بروايتها "مناطق رطبة" حققت شارلوته روش نجاحاً هائلاً في ألمانيا، إذ باعت الروائية في غضون عام ما يزيد عن مليون نسخة. ما سر نجاح هذه الرواية؟ هل لأنها صادمة ومقززة، أم لأنها تحطم آخر التابوهات الأدبية؟
التصويت على حظر بناء المزيد من المآذن جرى في سويسرا، ولكنّ السجالات والأصداء انتقلت سريعاً إلى معظم أرجاء أوروبا، وهي أرض الكون المسيحي كما يتوجّب القول تحرّياً لدقّة أكبر، ما دمنا في المصطلح الديني، وفي مدلولاته. وهكذا، في فرنسا على سبيل المثال، قال استطلاع متعجّل أجرته مؤسسة 'إيفوب' إنّ 46' من الفرنسيين يؤيدون حظر المآذن، وقبلت بها نسبة 40'، ورفضت نسبة 14' الإفصاح عن الرأي. لكنّ المغزى الاهمّ للإستطلاع كان التالي: نسبة 19' فقط هي المؤيدة لبناء المساجد، وهي النسبة الأضعف منذ ثلاثة عقود، بل هي أضعف حتى من نسبة ما بعد تفجيرات 11/9 سنة 2001 ، إذْ بلغت 22'، وهي اليوم 41'.كذلك وجدنا وزيرة سابقة تنتمي إلى اليمين المسيحي، كريستين بوتان، تقول إنّ 'المئذنة ترمز إلى الديانة الإسلامية، ونحن لسنا في دار الإسلام'، متجاهلة تماماً أنّ الأمر ليس تناظراً بين
"ألِيس" سكنت جغرافيا الهذيان، لم تعد في بلاد العجائب !
ما الذي يحدث في العالم العربي والإسلاميّ، وما هذه الهستيريا ونحن في عصر ثورة الاتصالات والمعلومات وإنتاج العلوم والأفكار بسرعة لا سابق لها. نقف فقط لنؤكّد لأنفسنا وللعالم من بعدنا أنّا كنّا السبّاقين إلى العلم، وأنّ الحضارة كانت مُلك أيماننا قبل أن تسرق منّا، ولا نتوّج ذلك التأكيد إلا بالندب والبكاء وعداء الآخرين .
هل يعقل مثلاً أن يختصر عباس بن فرناس كلّ تاريخ علم الطيران وحاضره ومستقبله لنكون أمه وأباه، وفي الوقت نفسه يخطب إمامٌ (عالم) في خطبة الجمعة متسائلاً : س + ع = الصفر؟ ليقول: بالله عليكم أليس في هذا ملهاة عن ذكر الله، ويطالب هذا العالِم بدوره بإلغاء مادّة الرياضيات
دمشق ـ تهامة الجندي"للجمال عند أهل الصحراء منطق، وأكثر من شرط، وأسرار كثيرة، لا يكفي أن يكون فاتنًا، لا بد من أن يكون جارحًا أو ضاربا. عذوبة الملامح يجب أن تسرّب مرارة غير مفهومة، كذلك لا بد للجمال من أن يكون هادئا لا ينبث ببنت شفة، وأن يكون حرّاقا بشكل ما، أيضا يريدونه مسيطرا، ويخلّف الحسّرة أينما حلّ". ينتمي الاقتباس السابق إلى رواية الكاتبة السورية لينا هويان الحسن الجديدة "سلطانات الرمل" التي صدرت حديثا عن دار ممدوح عدوان في دمشق، وفيها تفتح الروائية ذاكرة البوادي لتقتفي أثر القبائل العربية من نجْد إلى بلاد الشام، تخطر فوق الرمال الحارة،
أثبت المجتمع السوري، رجالا ونساء، أنه أرقى من تصورات ظلامية بائدة حاولت أن تجره، وتجر بلده إلى ظلمات إمارات الطوائف الذكورية البشعة المعشعشة في أذهان بعض من لم تعد تربطهم بالحياة سوى أوهامهم..
فالبارحة نجح، خاصة الشباب والصبايا اللواتي استنفروا طوعيا بعيدا عن كل تبعية أو برستيج أو مهاترات سخيفة بات يتقنها تجار/ات الكلمات والمؤتمرات من كل الألوان والأشكال، ليقفوا صفا واحدا وينجحوا في إسقاط المسودة الأولى لهذا المشروع الأسود، مبرهنين أنهم/ن ليسوا فقط أبناء وبنات هذا البلد، بل هم ماضيه وحاضره ومستقبله أيضا.
إلا أن أصحاب تلك الرؤى، خاصة في وزارتي العدل والأوقاف، والتين كانتا الجهتين المدافعتين من تحت الطاولة (بما أنهما لا تجرؤان
باحث وأستاذ جامعي في علم الاجتماع ومترجم متميز، عندما تقرأ ترجمة له تشعر بأن هذا الكتاب من تأليف مبدع يعشق لغته ويكتب بعفوية وسلاسة بعيدا عن التعقيد والاضطراب كما هي الحال في كثير من الترجمات، وهو يرى كلمة تعريب تعني النقل إلى العربية، أما كلمة ترجمة فهي كلمة أوسع وتعني النقل من لغة إلى أخرى، فهو بهذا المعنى يعمل في التعريب والترجمة، لأنه يترجم من العربية إلى الفرنسية، كما عمل على تعريب العديد من كنوز الفكر الفرنسي. ولادة الدكتور خليل ونشأته في الجنوب اللبناني من أسرة مكافحة وجذوره الممتدة إلى فلسطين وتحصيله العلمي العالي وإطلالته الموسوعية على التاريخ كل هذه المزايا تجعله قريبا من القلب والفكر في حديثة وتحليله العميق ونظرته المتفائلة إلى المستقبل.
وكان لنا معه هذا اللقاء:
لا يخرج تعريف الشعر عن سؤال , ما هو الشعر؟, وكأنه يكتفي به دالة ودلالة ويترك الباقي للجواب والممارسة الشعرية التي يقوم بها الشاعر والمتلقي على السواء.
فالشاعر الذي ينبري كمتلقي أول للكون ,يريد أن يفهم صفعة المعرفة الأولى التي ابتدأ بها شهيقه , يغدو طموحه الأقصى في أن يدخل الجملة التشبيهية التالية " الشاعر كالكون" , فيدوّر شعره كالرحى على عصا نفسه صانعا طحين هذه " الكا" التي سيخبز من عجينها خبزا يطعم به جوع فهمه لتلك الصفعة المعرفية التي ابتدأت بها حياته , وكما الكون يرفض الرتابة والاعتياد اللذين يقودان للموات كذلك الشاعر يرفضهما وهو من أكثر المتألهين الذين يأكلون آلهتهم المصنوعة من تمر الآباء , فالشاعر الحق هو من قتل أباه الشعري ويسلم السكين بكل رضى لابن سيخضب نصلها بدمه.شاعر اليوم شاعر أثر الفراشة , شاعر لص , يحب أن يتأمل الضجة التي تحدثها
نُشرت رواية «زينب» عام 1914 وهذا أيضاً تاريخ للرواية العربية فثمة اتفاق نسبي على أنها الرواية العربية الأولى التي تستحق هذا الاسم. ما سبقها من القصص كان يتوسل الحكاية للعبرة أو الدعوة او التفلسف، يقول محمد حسين هيكل انه كتبها متأثراً بالرواية الفرنسية وتردد طويلاً في نشرها لئلا تؤثر كتابة القصص، وأهلها ينسبون الى الخفة والملاهي، على سمعته كمحام.
ثم لما عزم على النشر استعار اسماً عاماً للكاتب هو: فلاح مصري. لم تكن التسمية عبثاً محمد حسين هيكل يعقد روايته على حياة الريف يريد بذلك ان يعيد الاعتبار للريف وقيمه وللفلاح المصري. لا ننسى ان هذه الايديولوجيا كانت وراء الثورة المصرية 1952 وها نحن نرى بوادرها عام 1914. لم ينتظر هيكل ان تلقى الرواية ما لقيته من رواج فضمّن الطبعات الثانية والثالثة اسمه الحقيقي. محمد حسين هيكل
في مجموعتها الشعرية الثانية "بين ذراعي قمر"(منشورات دار ملامح – القاهرة)، تكتب الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس باقتصاد في الكلمات تبدو الجملة قصيرة، متقشفة في بنائيتها، ومع ذلك تتمكن من منحنا المشهد بكامله: فاطمة الزهراء بنيس تغويها الرغبة في الرسم، فتذهب معها نحو قصائد تقارب الحكايات المصورة، وإن تكن تفارق السردية مستعيضة عنها بنوع مختلف من البوح يخالف ما بات تقليديا و"مألوفا" في تجارب كثيرات من الشاعرات العربيات، وخصوصا من الجيل الشعري الجديد. هنا بالذات نتوقف للإشارة الى افتراق مناخات الشاعرة، وعوالمها عن ذلك السيل الجارف من الإنتاجات الحسية التي تنسكب من حواف الجسد من دون أن تمر بالروح، والتي باتت تشكل "تيارا" يكاد يميز غالبية ما نقرأ من "شعر البوح" النسائي هذه الأيام. تأتي الشاعرة من فضاء مختلف يمزج الجسد بروحه، والأهم أنه يجعل للتجول في أهواء الحسي وغايات الجسد ما يصيّره شعرا.
غالباً ما يتغافل الدارسون عن شعر كافافي الإيروسي ويصبون عنايتهم على دراسة شعره التاريخي، مع أن هذا الأخير لا يكاد يشكل نصف شعره، بل ان الإيروسية تتغلغل، بشكل أو بآخر، حتى في هذا النصف وتكاد تعم أغلبه، ورغم ذلك لم تلق اهتماماً كافياً من لدنهم على حد علمي. فالناقد س. م. باورا مثلاً أهمل هذه الإيروسية إهمالاً كاملاً عندما درس شعره في كتابه 'التجربة الخلاقة'. وأغلب الظن أن الدارسين يفعلون ذلك بسبب ميول كافافي الجنسية المنحرفة. فهم يتفادون، بالتغافل عن شعره الإيروسي، حرجَ الحديث عن هذه الميول وتعبيراتها فيه. أما إذا تناولوه فهم يكتفون بإشارات عامة مقتضبة إلى ميوله، كما فعل ريكس وارنر، أو يغطونها بالحديث عن الحقيقة والجمال في شعره، كما فعل أندريه ميرامبيل، وإن هم توغلوا قليلاً تجاوزوا الحديث عن ميوله المنحرفة إلى الحديث النظري عن مفاهيمه حول الأخلاق والفن واكتفوا ببعض الاستشهادات، كما فعل غريغوري جزدانيس.