سياساتها وتَحمِلها على طبقٍ من ذهب إلى السلطة. ليس الساروت سياسياً، ولم تمدّ له يدُ المساعدة؛ حُوصر وجاع وأكل أوراق الشجر، ونحف. ولكنه لم يُصالح، ورفض كل عروض الإغراء، وأصبح من المطلوبين للنظام وبكل السبل، قتلاً أو أسراً، وخُصص لمن يقتله مال، وداهنه بتسويةٍ تُعطيه امتيازاتٍ كُبرى
ما وضعته السنوات فوق رأس شهدي نجيب سرور، الذي خاطبه أبوه بالاسم، يخرج الأبيات من سياقها الشعري، ويحيلها إلى وصية مباشرة من أب لابنه.
وشهدي نجيب سرور، فضلاً عن كونه ابن الشاعر والمسرحي المصري الكبير نجيب سرور، هو من أطلق عليه "أول سجين رأي إنترنت في العالم العربي". والمعلومة عرفتها عبر تدوينة لزميلته القديمة أميرة هويدي، ضمن تدوينات كثيرة انشغلت بوضعه الصحي خلال الأيام القليلة الماضية.
كان الرجل المسن، الذي لم يكن معجبًا بالطليعة المقاتلة، يتابع بحماس رواية تفاصيل القصة التي وصلته عن هذا البطل الذي فضل الموت حرقًا على الاستسلام والاعتراف بأسماء أصدقائه المجاهدين، قائلا حرفيًا: “لقد شخ على عنتر” في شجاعته. كان يعرف أنه لن يستطيع المقاومة، وأنه في النهاية سيقول كل ما يعرفه عن التنظيم، لذلك فضّل الموت على الذل والخيانة.
فيما ترتسم معالم مصالح الأطراف كافة، باستثناء إيران، تدرك روسيا الصعوبات أكثر من سواها، فالضربات الإسرائيلية الأكثر كثافة وضراوة لا تكفي لإخراج إيران، ولذلك ستعمل موسكو للحصول على ما يمكّنها من تحقيق هذا الهدف باتفاق سياسي مع طهران. وقد أظهرت الاحتكاكات بين الروس والإيرانيين وقوات النظام (جناح ماهر الأسد) في الشهور الأخيرة أن القوات البرّية التي يعتمد عليها الروس لا تكفي أيضاً لتغيير الواقع على الأرض.
في اليوم التالي، وفيما كان السيّد المدير العامّ، يقوم بجولته التفقّديّة اليوميّة للاطمئنان علينا، حاملاً معه باقة وردٍ، يهديها لنا ـ نحن الموظفين ـ كعادته كلّ صباحٍ، سألني عن سبب تغيير غرفتي، وعندما أخبرته، لطم وجهه بكفّيه، و مزّق قميصه تفجّعاً، و أرسل طالباً حضور رئيس الدائرة، متحرّياً تفاصيل القصّة.
أما ما سهّل على الأسد الأب تفكيك هذه الدولة الناشئة ديمقراطيًا، فهو أنها تكوّنت قانونيًا بقرار من سايكس بيكو، قبل أن تتكون مجتمعيًا ووطنيًا، إذ لم يكن هناك قبل عام 1918 دولة، مجتمعيًا وقانونيًا، إنما ولايات معزولة عن بعضها البعض (حلب، دمشق، حمص، حماة، إدلب… الخ) تتبع السلطة المركزية الخاصة بالدولة الإسلامية العثمانية، وفي حالة غياب الاندماج الاجتماعي الكافي
يختلف العلماء في فهمهم لبقاء النظام. ويقترح أوغوستوس نورتون أن المجتمع المدني لا يزال محفزًا غير فعال لإضفاء الطابع الديمقراطي([3]). ومع اتحادات النقابات العمالية المسيطر عليها سياسيًا، ومؤسسات الأعمال غير المستقلة، ثمة ندرة في المساحة الاجتماعية لتطوير قوة ديمقراطية داخل المجتمع([4]).
“نهاية بشار الأسد الاغتيال!” صرخ رجل كان يركب دراجة نارية مارًا أمام مناف طلاس، وهو جنرال سوري يعيش في المنفى، كان ذات يوم عضوًا في الدائرة الداخلية للأسد، حيث كان يجلس في مقهى في الهواء الطلق في باريس عام 2017. كان طلاس، صديق الطفولة لبشار الأسد، قد فرّ من سورية قبل خمس سنوات،
اللامرئي اللغوي:
يقدم المؤلف نماذج من اللامرئي في اللغة؟ يظهر اللامرئي اللغوي جليًا، حين نبحث عمّا ينوي قصده شخص من وراء كلامه أو كتابته، أي بالبحث عن تلك النية التي تذوب وتنحل جزئيًا في ما تعرب عنه اللغة، فنذهب في التأويل الذي يصبح غير مرئي بالنسبة إلى المفردات المسموعة أو المقروءة.
صحيح أن هناك من أعلن منذ بداية الثورة أنه ضد أسلمة الثورة، وتسليحها، إلا أن ذلك كله لم يكن في بدايات الثورة، وكان مجرد تهمة استباقية، وما كان ليتم لو أن رأس السلطة - وهو رأس النظام السياسي - قبل بالانتقال السياسي، على نحو سلس إلى "أيد آمنة"، وتحت رعايته، بالرغم من أن مطالب مشعلي شرارة الثورة في المكان، ما كانت لتتعدى بعض الإصلاحات السياسية، ومن ثم الإصلاحات الشاملة،