أنتظرُ هنا أمامَ سريرِ النسماتِ
التي ستسافرُ إليكَ في الصباح ..
أرتقبُ لحظةَ استيقاظها ..
جهزّتُ لها فطوراً سريعاً وفنجانَ قهوة ..
وحزمتُ حقيبةَ أشواقي ..
كان ذلك في الأيام الأولى من قيام العيد-المجزرة، لكن مع عبور ساعات الوقتِ الأخرس وسيده الذي يدفع بقاماننا البهية نحو المسالخ التي لا حدود لتخومها، حيث يجز ويستمراً لحم الضحية،على عتبات تلك المسالخ لامستني بقوة وحنو شجاعة فتية وكأنها أولدتني تواً، أو طلعت أنا في اللحظة من رحمها الطاهر،
واليوم ملهمتي
سمراءُ من حلبٍ
فصرتُ أهوى
جميع الناس في حلبا
من سيف دولتها
كلما اكتملت بناري
عجنتك بأصابعي صلصالاً ... ممسكاً
أُخرِجُني ضلعاً غير أعوج
مهري أغلى من قصيدة
أرق من دمعة
سأحشو لك رقصاتي المجنونة الخجلى,
مع ممسحتي أو مكنستي,
هل ذكرت لك قبلاً أن ماعاد
لنا مكان للرقص,
غزا الأغنياء أماكننا,
أشيائي الاخرى ميعثره...
كتاب....
ونزوه..
وعشق عتيق..
أتبادل معهم همي..
ارحـــلوا!
غادروا فجْرَنا، أرضَنا، دمَنا
غادروا ضَوْءَ أيّامنا، لوْنَ أعلامنا، دِفْءَ المواعيد في ليْل أحلامنا
فقدْ مَـلَّكم درْبُ هذا المسير الطّويل إلى غدِنا
وملّتْكُمُ مُفرداتُ النّشيدْ
أرى وجهيَ الآن واضحا في الضّبابْ
وكم أحبك عندما تتحدثين بأناقة
ثم تستنشقين دخان تبغك
وترتشفين قهوتك المغلية
وتبتسمين
لأقف حائرا خائرا
على ظهر القارب أبحرنا
في مراكب القمر إلى اللجة تبدو الآلئ
يطول اللحن والجائع يغني من معدته
مات رغما عنه مات في شهقة الأمل
ما كان شجرة ليكتب عن سفر العيون المحدقة
عادت السكينة الدبقة،
وغدت مصابيح السوق المغلق ليلاً،
عيوناً غوليّة تتوالى في مساري، وتنحدر بي إلى تنهيدات الغابة المكظومة.
مرّ زمن أبله،
استنقعت فيه خطواتي على إفريز السطح،