و من أسرة فقيرة عاشت ضائقة مالية وصفها ونوس بأنها «سنوات بؤس وجوع وحرمان» ولما التحق بالمدرسة الابتدائية أظهر ضعفاً في مادة التعبير مما جعله يُكثِر من المطالعة عملاً بنصيحة مدرس اللغة العربية. وكان أول كتاب اقتناه هو «دمعة وابتسامة» لجبران خليل جبران وكان عمره اثنتي عشرة سنة، ثم نمت مجموعة كتبه وتنوعت (طه حسين، ميخائيل نعيمة، نجيب محفوظ، إ
ي مثل هذه الأيام وأشباهها، ترتطم أدمغة البعض بالجدار، وتقفل المنافذ وتتعذر الرؤية، فيصبح شديد الغضب، لأدنى ملامسة مع المحيط، ويصبح السلوك الأمثل، مع هذا الشخص الحزين، تجنبه وتركه وما يريد، ويسمى في هذه الحالة مشمئنط، أي غير مستعد لأي ملامسة أو تعامل أو حوار، وربما يعبر عن هذه الحالة بانفعال حاد، يصل لدرجة الضرب أو الصراخ، أو بانكفاء إلى الداخل
وتتالت الأخبار لتصل بالأمس، لاقتراب إصدار نظام الأسد، عفو عام عن السوريين وتبييض السجون وما إلى هنالك من أخبار، يمكن وضعها بخانة الشائعات، أو محاولة تبييض صفحة النظام الإجرامية، عبر "مكرمة" وتضليل، قد تنطلي على السوريين، من نظر المفكرين الروس على الأقل.
قصارى القول: جدلاً وفيما لو صحت شائعة العفو العام، أليس من الأجدى السؤال، عفو من ولمن وممن؟!
يومين، أدلى طعمة بتصريحات جديدة يحيل فيها إلى تركيا حقَّ تحديد وفد المعارضة السورية إلى لجنة صياغة الدستور، المزمع تشكيلها من قبل المبعوث الدولي دي ميستورا، باعتبار أن تركيا هي الدولة الضامنة للمعارضة، بقوله: “إن اتفاق الأمم المتحدة مع الدول الضامنة، في ما يتعلق باللجنة الدستورية، ينص على أن الضامن التركي هو المكلف بتقديم أسماء المعارضة، سواء أعجبنا هذا أو لم يعجبنا.. وأن دي ميستورا ملزم بتبني القائمة التركية”.
جاء الملاكان إلى سدوم مساءً، وكان لوط جالساً في باب سدوم، فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض وقال: يا سيديَّ ميلا إلى عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا: لا بل في الساحة نبيت. فألح عليهما جداً، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبزاً فطيراً فأكلا.
من هنا يمكننا تلمس آثار أصابع نزيه وتذوقها بصرياً مع أصابع الفحم التي استخدمها في تظهير هذه الأعمال، حيث تبدو بصمات الفنان واضحة على ميلان الوجوه والأجسام ذات المسحة الانطوائية، وذلك وفق تمشيحات مترفة تشي بإحباطات لمجاميع الوجوه المتجاورة والمتراكبة داخل الإطار الممحو بعناية بين كادر وآخر.
لا يغيب عن ذهني أبدًا، وأنا أشاهد عادات الناس وممارساتهم للسنة الثالثة على التوالي، الزاوية المخصصة لغير الصائمين، في جامع الشيشلي، وقد كنت هناك قبل أيام، للتأكد من استمرار الجامع في تقديم الإفطار الرمضاني المجاني لغير الصائمين، فوجدت الزاوية تقوم بتأدية عملها كما هو مخصص لها، فعشرات الأشخاص كانوا يتناولون طعامهم، قبل موعد الإفطار بنصف ساعة على الأقل، دون أي تلميح أو إشارة تدلّ على التقليل من شأنهم.
أعلنت الولايات المتحدة وتركيا، قبل أيام، أنهما اتفقتا على "خريطة طريق"، للتوصل إلى اتفاق بشأن مدينة منبج (شمال) التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بقيادة وحدات حماية الشعب (الكردية) بالقرب من الحدود التركية. وجاء الإعلان إثر اجتماع عقد بين وزيري الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، والتركي مولود جاووش أوغلو.
أمّا السندويش فيُعفي صاحبه من ذاك الحبّ، إذ هو تعريفاً سلعة يُدفَع ثمنها قبل تناوله أو بعده. وفي هذا المعنى، فإنّ الأكل في البيت يطفّل الآكلَ، فيُشعره بـ “دفء العائلة” ويعرّضه لمبالغات الأمّ وتعويضها الكلاميّ عن قهرها عبر استعراضها التضحيات التي تكبّدتها كي تطبخ هذه الطبخة بعينها “لأنّكم تحبّونها”. لكنّ السندويش، في المقابل، ينضّج آكله إذ يُحلّه من هذه الالتزامات والتبعات جميعاً ولا يقيّده بشيء.
في ظل هذا الوضع، يمكن التمييز بين ثلاثة أجندات في المرحلة الصراعية القادمة: الأولى الأجندة السورية التي تلح على استعادة الاستقرار، على أساس وقف كل أعمال القتال والتشريد والتدمير، وتحقيق نقلة سياسية، أو مرحلة انتقالية، تؤسس لسورية جديدة، بيد أن ذلك لا علاقة له بالأحلام التي داعبت معظم السوريين في بدايات ثورتهم، التي تتعلق بالحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية،