الدنيا تزحفُ نَحْوَ ميلادِ فجرٍ، والهواءُ في غزةَ لم يتخلصِ من صَهَدِ شمسِ النهارِ بعد، وجلدي ينضحُ عرقاً يغزوني بروائحَ تفسخُ ما قبلَ نفاذِ العافيةِ .. فجأةً لاحَتْ تباشيرُ شتاءٍ مع روائحَ امرأةٍ، تأتيني من طرفِ الدنيا .. لِذْتُ بها:
- كيف وقتُكِ يا امرأة ؟ .. أني أحترقُ !!
ربما رشقتني قبلة ماتت كالعادةِ في الطريقِ .. ضحكت
جرحُك – يا حبيبتي – يحتلُ البحرَ الفاقعَ الأصفر،
رائحةَ الليمونِ الأخضر..
ولغةَ البيانو
فأشتبكُ مع الجدارِ !
وفمي يشاهدُ الماءَ مدهوناً بالملحِ ،
فقط سنموت *
أصابعُنا الحافيةُ على مَدَارِ نِداءاتِ بناتِ آوى
أعيننا المتفتّحة كستناءةٍ فوقَ نارٍ مهمومةٍ
أكتافُنا المدلوقةُ إلى السماءِ برطوبةِ ذكرياتِ شوكةٍ
ألْسِنَتُنَا الممدودةُ للضّوءِ، ذَاقَتْ طعمَ الرّيحِ
وأبقى
محض صدفة
حتى تكرريني .
لي
غاية الحب .
هذا مساءُ الخمرِ يا خمرَ الدجى صهباءُ رفقاً بالحشا صهبـاءُ
إنَّا وليل ُ السكر ِ داء ٌ قد دنى فالداءُ فينا يرْتَجيه الــداءُ
للخمرِ إنّا ما سأمنا طعمَهـا زدني قصيدا ً، جاءني الإيحـاءُ
كيف التنائي والطلا تجتاحني أغدق بها جهرا ً لديّ رجـاء ُ
هل مجَّك َ الإصباح ُ ليلا ً بيننـا ورماك َ فجر ٌ ناعسٌ و مساء ُ
مازلتُ مختبئاً تحتَ جناحِ
يمامتِها النائمة ِ؟!
من قال بأني سأطلقكَ لحرفي العابرِ
الشعرُ.. جدي
ينهضُ من قبرِه كلَّ يومٍ
سَأَطُوْفُ الْبِحَارَ
سَيْرَاً ...
أَو أُعَارِكُ القراصنةَ
وَالأعَاصِيْرَ
وَهَيَجَانَ الأَمْوَاجِ
أصواتُ الحديثِ ...
سمّه ما شئتَ ...
إلى ذلك المجنونِ
كصوتِ السياسي حين يلقي خطابَه
أو يحدثنا عن أمرٍ ما يستخدم وتيرةً ثابتةً
كسنا البرقِ،
يُسرى بك إلى برج ِالأنوثةِ اللألاءُ
تدوسينَ بياقوت كعبيكِ
على رخامِ السرجِ السابعِ عشر
فتغتسلُ بنفحِ عطركِ
تفترشُ الصورَ، تغفو بين أوراقٍ قديمةٍ
تنصتُ لغناءٍ بعيدْ ...
تسترجعُ أوقاتٍ في الحنينِ ..!
تشردُ .. في وجهِ حبيبٍ
غابَ .. في هوةِ أزمانٍ سحيقةٍ !!