منذ النكبة و حصار بيروت دخل الشعر العربي ( و لا سيما في منطقة النفوذ الفرانكوفوني – شمال إفريقيا ) بمرحلة من الصراع بين الوسائل و المعاني. و للتعبير عن هذه المشكلة بصيغة أخرى نقول : إنه دخل في متاهة مرضية ، على اعتبار أن العلاقة بين العصاب و البنية و اللغة هي أول مرحلة في التعرف ( كما يؤكد لاكان و من جاء بعده ).
لقد كان الشعر في المغرب العربي جنديا مستيقظا يحارب الاغتراب الأداتي ( و الذي يتوازى مع تغريب الروتين و الآلة و المصنع و ما إلى ذلك ) ، و في نفس الوقت يحارب قوة النفي المدعومة بتراث نادرا ما يعترف بقوة التحول و التجديد و المعاصرة.
و بين هاتين المرحلتين كانت الرموز تبدو مضغوطة و منفتحة على دائرة من المعاناة و الشقاء و الشك.
خاص ألف
لو فرضنا أنَّ شبابي اختفى
لا بد أن تعيده أنت
ستعيده كما تُستعادُ الجمرة في الرياح الباردة الهائجة توهجها
قافزاً مرحة متوقدة
ترمي كل حينٍ بعباءتها الرمادية
صدرت مجلة ( الرسالة الإفريقية ) في عصر إنتاج الثقافة السوداء ، و ذلك من 1928 حتى 1930 ، و بمشاركة من رينيه ماران و الأخوات ناردال ، و حاولت المجلة أن تؤكد في رسالتها على تشكيل " صلة وصل بين الزنوج في مختلف أرجاء العالم " بواسطة تعويم كل من الإستاطيقا السوداء و الإنتاج النخبوي المتعلم. و في عام 1928 نشر جين برايس – مارس ( هكذا تكلم العم ) و فيه إدانة مباشرة لتوازي الهوية الاستعمارية و الثقافة الفرنسية ، و هذا حول معادلة برايس – مارس المعروفة إلى " تعبير تراكمي انتقائي " أو حنين رومنسي يميل للثقافة الفرنسية و سلعيتها و إلى نفي الزنوجة من الثقافة الأفريقانية الأصيلة ، و كأنها ثقافة فودو مصدرها هاييتي. في عام 1931 كانت ( متابعات في العالم الأسود) تقوم بتعويم النتاج الثقافي ، و
في هذا السقام المتسارع
كسريان الغروب في العين الباكية
في تفاوت الأزمان
في التجربة والآخرين
انظر! الآن! كيف يهتز الخزي كبيرق
في الرؤية. أنت في مهمة باسم البشر
التوقيع: جلاد.
خرقة حمراء ،
كتلك المعقودة في أعناق الأنصار
و قرب المرمدة ، على التربة الغبراء ،
غرنوقيّان ، من أحمر مغاير.
ها أنت إذن ، منفيّ ، في رعايتك الصارمة ،
اللاكاثوليكية ، مدوّن بين هؤلاء الموتى
الغرباء : رماد غرامشي ... متجمّدا بين الأمل
خاص ألف
حينما نحلق ..انا والموجة
اكثر وأكثر
ونجتاز البحر الاحمر
خاص ألف
أنا أبحث
عن صوت
من نوع خاص
و عطر وردة
و احمرار في الوجنتين
و ذكاء
خاص ألف
فقلت له:
سأجعل منك تمثالاً
تمثال الأمير
وإن عاتبه احدٌ
سيجيب بثغر باسم
أن لا يكون ظالماً..غير متعاند
خطـاب الجلوس :
سأختار شعبي
سأختاركم واحدا واحدا
سأختاركم من سلالة أمي ومن مذهبي
سأختاركم لكي تكونوا جديرين بي
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا
لكل فتى امرأة
شهر آب مزدحم بالمناسبات و الأعياد – عيد الرب و عيد السيدة و عيد النجاة ... و أيضاً بالأساطير : فالرقم 8 في شهر آب يمتلك مفعولاً سحرياً .. إنه رمز التوازن بين القوى المتقابلة بعضها لبعض و التي تلتقي بقوة في هذا الرقم . و الرقم 8 يعني أربع دعامات مزدوجة أو أربعة 2 أساسية كما لو أنها تقوم في الزوايا , بل إن الرقم 8 يرمز للزوايا القائمة و للجدّية في الطباع .. و الناس من هذا الرقم يمتازون عادة بالصراحة و الصدق , و هم واثقون من أنفسهم , و غالباً ما يتمتعون بثقافة واسعة و باهتمامات متعددة .
و لشهر آب مكانة قريبة من مركز الألم في روح الشعراء الروس ..
فهذه الشاعرة الروسية مارينا تسفيتاييفا التي ماتت في آب عام 1941 انتحاراً بحبل أعطاها إياه باسترناك لتحزم به حقيبتها كانت قد أطلقت على آنا أخماتوفا