أدّت هذه الحرب الى خسارة الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين كانتا تحت السيادة الاردنية قبل الخامس من حزيران- يونيو 1967. توفى ناصر في أيلول- سبتمبر 1970 تاركاً مصر لانور السادات الذي كانت لديه حساباته الخاصة التي سعى في مرحلة معيّنة الى جعلها تتجاوز مصر. لكنّه فشل في ذلك لاسباب مرتبطة اساساً بطموحات النظام السوري الذي منع الفلسطينيين، بعد توقيع اتفاقي كامب ديفيد في العام 1978، من الانضمام الى الى مفاوضات تستهدف التوصل الى حكم ذاتي في الضفة الغربية وغزّة في وقت كان عدد المستعمرات الاسرائيلية في الضفّة محدوداً.
التقط زفايغ لحظة الضعف والشفقة على النفس التي جعلت الألمان يتخلون في سعادة عن الديموقراطية التي تركتها لهم اتفاقية السلام, وكان من مظاهر هذا التخلي صعود عريف في الجيش إلى منصة الرجل الأول في ألمانيا المكروبة كربين, كرب اتفاقية الاستسلام المذلة, وكرب صعود الجار من الدرجة الثانية والذي اعتاد المخيال الشعبي الألماني على التعامل معه في استعلاء, وأعني روسيا التي تغير اسمها باعتناقها الشيوعية إلى الاتحاد السوفييتي, وفجأة ظهرت على السطح طبقة اليونكرز"طبقة صغارالنبلاء المكرسين لنبالة الحرب وهم النسخة الألمانية من الساموراي اليابانية"
إن قتل الأب وبمعناه الفرويدي.. والأنثروبولوجي تمّ نتيجة جهدٍ وحاجةٍ مُلحّةٍ وضروريةٍ من أجل النهوضِ بالمجتمع والارتقاء بالإنسان وذائقتهِ وعلى كافةِ المستويات. وكان الفعل الإبداعي الثقافي وبكل أطيافهِ بوابة العبور للحداثةِ التي قتلت الموروث – الأب.. وَنَحَّتْ الكنيسة وفقهاء الغيب من أجل إيقاد الروحِ الوثابةِ الى الجديد.. فتزلزلت المجاهيل والقداسات... فكان جحيم رامبو ولعنة بودلير وأقبية دوستويفسكي شرارات المجتمع المديني الحديث متزامناً مع آلةٍ وتقنياتٍ متطورة /حديثة/.... واختراعات لا متناهية... محيطها الكون وصداها ذائقة وتلقٍ مُرْبَكٍ و... جديد.
هنا تبدو الحقائق مشوهة، غير كاملة، خاصة مع تضارب المعلومات التي يقدمها الكهل : فتارة هي ميتة و تارة أخرى لا تزال حية و قد عادت إلى دمشق، . تزداد الأمور تعقيداً فشقيقها مسؤول في المخابرات لا نراه طيلة الفيلم إلا أنه رغم ذلك يبقى الحاضر الأقوى في بنية السيناريو و هو مصدر الخوف الدائم و الذي يجعل البطل مضطراً للإختباء طيلة الوقت و التواري عن الأنظار كي لا يُلقى القبض عليه و يقع في براثن الأخ -الوحش.
كان إنجاز عبد النبي الروائي قد تجلى واضحا منذ روايته المبكرة الأولى العام 1970 .. قارب الزمن الثقيل ... وهي رواية حزيرانية بامتياز فقد عرض في هذه الرواية لمأساة وتمزق المثقف السوري والبعثي خصوصا وهو من انضم إلى حزب لاهم له ولامبرر لوجوده إلا بتحرير جنوبي سورية المسماة فلسطين من الاحتلال الغربي الاشكنازي والذي سيسمى بعد انتصاره على أمه الشام "اسرائيل" فإذابه لاينهزم فحسب, بل يخسر قطعة غالية جديدة من أرضه هي الجولان, هذه الخسارة التي أحيطت, وتحاط, وستحاط بكثير من التساؤلات ,
وفي يوليو (تموز)، هرع المعلقون مرة أخرى إلى الزعم بأن الجماعة الشيعية ستؤول إلى زوال خاصة أنها فقدت شرعيتها فى عيون اللبنانين من غير الشيعة وذلك بعدما اتهمت المحكمة الدولية أربعة أفراد ينتمون لحزب الله في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ولكن حزب الله استطاع النجاة من العاصفة بمزيج من الاستراتيجية السياسية والعنف والتحدي،
والآن ما علاقة كل هذه المقدمة بالعنوان الذي يحن إلى حسيب كيالي ويخاطبه بصيغة أوحشتنا؟ ......المشكل في سورية أنها إقليم كان يتنكر دائما لمبدعيه إن لم يستضيئوا بالسلطان, وربما كانت هذه النزعة ملتصقة بالحضارة الإسلامية ككل, فمركز النور الوحيد والأساس في هذه الحضارة هو السلطان, وما الآخرون ممن يعيشون في مملكته إلا بعض أفضاله على الأمة ........لقد سمح لهذا العبقري بالعيش والظهور, ولكنه لن يسمح له أبدا بالخروج عن حدود مملكته "فيكبر رأسه "كما فعل نزار قباني , وعمر أبو ريشة مثلا.
احترق أخضر الربيع وبقي العرب كعادتهم أهل صيف وسيف, وإلغاء ونفي, وتسقيط بتحريف التنقيط, في محاولة لطمس آثار التغريب بالتعريب. لازالتْ تحكمهم القافية منذ أيام "أيها القاضي بقم قد عزلناك فقم" حتى يوم الناس هذا. ويسوقهم إلى الإعدام الطول المناسب للمشنقة. ويُعاد إحياء "قرقوش" وأحكامه على يد المتشددين ودعاة التقدم إلى الماضي المجيد, من الذين دخلوا من باب ديمقراطية القبائل والقوافل.
هذا المشهد ما يزال يلح عليّ بعد أكثر من ثلث قرن, فأنا أذكره في أيامنا هذه كثيرا وأتساءل : أهذه الأوطان الجديدة علينا, والتي لم نتعب تعبا حقيقيا للحصول عليها, وهذه الأعلام , والأناشيد الوطنية, والحدود, أتراها ليست إلا ثوبا فائضا نستطيع خلعه ورميه عند الغضب الأول كما فعلت جزارة الحسين لنبدأ رحلة الغضب البدوي الذي سيكون ضحيته الأولى الجغرافيا المفاجئة, والوطن المفاجئ, والراية المفاجئة, والنشيد الوطني المفاجئ, وأعود إلى البدايات.
ولدت الشاعرة سنية صالح في مدينة مصياف بمحافظة حماة السورية في العام 1935م، لأسرة تهتم بالشأن الثقافي والأدبي تحديدا، فكانت واحدة من بين ثلاث شقيقات اشتغلت الأولى بالنقد الأدبي وبرزت فيه هي والناقدة خالدة سعيد التي اكتسبت اسمها الأخير من اسم عائلة زوجها الشاعر أدونيس (علي أحمد سعيد)، وفضلت الأخرى أن تكون ممثلة مسرحية وتلفزيونية باسم مها الصالح، في حين احتفظت سنية باسمها كما هو، حتى بعد أن تزوجت من الشاعر محمد الماغوط الذي تعرفت عليه في منزل أدونيس وتزوجته وهي لاتزال على مقاعد الدراسة الجامعية في كلية الآداب في جامعة دمشق.