قالت بصوت ناعم كأنها تغرد: " كلا يا عزيزي" و ربتت على رأسي. ثم أضافت:" سيتحسن. فقط انتظر قليلا".
" لماذا تتكلمين معي بهذه الطريقة؟ و توقفي عن التربيت على رأسي".
في الأسبوع اللاحق حينما عدت من رحلة عمل، رأيت زوجتي وروجير نائمين في السرير، ومتعانقين تحت الغطاء الرقيق. والتلفزيون يعمل. وحينما حاولت استبعاد مخالب روجير عن الريموت كونترول لإطفاء الجهاز، قفز من السرير وطرحني على الأرض، وأنيابه تكاد أن تنغرس في رقبتي. أسرعت زوجتي لسحب روجير بعيدا وسألتني ماذا فعلت ليتصرف بهذا الشكل الغاضب.
"ما هذا؟" سألت بريندا "ما هذا؟"
"مانيكان."
"مانيكان؟ أتقصد؟ . . ."
"أقصد أنني واقع في حبها."
"أوه، يا إلهي ، تقصد ذاك الشيء؟ ذاك الشيء؟"
"أجل."
"أنت تحب ذاك الشيء أكثر مني؟ كتلة السيليلويد، أو من أي هراء صُنعت منه؟ أنت تقصد أنك تحب ذاك الشيء أكثر مني؟"
"أجل."
"أفترض أنك تحمل هذا الشيء معك إلى السرير؟ أفترض أنك تقوم بفعل أشياء ل. . . مع ذاك الشيء؟"
"أجل."
"أوه . . . "
ربما لأنني غالبا سكران أو شيء من هذا القبيل، ولأنني أساسا أكره حياتي ولا يوجد لدي خيار أفضل من العودة إلى البيت والسقوط في النوم على كنبة أمام التلفزيون بعد أن ألتهم فطيرتي دجاج ( بصدق في بعض الليالي تصبح ثلاثة)، سمحت لراعي البقر أن يدفع الفاتورة ويقودني إلى شاحنته. وبدأت بالزحف إلى داخل السيارة حينما قال: "أخشى أنه لا بمكنك ذلك". وأشار إلى عربة في الخلف. وافقت أن يربطني بالعربة الخلفية بجوار حمار.
قدمني راعي البقر لحماره العجوز الأحمق. ومن الواضح أنه هجين عنيد حقا، أو هذا ما قاله عنه، وهو يمرر اللجام فوق رأسي ويربط العصابة الجلدية فوق عيني.
قلت له:" ما هذا؟".
هذه القصيدة لكن أيتها النساء
اللواتي يستيقظن كشهرزاد
كل يوم بقصة جديدة ليحكينها،
قصة تُغنّي للتغيير
تأمل في المعارك:
معارك لأجل حب الجسد الموحد
معارك لأجل الشغوفات التي يثيرها يومٌ الجديد
معارك لأجل الحقوق المهملة
أو فقط معارك لعيش ليلةٍ أخرى.
نعم، لأجلكن أيتها النساء في عالمٍ من ألم
لَكُنّ، نجمات ساطعة في هذا الكون الأكثر ضياعاً
لَكُنّ، مقاتلات في ألفِ قتالٍ وقتال
لَكُنّ، صديقات قلبي.
قالت جدّتي :
ـ ما جئت لتستمعي لحكمتي.. ولا لتنصاعي لعبرتي ..
ولا لتصغي لنصيحتي ..
بل جئت لأحدثك عن طعم الفاكهة المستحيل ..
لذة ضخمة, مرعبة, مطاردة, محرّمة, غير شرعية.. لا يباركها الناس ولا تقرّها الأعراف ..
ولا يربّت على رأسها كتاب الله ..
* * * * * * * *
عانقيه حبيبتي..
و ستهدر كل محيطات الأرض في صدرك..
و ستبرق كل أعاصير الكون في قلبك ..
و سترعد كل عواصف العمر في جوفك..
و ستمطر كل غيوم السماء في رحمك..
عانقيه...
بكل عنفوان رغبتك
أغار من الأطفال، أخشى من تألّقهم، أخشى أن أكون قد غادرت الطّفولة!
مصابة بداء النّسيان، لم أحتفل بيوم مولدي. كنت مكتومة القيد. يمكن أن تكون ولادتي غداً.
لا أعرف إن كنت ذكراً أم أنثى، لم أتعلّم بعد مشاعر الجنس، والجنس الآخر
أحنّ إلى رحيل جديد، وقلبي معلّق بآمال تولد من جديد، وأنسى أنّ العمر ثوان لا تستحقّ العناء.
أحنّ إلى أشياء لم أرها، ولم أسمع بها علّ الدّهشة تعود إليّ، وأفتح فمي استغراباً .
تطاردني الأشباح، أركض أمامها، وعندما أنظر خلفي ولا أراها أعود لها ونبدأ السّباق من جديد.
لبست أثواب الحياة، قميصاً إثر قميص، أصبحت لا أعرف من أنا.
أسوأ الأشياء أن تمشي على خيط أرفع من السّراط وتبقى تتأرجح فلا أنت واصل إلى النّهاية، ولن تستطيع العودة.
أشعر برائحة أمي، زينب.
لو نبشت أوراقي من قبرها، كانت صديقتي، أرحل لها عندما أغادر الواقع.
يمكنني أن أعيدها.
إذن كونوا أجمل والتزموا الصمت، ليس الغذ بنهاية العالم. فابتهجوا بوجودكم دون استشعار العيش. قرقروا بكلمات الضغينة وابتلعوها دون مضغ لكن تحملوا مسؤولياتكم. سخرية قدرية؟ لا، ترون بأني متأسفة. وكل شخص لا يحصل إلا على ما يستحق، فالقدر ليس بجلاّدك.
إنك منزعج من هذه الكلمات التي لا تتقبّلها ومع ذلك تبدو مألوفة؟ ستتوقف دون شك عن متابعة القراءة؟ فإذا أجبت ب"نعم"، فابتهج فإنك لا تزال تتمتع بحسٍ سليم، لم يندثر كل شيء. إذن، حرية تعيبرك أم وهمك الأبدي؟
مضحك هو قدر الضحايا المستغلة بإحكام. كحوافر الأقدام، ما الذي يجلبه موقف السلبية المفرطة؟ وإذن، إذا لم تكن تعلم، فدعني أقول بأنه: "لاشيء". خذوا الوقت لطرح الأسئلة المهمة، لا تلك التي تهمسون بها آلاف المرات عبر قنوات لانهائية.
لتضعي في الفخ أحلامك
ازحفي عليها كما تفعل السرطانات؛
ألقي القبض على مشاهد
بنظرات جانبية؛
و مشطي أطراف اليقظة السائبة
من حطام يتململ
أو اسبري الأعماق الداكنة التي لها لون النبيذ
لتجدي الضفائر الشفافة
البقايا الضائعة من تصورات المجانين.
اسحبي بقدر ما تستطيعين و ادفنيه في الرمال
بينما الأصوات و الصور تندحر
مع المد المتراجع
ثم تحشد نفسها
لمظاهرة أخرى
في ليلة تالية
ولتضعفي المخاطر مجددا
في غفوة، المثقفين غير المشابه بهم.
كل ما يمكننا إستثماره من المياه الرقيقة محار محطمة و جوفاء
أفتقدك يا شمسة!
أرغب أن تحدّثيني عن الوطن كي أصفك بالغبيّة. إنه وطن الضّبع، وأنا وطني بعيد لم يولد بعد.
هل نقدم حياتنا فداء لضبع؟
يبدو أنّ بعضهم يحبّ تجميل الحكايات، يحرّض النّاس على الموت تحت شعارات جميلة.
لا أحبّ الفقر،و المعاناة، ولا التّضحية؟
يسمون أعمالهم العادية تضحية، فمن يقدّم لأبنائه الطّعام والشّراب، والعلم يقوم بوظيفته، ولا يضحي.
ما أضيق اليابسة!
لو استطعنا العيش في عمق البحر!
لو تمكّنا من الطّيران!
لو دفنا رأسنا في الزّمل!
السّاعة الرّابعة بعد منتصف الليل، أخشى أن أغفو.
نحو مكان حيث تنبسط الروح
حيث لا قيود على العقل
نعم، مكان حيث العقل مُتجاوز
حيث الألوان ليست مجرد ألوان
حيث تنعتق الكلمات،
تنعتق من كل أنواع القيود
حيث الأجساد تطفو
تطفو كما الريشة مع نسيم الربيع
يا لها من رؤية حزينة !
حزينة، حينما تُدرِك
حزينة، حينما تستيقظ.
حزينة، فقط حزينة، على كل الأيام العادية التي عِشتَها
على كل اللحظات المميّزة التي ضيّعتَها
كل الأمزجة العكرة التي استشعرتَها
كل الكراهية التي أحسستَها
كل الألم الذي صرختَ به