المأثرة الأخرى، التي اجترَحَها " فريد "، هيَ إدخاله اللون الشاميّ إلى موسيقى بلاد الفراعنة. لا يَتعلق الأمرُ باللحن حَسْب، بل وبأدواته أيضاً؛ كالبزق والطمبور والزرنة والطبل، فضلاً عن الرقص والدبكة. والعديدُ من أغانيه، ذات اللهجة المصرية بطبيعة الحال، تستهلّ مُقدمتها الموسيقيّة بعزف مُنفردٍ على البزق، أو العود، حدّ أن يُخيّل للسمّيع أنه بصدد الانصات للّحن بنبرَة سوريّةٍ، مَحضة ـ كما في المَقطع، المُعجِّز، الذي أدّته شقيقته: " كان قلبي عليل، وما لوهش خليل ".
كتبت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في كتابلها عام 2006، أنّ موضوع الدين «هو فوق وما وراء العقل. إنه يثير أعمق العواطف؛ وقد تسبب تاريخياً بإراقة الدماء بنحو شديد. وكان الديبلوماسيون في فترتي قد تعلموا أنْ لا يجلبوا [لأنفسهم] المتاعب. ولم يكن ثمة موضوع يبدو مخادعاً بنحو متأصل أكثر من الدين»(1). وكانت أولبرايت تكتب بلغة تلوم بها الديبلوماسيين وصناع السياسة في أميركا في تسعينات القرن الماضي لتجاهلهم دورَ الدين في تشكيل العالم. أما عن طبيعة ودور وكيفية صوغ الدين للعالم والسياسات الدولية، فهذا ما يحاول الكتاب الذي صدر عن أكسفورد حديثاً
في أسطورة العنقاء التي تناولها «فريد الدين العطار» في (منطق الطير) نجد مجموعة من الطيور تقرر البحث عن العنقاء، فتبدأ رحلة طويلة تدور بها حول العالم ولطول الرحلة وشدة المعاناة تصاب الطيور بالإعياء والتعب الشديد، فتبدأ بالتساقط واحداَ إثر الآخر.
وبعد أن تُكمل دورانها وتعود إلى نفس النقطة التي بدأت منها رحلتها دون أن تحظى بالعنقاء تكتشف أن عدد من تبقى من الطيور صامداً بعد نهاية الرحلة هو ثلاثين طائراً،
إذاً الجريمة والعقاب هي تجسيد لمعاناة الضمير للإنسان بعد أن يرتكب القتل ، الضمير هو الله، وهو في داخل كلٍّ منّــا. بعضهم يعيش فقط بمعادلة العقل، هذا العقل البارد، لا يوجد وحده، ما إن يمارس القاتل جريمته حتى يسقط في أزمة الضمير، لأن الإنسان مشاعر وليس عقلاً فقط، والألم يشتد داخل الضمير عندما نقدِم على قتل شخص ٍ بريء.. فيجب علينا أن نعلّي من قيمة الحياة، مهما كان صاحب هذه الحياة، لأن الإنسان لن يجد شفيعاً داخلياً ،سينهض الضمير الحي، لأننا حين نصغي للضمير نقوّم أفعالنا .
كن كبار الشبيّحة الذين انتقلوا إلى لعب الدور الإعلامي في الثورة السورية أصحاب المناصب العليافي النظام مثل ( وليد المعلم ــ بثينة شعبان ـ عادل سفر ــ جهاد مقدسي " الولد الغبي " ــ وغيرهم ممَن يُديدنُ ديدنهم ويعزف على نفس الأسطوانة المشروخة في أروقة النظام وإعلامه ( المُبجّل ) ! هؤلاء مُسِـخوا في أنظار الشعب السوري الشريف وصاروا في المزابل لما قدموه من أباطيل واضحة وفبركات إعلامية غبية مثل التي عرضها وليد المعلم في شريطه الشهير عن العصابات الإرهابية
ولم تعرف سورية طوال عقود المملكة الأسدية الأربعة، طبقة سياسية (هذا تعريف صالح للطغيان)، ولم يوجد يوماً في النظام رجل ثانٍ أو ثالث... في النظام الأسدي هناك سياسي واحد، كان فرداً أيام الأب، وهو أسرة في أيام الابن، وحوله أعوان وأتباع من الموظفين غير السياسيين، ديبلوماسيون عسكريون وبيروقراطيون وحزبيون. فإذا سقط «سياسي» النظام، فرط كله وتبعثر.لعل الروس يدركون ذلك جـــيداً، لذلك يظهرون كل هذا المقدار من التــشدد في دعم النظام.
كذلك طوّر دستويفسكي بصورة رائعة نموذجَ رَجُل الدولة، الساهر على حمايَة الأمن والقانون: ففي حين أنّ شخصيّة المُحقق، في " الكونت دي مونت كريستو "، كانت تتسِمُ بالأنانيّة والغدر، ولا تشترك مع شخصيّة المُحقق في " البؤساء " سوى في الاحساس بالواجب؛ فإنّ زميلهما، " بورفير "، في رواية دستويفسكي، كان على درجة رفيعة من الثقافة والشعور الانساني، مما أهّله لكي يحلّ لغز القاتل، وفي الوقت نفسه، مُساعدته في تغيير حياته نحوَ الأفضل.
من الأعمال المُعاصرة، المُهمّة، المُتأثرة بتحفة اسكندر دوماس، يستطيع المرءُ مُقاربَة كلّ من روايتيْ " اسم الوردة
لقد باتت هذه "السلطة" خطراً ليس على المعارضين فقط، بل على عموم السوريين، وعلى سلامة الوطن السوري. فهي سببٌ مباشرٌ لتأجيج واستمرار العنف، وتمزيق التعايش الأهلي، عبر إصرارها على البقاء والتشبث بكرسي الحُكْم، وتناسيها أن فرض السيادة والهيبة لا يمكن أن يتأتّى بالعنف. كان يُفْترض بمشاهد الأطفال التي ذُبِحَتْ في "مجزرة الحولة" بأن تدفع هذه السلطة إلى التنحي (هذا إن لم نقل إلى الانتحار) حفاظاً على ماء الوجه الذي لم يعد فيه ماء
ولكن الناشطين السوريين وجدوا أنفسهم بدون آباء شرعيين لنشاطهم السياسي، ومن دون تنظيم أو تحالف أو برنامج سياسي يستندون عليه. وقد كان ذلك مبررا قويا لهم للبدء بتطوير موقف سياسي يدعم التحركات الثورية للسوريين ويؤسس سندا سياسيا لمطالبهم.
ولسوف تدخل الحركة الثورية السورية منعطفا جديدا مع صدور أول بيان من لجان التنسيق المحلية يحدد المطالب الأساسية لحراك السوريين. لقد حدد البيان الشروط السياسية التي يعمل الجيل الجديد من الناشطين من أجل تحقيقها: وقف استخدام القتل و الاعتقال التعذيب والعنف ضد المتظاهرين السلميين؛
قد لا تصدقونني.. أنتم أحرار.. أرجو ذلك.. كما أرجوه لنفسي.
قد لا تصدقونني أنّ سوريا القادمة ستحصل على كأس «العالم القادم» بكرة القادم.
تسألون كيف؟.. تقولون هذا تَعَصُّب! لا والله ليس تعصباً.. أو أنّهُ على الأقل تعصبٌ عِلميّ.
وليغدو عِلمي عِلْمَكُم.. ريثما نتفق على العَلَمْ. أنا الذي سأسأل.. إي وشو ناقصنا؟
الحالة البدنية؟ الحالة الروحية النفسية؟ الحالة الذهنية؟ الحالة التقنية الفنيّة؟ والروح المعنوية؟. كل هذه الأسئلة مردوده.. ولأُفَنِدَنَّها