يا حلمي الشارد في أعماق الحرف تعالْ..
لا تكفي صرخة الاستهلالْ..
قد أدري أني أسبح وحدي أرحل وحدي أكتب وحدي..
بعضاً مني..
ما بين عناوين الأشعار وآخر ما يحكيه محالْ..

1- ملاك الوقت
على ضفة النهر وقفت تحدق في الماء, هامسها ملاك الوقت :
- الماء هو الماء يا امرأة, يبدأ من دمع العين ويموت عند المصب.
لوحت لسمكة بلون الشفق, كانت السمكة على عجل.. قال ملاك الوقت :
- لا تَشغلي المشغول بغيركِ.

لماذا يصعب عليّ أحياناً كثيرة ترجمة وفهم ما يحدث بداخلي؟ ألانـّني مترجمٌ فاشل لا أتقنُ لغة الداخل بصورة جيدة؟ أم لأنـّي أخشى أن أنهي كتابة ما ترجمت فأحصل على صورةٍ لا أريد الاعتراف بوجودها في داخلي بل لا أريد مواجهتها أصلاً ... فربما أكون خائفاً أو خجـِلاً مما يحصل في الداخل من أمور ٍ قد تتناقض مع ما يدور في الخارج, لكن أليس من المحتمل أنّ ما يحصل في الداخل قد يكون هو الصحيح حسب المفهوم الحقيقي لما نؤمن به من معتقدات أو مبادئ أو نظريات, ذلك المفهوم المجرّد من الألوان الناتجة من احتكاك ما نؤمن به مع الزمن,

في ليل البحر القديم
داهمتني سيدة الدهور الحافية..
ليلى وقفت بباب الخيمة القديمة
تشرب من الصحراء
وتغني مواويل للرمل العطشان

إذ لست ذكر حمام..
يختال بين الإناث
ينفش الريش ويحد منقاره
أشرب كأسي ببطء
كما يحتسي الفقير

(5) فصل في حكاية ظل المنارة وعجاج الطبل
تأثير الخديعة قد يكون احيانا ابلغ من جرح الكرامة ، ذلك ما احسّهُ تماماً وانا أحاول الكتابة عن العم خضر، ما زلت اتذكر ذلك المحل الذي ارسلني اليه والذي يقع مباشرة تحت مئذنة احد الجوامع وهو يعطيني عشرة فلوس لأشتري له في المنارة وعجاج الطبل و(الفي) هو الظل كما تعرفون ، ربما كنت في السابعة من العمر في ذلك الحين وقد توجهت الى السيد مهدي صاحب المحل وقلت له عمي خضر يسلم عليك ويريد بخمسة فلوس في

أسنانه مصفرة من أثر التبغ وتعاطي الحشيش , طرقه الدائم على خشبة البار القذرة
الرقبة الغليظة والخرقة الوسخة , أبخرة الكحول متمازجة متماسكة , بقايا المشروبات أسفل الكؤوس .
روائح الجنس والغريزة تملأ المكان , نساء بوجوه رمادية وصفراء يختلط عرقهن بروائح المكان ورمادية الجدران والقليل من النور المتسلل.
- الدفع سلفا .

مبعثر وجهي كليل في ليل
لم يخضع لم يتأوه لم يحقد ولم يستكن
بل التّف التّف وتكتّف
ألقى نبوءاته في جوف الحوت.
واسعة الجرح تخطّ فصولها في الآفاق

كان بجانبها رجل، جعلها كل ليلة صبية تحلقُ في السماء، ومن ساقيتها أخرج العنبر، وشرب من ينبوعها حلوَ المُدام، وكانت هي في كل ليلة بعده، تجوب نوافذ البغاء، تمارس طقوس الشعر وفن فض البكارة، واباحت دوس لحمها لكل من مارس معها الحب بطمئنان. سقطت قناعات النبوة والعفاف، وراء شهوتها بأنياب ودم، واختلط العشق بالاشمئزاز، حتى مزقته اشلاء.
انتهت الأمسية ووقف العازف عن الآداء

(1)
ضبابٌ يَحُطُّ على غُصنِ جُميِزَةٍ في حزيرانْ؛
يَنامُ على بَطنِ ضوءٍ تَكوَّعَ تَحتَ الظِّلالِ
لِيغفو قليلاً على صخرةٍ شكَّلتها المشَاعِلُ
قبلَ الهُبوطِ النهائِيِّ في رِحلةِ الموتِ