حين قصدت طبيب الأورام الدكتور زاهر بيريني لفتت نظري وسامته التي تذكر بنجوم السينما ، والأهم من ذلك دماثته وحسن استماعه للمريض للبدء بالعلاج . وفي حوار بيني وبين صديقي الحميم الدكتور شاكر مطلق ، شفاه الله وعافاه إذ يعاني الحالة إياها . قال لي الدكتور مطلق واصفا طبيبنا المشترك الدكتور زاهر أنه رجل علم ورجل أخلاق . فالدكتور مطلق هو الصائغ الذي يُثَمِّنْ معادن الناس .
نختار الكتابة، فنختار مبعث آلامنا وأفراحنا. ببسيط العبارة، تصبح قدرنا المحتوم بما تعدنا به من متعة وشقاء، مهنةً كانت أو هواية، في عالم لا فضل لنا عليه، ما دام أننا نستقي منه أفكارنا ورؤانا، ولا نعفيه من تساؤلاتنا. ومثلما ستوحي لنا القضايا الكبرى بما سنكتبه، لن تقل عنها القضايا الصغرى أهمية، سواء ذات شأن، أو تافهة. ما يحفظ صوابية اختياراتنا أنه في الكتابة، لا ممنوعات ولا استثناءات ولا حجر... لكن ليس بلا تبعات.
مَن يريد أن يرى النظرات التساؤلية وهي تُرمى كمثل تلألؤ البحيرات، فليمعن النظر في علاقة اللغة الأم مع المرآة، في وقوفها أمامها أو تمايلها أو استلقائها، أو حتى إذ تصير اللغة الأم هي ذاتها المرآة، مرآة المدى الفسيح. إنها ليست فقط مجرد حروف وكلمات ومقاطع وجمل وتراكيب ونصوص وقواعد ونحو وصرف، وهي ليست فقط مجرد ثقافة أو منظومة أخلاقية
في الأولى وجدت نفسي معجونة بروح المقامرة لا أراهن على الأفكار أو البشر… كل المعارف كرت رأسي.. أضع على طاولة العمر أوراق نفسي و أبحث عن صناع الخديعة بعيني مجرم.. و في الثانية ولدت فلسطينياً بفعل قصائد درويش و مفكرة إدوارد سعيد ومن ثم قلم غسان كنفاني إلى صورة ناجي العلي في اختصار المشهد… وقطعا ليس بفعل المجزرة
قفزتُ في النهر، صدمتني البرودة المفاجئة حتى ظننتُني أُهلك، وما أن صعدت إلى السطح، حتى تشكلَّ الضوء فوقه مساراً رفيعاً، لحقته.
تكشّف لي، أنه بازدياد سرعتي في العوم، تنفرج ساقا الضوء ويتسع المدى بينهما، عدا أن مقاومة جسدي للتيارات تصبح أخف، وفي الأعماق أقل، إلا أن الصعوبة
ان التفكير في البشر أمر مزعج جداً يا صديقي ، أنت تبذر الوقت في أسئلة توجهها للفراغ و ترتد إليك فراغاً ، كيف يستطيع هذا الكائن أن يفعل شيئاً كهذا , لماذا يفعل شيئاً كهذا ، لماذا هم هكذا وأين مفاهيم الخير و الشر ، من يضعها ، من يحدد كل شيء ، من يجعل التصرف مؤذياً ومن يجعله غير مؤذ !!
أسمعُ ماءً يمشي في عمودي الفقري
... بسبّابتهِ النحيلة
يعدّه
.. فقرةً
فقرةْ !
... أخشى أن يصلَ إلى قدميّ
ويعدّ خطواتي
خطوةً .. خطوة ......
بل أنّ تهدأ حماوةُ شمس الأصيل ذاتَ يومٍ في مدينة الحسكة، ارتعد سكون الغروبِ المُقبل بلغةِ دوران الأرض، بشتائمَ من نوعٍ جديدٍ وطريفٍ، وأيضاً غريب. إذْ كانت المرّة الأولى التي نسمعُ فيها شخصاً يُمارسُ أصنافاً مِن السبِّ والشتِّم تطالُ زوجةَ رجلٍ آخر. فدفعنا الفضول الآدمي لزاويةٍ مِن المشهدِ، لنرى ونتحسّس حجم الضلال الذي ارتكبه الحميماتيُّ المعروف مِن لدُنّنا ...(أكرم ابن عمو إونس).
في اليوم الرابع توقّف التعذيب نهائيا. واختفى مظهر فارس ويوسف العبدو من المشهد. بدل الرجلين كان المقدّم – وقتها – كمال يوسف هو من تولّى التحقيق معي. على مدى أسبوع كان كمال يوسف يستدعيني للتحقيق، ولكن دون طماشة أو دولاب أو إهانة. وكنت أحوّل التحقيق في الأغلب إلى حوار سياسي، وكان يصغي بانتباه،
أن تكون سوريّاً، يعني أن تكون أمريكياً، أو تركياً، روسيّاً أو إيرانياً، وحين تذهب بك الإبل إلى البعيد، ستكون قطرياً، وعلى ظهرك سنام بعيرك، لتكون أنت البعير.. وأن تكون سوريّاً، فما عليك سوى أن تكون المؤقت في لعبة الوقت، وليس من معنى لساعات اليد، بدءاً من ساعة بيغ بن، وصولاً لتلك الساعة التي تلعنها لأنك ولدت.
أن تكون سوريّاً، يعني ان تحدّق من بوابات البنفسج الممنوع، ثم تسقط سهواً بالرصاص الصديق.