المسمار يخترق الخشب
ينام مُمْسِكاً بالمكان
لكنه يصدأ من الصمت
قلبي لم يدق منذ أمد
لا يمل
مناضل
أخذوا أطفاله للضغط عليه وحمله على الوشاية برفاقه والاعتراف بما لم يقترفه فهز كتفيه وقال:
- ليأحدوهم! فلن يعلموهم غير الثأر للحق. لن يعلموهم غير الانتقام!
هدموا بيته فهز كتفيه وقال:
- قَبْرُ الدنيا: مُجَرد قَبْر!
أعرف معنى أن تكون وحيداً
أن ترجع من الحرب
فتدرك انك تركت الوطن خلفك
يحاصرك الغبار كخرقة باليةٍ فوق كرسي الكلمات
وعلى جمر الصمت تقلب الحكايا
قطتنا "آرام" لم تكن قطتنا. تعرفنا إليها وتعرفت إلينا حين شمت ذات يوم رائحة سردين. قال أبي يومها:" أعطوها العلبة فارغة، وكلوا السردين بسرعة." لكني كنت أعطيها سرا من حصتي. وصارت تصير قطتنا كلما فتحنا علبة سردين. ثم ارتفع ثمن السردين، ولم نعد نشتريه. فقالت لي آرام:" كيف أحصل على سردين؟"
قلت:" من البحر!"
قالت:" وأين البحر؟"
أرهف السمع محاولا حصر الخطى، التي تجوس العتمة على بعد جدار منه و تحديد جنسها، فعوت الريح من حوله قصفا وموتا صعق الحواس فيه وشلها، حدق في الفراغ المسكون بالسواد ساهما.. شاردا، تحاصره الهواجس من كل صوب، تستدعي لحظات مشابهة وصورا ما حادت عن ذكراه يوما، فيستعيد توازنه الذي غاب قسرا، يدنو من الجدار محاذرا .. يلتصق به فيبله العرق .
بيته المحاذي لجحيم لا يخبو ولا ينطفئ، جعله أكثر حيطة وحذرا ممن
مضى أكثر من عشرون عاما على الخادم في عمله في فيللا وقلما يغادرها وعبر هذه السنين دوما ينظف الأرض ويعمل في الحديقة وينحني كلما رأى سيده بعد عشرون عاما أصبح ظهره منحنيا ويكاد يشبه زاوية قائمة ، بعد عشرون عاما مر عليه مامر من رجال ونساء رآهم دون أن ينبس ببنت شفة ، الحديث الطويل نسبيا الذي دار مع سيده الممتشق القامة ، ، بينما الخادم يمشي ورأسه للأسفل ، فقط عندما أشار إليه الأخير بالتجول والتمشي في الحديقة وهي المرة الأولى التي يسأله عن أموره وحياته
لَنا، أمْ لهمْ، حزمةُ الضوءِ
أيقونةٌ في الكنيسةْ،
طريقٌ نسير عليها
مشاها الجليلي حين استفاقَ على شجرِ السرو،
يميلُ ليحمي السنابلَ من لعنةِ الفيضانِ
أختنقُ شكّاً. تتشتّتُ صوَري وأفكاري في بعثرةٍ عاصفة. أتقلّبُ في الفراش. أسهرُ منتظراً، سوفَ تنطقُ بلسانِ الجبرِ. ستحدّثُني بشفاهٍ مطلسمةٍ، ومن عمقِ سُباتِها، عن أطوارِ فعلِها المشؤوم. سأحفظُ اعترافَها عبرَ هذا المسجِّل. سأعلنُ للجميعِ حقيقتَها الفاجرة. ها هي الآنَ تنامُ قريرةَ العينِ، و لا تدري بأنَّ طلسَميَ القديمَ سيُنطقُها بما تُخفي، فتتلفظ قسراً بسرِّها الدّفين. كنتُ غُفلاً معها، أنعم في مسرّةِ حياةٍ زائفةٍ، حتى أفاضَ القدرُ عليّ أخيراً بهديِ شيخٍ جليلٍ دَلّني إلى المعنى. يا إلهي، عاشرتُها كربٍّ، أرعاها بالحقّ، فأثابتني رجما. عاشرتها كسلطانٍ،
وأسألُ كلَّ نسيمٍ يمرُّ
أتحمِلُ لي بعضَ أنفاسِ
تلكَ الصبيةِ ؟.
لا شيء أكثر من
نَفَسٍ هاربٍ منكِ أطلُبُ
عليك أن ترفو جيوب روحي التي شقَّها
ثعلب عينيك
وساطور كلماتك...
"تظنين أنك تسكنين تحت جلدي
وتقرئينني،