كانت مصادرات المتنفذين وكبار التجار هي الوسيلة التي يحكم الحاكم فيها السيطرة على ثروات المجتمع باستيلائه عليها, ولما لم يكن هناك من مصارف لحفظ المال, فقد لجأ الناس إلى إخفاء ما يملكون تحت البلاطة أو في الآبار, ولكن رجال السلطان كانوا أخبث وأقدر على العثور على الخبيئات والمكنوزات من الكانزين, وأخيرا وجد الفقهاء حلا لمصادرات السلطان لمواريث الأيتام التي فشت حتى صار المثل الذي يقال حين يذكر الملك الحلبي سيف الدولة الحمداني: من هلك, فلسيف الدولة ماملك!....وكان الوقف.
عندما اختارت سيمون فايل الوقوف إلى جانب الجمهوريين في الحرب الأهلية الاسبانية لم يفتها أن تلاحظ ماتطبعه الحرب في النفوس من آثار لاتمحى من الهمجية والرغبة الدفينة بالقتل والقسوة وإن تغلفت بالتضحية والفداء من أجل هدف نبيل فتقول «نتطوع في بادئ الأمر حاملين أفكاراً تدعو إلى التضحية، ثم ما نلبث أن نجد أنفسنا وقد وقعنا في أتون حرب تشبه حروب المرتزقة، بما يرافقها من وحشية وقسوة لا تراعي أية قيمة للأعداء. لأني أشعر بأنه حين تضع السلطات الزمنية والروحية مجموعة من البشر خارج النطاق الذي يضفي قيمةً على الحياة الإنسانية فإنه يصير من الطبيعي أن يتحول الإنسان إلى قاتل.
ثمة طراز آخر ممن يُسمَّون "نخبة"، أيّد ثورة الحرية، إلا أنه لم يتعاط مع نفسه باعتباره فرداً من شعب ثائر، بل بدا كأنه يريد تمثيل الثورة رمزياً. غالباً ما تكشف قراءة ما بين السطور في نصوص هذا الطراز، أو في تصريحاته ومواقفه، نزوعاً إلى اعتبار نفسه كأن لا أحد أولى منه أو أهمّ في الحديث عن الثورة. ناهيك بذاك الشعور أن لكلٍّ "مشروعه" الذي يبدو كأنه يسعى من خلاله إلى احتكار تمثيل الشأن العام في الثورة. منطلقاً في ذلك، من تصوراته – المحقة أو غير المحقة – عن نفسه أنه الأجدر لإنتاج الديموقراطية والحرية والعدل والمساواة، كأن الناس جميعاً قاصرون وجاهلون!
كذلك يتنقل النص الشعري هنا ما بين الحكاية والسرد وتفاصيل المشهد اليومي من جانب، وبين التقاط الجوهري في حياتنا، من جانب آخر، في حركة ترصد المشهد الحار للشخص ومن/ وما حوله، فتحضر المرأة الأنثى في صور شتى، تعبيراً عن رؤية معمّقة وحضارية، اجتماعية حياتية وثقافية أيضاً، ويحضر المكان في صوره الواقعية والحلمية، لنرى أننا أمام مشهد عريض يتسع لرحلة الشاعر وبحثه عن «الحقائق» في مستويات عدة، وفي صور بانورامية، مرسومة بعناية ودقة كبيرتين، دون زوائد أو حشو.
سارة العلاو إبنة البوكمال التابعة لمدينة دير الزور، ظهرت على القناة الموالية في الوقت الذي كانت فيه قوات النظام تتلقى هزيمة كبيرة هناك، ومن المستغرب أن يجد مقاتلو تلك الكتائب عزيمة للقتال وهم في خضم الجنس والمخدرات. أما كونها أنثى، وليس من المعتاد أو الجائز شرعاً في عرف الجماعات المتطرفة أن تعقد الإمارة لأنثى، فلعله اتهام نادر الشجاعة لا يقدر عليه سوى هذا الإعلام ومصدّقيه أو مروّجي أكاذيبه. لكن ما يلفت الانتباه حقاً وجود انتهاكات حقيقية قامت بها الجماعات المتطرفة في المناطق المحررة، .
ففي أواخر ثمانينا ت القرن الماضي كنت أكتب زاوية أسبوعية في جريدة الثورة, وكان المسؤول عن القسم الثقافي فيها مدرس شاب للغة العربية كان الحزب قد رشحه للعمل في الصحافة الثقافية, فتقاريره للحزب كانت مكتوبة بلغة عربية جميلة" كما جاء في كتاب التوصية"مما يوحي بقدرته على تولي منصب قيادي في عالم الثقافة السورية, وهكذا جيء به ليصيح القائد الثقافي لجريدة الثورة , المهم أني قرأت زاويتي بعد نشرها لأكتشف أنها قد عبث بها بشكل لايشي بأن من عبث بها يعرف معنى ما قرأ أساسا, ومضيت ثائرا إلى الجريدة لأعلنهم بوجوب كتابة تصحيح واعتذار عن الإساءة لمقالتي, أو أني سأترك الكتابة لديهم .
حين غادرت كردستان عقب انتهاء مهمتي، وبعد شهور قليلة، استقال شيركو من منصبه كوزير للثقافة ليتفرّغ الى شعره. وفي تلك الفترة أنتج أهمّ قصائده «الكرسي» وأهداني إيّاها. كانت القصيدة معبّرة، مغرقة بالرموز الدلائلية والصور الفنية والخيالية، وهي تتحدّث عن الكرسي الذي جاء من الغابة الى محلّ النجار، ومن ثمّ أصبح مقعداً يتحدث يجلس عليه كبار الحكام والطغاة ومن لهم مسؤولية التحكم برقاب البشر.
تسير بنا فصول الكتاب السبعة الهوينى عبر العناوين التالية: جمالية الأحاسيس, مضمون فن الموسيقى لا يكمن في تصوير الأحاسيس, "الجميل" في فن الموسيقى, تحليل رد الفعل الذاتي عن الاستماع, التذوق الجمالي للموسيقى مقارنة بالتذوق الحسي- الجسدي لها. علاقة فن النغم بالطبيعة, وأخيراً مفهموما "الشكل" و"المضمون" في فن الموسيقى. الكتاب دقيق في تحليله, لكن دقته لم تلغي سلاسته, وتركيزه على اللغة الفلسفية في مناقشته للعديد من القضايا التي طرحها موسيقيون ونقاد وفلاسفة
في صياغة أخرى، من عندنا هذه المرّة، أراد بن وضع صواريخ ‘القسام’ قيد السياسة، وليس وضع السياسة رهينة تلك الصواريخ، على غرار السياسة التي اعتمدها نصر الله، وفرضها ونفّذها ‘حزب الله’، بعد وخلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي للجنوب: سلاح واحد/قانون واحد. أكثر من هذا، اعتبر بن أنّ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000 لم يكن راجعاً إلى جرأة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك، فحسب؛ بل كان، كذلك، يدين بالكثير لسياسة نصر الله في فرض وحدة القرارَين السياسي والعسكري، سواء بسواء.
وإذا كنا نحارب النظام الطفيلي الأمني القاتل للشعب والناهب لثرواته والعاجز عن تحقيق المهام الوطنية فإننا وبنفس القوة والوقت نحارب التيارات الانتهازية داخل المجتمع السوري بشكل خاص وداخل مجمل الحركة السياسية السورية بشكل عام ، وهذه التيارات الإنتهازية متحالفة مع النظام السياسي القائم أي هي متورطة بكل موبقات النظام من نهب اقتصاده – المسؤول الإقتصادي الأول في الحكومة الحالية انتهازي يساري- إلى قتل الشعب وتحطيم الإقتصاد وتدمير البنى التحتية لوطننا والتخاذل أمام العدو وإغلاق الجبهة لأربعة عقود،