كانت فلسفة حافظ الأسد الأمنية تقوم على مبدأ تعدد الأجهزة الأمنية وتفاوت صلاحيتها وتداخلها وزرع التنافس بين قادتها. جزء من هذا التنافس سيكون حول الملفّات التي تعمل الأجهزة عليها. سيكون هذا التنافس مفيدا أحيانا. حين سأعتقل بعد سنتين، سأدرك أن المخابرات العسكرية لا تعرف عني سوى اسمي ومكانتي الحزبية، لأن الأجهزة لا تشارك معلوماتها،
توخيت تأخير هذا المقال عن الساروت بضعة أيام، حتى تهدأ قليلًا موجة السجالات وردّات الفعل الهائلة، المشحونة بالعواطف، والتي أطلقها سقوط الثائر الشاب شهيدًا منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا، على جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، حيث يستعر القتال بين قوات نظام الأسد وحلفائها من جانب،
مشهد أم عبد الباسط الساروت، حارس مرمى نادي الكرامة، أو كما سماه السوريون “حارس الثورة السورية” منذ انطلاقها في ربيع عام 2011، وهي تنعم النظر في وجه فلذة كبدها الذي فارق الحياة، يجسِّدُ فجيعة السوريين الذين خرجوا قبل نيف وثمانية أعوام لإسقاط نظام الاستبداد. وها هم، يوم رحيل من بات ضميرهم، يشيعونه حاضرًا وغائبًا في كل مكانٍ يوجدون فيه،.
ونقطة البداية، هي أنه لا ينبغي لأحد أن يتجاهل خصوصية الوضع اللبناني ودقة توازناته الطائفية، علماً أن اجماع غالبية مكوناته تقريباً على عدم الإخلال بهذه التوازنات بما يعنيه ذلك من عدم السماح بتوطين اللاجئين السوريين، أمر مفهوم، وقرار يمكن تبريره، ولكن ما يمكن مناقشته، هو كيفية تخفيف المعاناة الحياتية لهؤلاء اللاجئين،
"لم تُقنع الساروت إلا أهداف الثورة الشعبية كما ملايين السوريين، ولم يسعَ إلّا من أجل تحقيق أهدافها" علاقاتٍ تصبح عبرها أداةً للدول، وتنفذ سياساتها وتَحمِلها على طبقٍ من ذهب إلى السلطة. ليس الساروت سياسياً، ولم تمدّ له يدُ المساعدة؛ حُوصر وجاع وأكل أوراق الشجر، ونحف. ولكنه لم يُصالح، ورفض كل عروض الإغراء، وأصبح من المطلوبين للنظام وبكل السبل، قتلاً أو أسراً، وخُصص لمن يقتله مال، وداهنه بتسويةٍ تُعطيه امتيازاتٍ كُبرى
فيما ترتسم معالم مصالح الأطراف كافة، باستثناء إيران، تدرك روسيا الصعوبات أكثر من سواها، فالضربات الإسرائيلية الأكثر كثافة وضراوة لا تكفي لإخراج إيران، ولذلك ستعمل موسكو للحصول على ما يمكّنها من تحقيق هذا الهدف باتفاق سياسي مع طهران. وقد أظهرت الاحتكاكات بين الروس والإيرانيين وقوات النظام (جناح ماهر الأسد) في الشهور الأخيرة أن القوات البرّية التي يعتمد عليها الروس لا تكفي أيضاً لتغيير الواقع على الأرض.
بين قتلى دراما الفن وضحايا دراما السياسة، يعيش السوريون مأساتهم الرمضانية في إدلب وحماة وحلب. لا تختلف المعطيات بين الواقعين إلا في زمن الحدث، فحيث تستحضر الدراما أحداث موتنا المصوّر في مشاهد وصور من الواقع المعاش، تستحضر السياسة أحداث موتنا من بداية الثورة وحتى الزمن المقبل، وبين دراما المشهد الفني ودراما القرار السياسي حكاية اسمها "سورية الذبيحة".
نجح المستبدون إذًا في إثارة الرعب في أوساط مجتمعاتهم، وإبعادها عن أي ميل للمطالبة، وذلك من خلال استعراض حجم الخسائر والدمار الذي أصاب الشعوب التي تجرأت على ذلك. كما سعت دولٌ أخرى، تخشى التغيير والإصلاح، بطريقة أمرّ وأشد تخريبًا، لتبني مبادئ هذه الثورات في بداياتها، والركوب على موجاتها، وتمويل تحوّلها من سلمية وسياسية إلى عنفية وعسكرية، أو إنها استغلت الظرف الذي أدى إلى ذلك وأججته. وبالنتيجة، فسرعان ما تخلت عن الثو
النازية الألمانية، بعد احتلالها بولندا، أنشأت غيتّو وارسو ليكون أكبر غيتّو يهودي في أوروبا التي يحكمها الألمان، كما سوّرت سكّانَه البالغين 400 ألف نسمة بجدار تعلوه أسلاك شائكة كثيراً ما أتحفتْنا السينما بمشهدها. أمّا سقوط النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية فلم يكونا كافيين لتخليص البشريّة من جدرانها. ففي 1961 باشرت السلطة الشيوعيّة، فيما كان يُعرف بألمانيا الشرقيّة،
الخطاب صار من الرثاثة إلى حد لم يعد أصحابه يشعرون معه بالإهانة. قصة بالغة الركاكة وعديمة الذكاء عن دور لـ”المعارضة السورية” ولأنقرة في تهريب الرفات تكفي خطاب الممانعة لكي يلتقط أنفاسه. الهزال جزء رئيسي من متن هذا الخطاب. “أنقرة أعادت لتل أبيب رفات الجندي”، و”أنقرة خائنة”. وفي هذا الوقت علينا أن نشيح بوجهنا عن صورة بوتين مستقبلا نتانياهو الذي جاء ليشكره. ”!