رجلٌ يقعدُ في الشرفةِ ، يدخنُ السجائرَ ، ويشربُ القهوةَ
من فورةِ النهار إلى شيخوخةِ الليلِ ( وهو هكذا )
يفكرُ فيمَ جاءَ وفيم سيذهبُ...
ويظنُّ ( وبعضُ الظنِّ صدقٌ )
أن انتظارَ المصيرِ ، وانفضاضَ الخاتمةِ
انا يارفيقى..
أطلّ على كل شيء ِ
على كل شيء ِ أطلّ معك..
بعينيك
أدخل كرم جدودى
وبحبي لذاك الغريب
المرئيِّ لنبضي
والذي في سرّه
يسدلُ شَعري
ويُشفّف ُ جلدي
كِثارٌ إذا لاحوا كــصِفْرٍ متى عُــدّوا
خِــفافٌ إذا كِــيلوا ثِـــقـالٌ مــتى حلّـوا
ضِخامٌ ترى أجسادَهمْ حجرًا هوى
جـــرى به مـــاءٌ كلّـما حــطّـه السّيْــلُ
لِـئامٌ يلومون الكريمَ على الـنّـدى
ٳنحدار شاقّ .. نحو قاع مقفر
نحو هاوية معجونة بالضجر
كل هذي السقوف مطويّة على جسد اليابسة
الأزرق. و هذا الخشوع مترف في أعين الشاهدين!
لم ننزعج قطّ ... من ذلك الحلم الذي تكسّر
كم أنت مسكين يا لبنان .
كيف يتأتى لمثل هذه الطبيعة الساحرة
أن تدخل في دورة من العنف و الفوضى
و أن تنزلق في هاوية مزدوجة من أعباء
الشرق المتخلف و الفاسد ،
و أعباء الغرب النرجسي و الأناني
في كلِّ المرايا أراكِ
وعندَ كلِّ صباحٍ تُشرقين أمامي، فأسألُكِ:
- لماذا نستقبلُ جثةً جديدةً كلّ يوم؟
- لنحيّي بها الأرض.
- ومنْ قالَ بأنّ الأرضَ تحيّا بالدماء؟
لحُكّامِنا حِقْبة ٌ مِنْ خواءِ البقاءِ
وأزمنةٌ مِنْ علوِّ المَقامِ هُـلامُ
وساديّةٌ تعْـتريهمْ إذا ما اعْترتْهمْ
كَريزْما النّفوذ،
لهمْ قهقهاتُ انتــصارِ ٍ مريضْ
- اهبط واسبقني إلى الماء..
- قد تحاصرني النساء؟
- لن يراك غيري!!
قفزت إلى حوض الماء وأخذنا نرقص داخل رغوة الصابون ونتراشق القبل..
نتبارى أينا يطرز جلد صاحبه أولاً.. حتى توهجنا معا.. شهقت:
ذي الربّةُ تتقدّمُ في صمتِ الحكماء
تنظرُ في أفقٍ ليس يراه سواها
تتحسّسُ أجسادا تُمعنُ في البيدودة والنفيِ
يأتيها طوْعا صلصالٌ فذٌّ للخلْقِ..
تُحدّقُ في الأشياءِ طفيفا، وفي لحظاتٍ